السبت، 28 أغسطس 2010

بينهما برزخ ويبغيان ,,, نعم يبغيان !!!




منذ فترة لم أتكلم عن أكاذيب الإعجاز العلمي المدَّعاة , والتي يلاحقنا بها المتدينون عند كل حالة حوار , وفي كل مكان نجتمع فيه , وقد نجدها عند مفترقات الطرق أيضاً !!!
طبعاً أنا أشك ألف مرة , إن كان الواحد منهم قد قرأ فعلاً تلك الأكاذيب , بل يكفيه قراءة العنوان , ونبدأ بعدها باستلام صيحات التكبير والتهليل , وها هو الله قد نصر الإسلام بهدف في الوقت الضائع , وها هم علماء الغرب الكافر قد شهدوا لديننا بأنه الحق , ولكنهم يكابرون , ويحاولوا نفي تلك الحقائق بعد أن علموا بها , بل أن أحدهم قد ادعى بأن الماسونية العالمية تتعمد التعتيم على هذه الاكتشافات العظيمة , والتي من شأنها إعلاء راية الإسلام .
حسناً , دعونا نتكلم عن واحدة من أكثر السخافات المدّعاة , وهنا أتكلم اليوم , عن هذا البرزخ الذي من بعده لا يبغيان .
يقول محمد في قرآنه في سورة الرحمن : مرج البحرين يلتقيان‏*‏ بينهما برزخ لا يبغيان‏*(‏ الرحمن‏:20,19)‏


وفي موضع آخر يقول : (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) [الفرقان: 53].

حسناً أصدقائي دعوني أبدأ , بالبداية الغير متوقعة لنعطي تعريفاً مهماً غاب عن الإعجازيين .
نقلاً عن الويكيبيديا : اليابسة ترمز إلى الجزء الخارجي من القشرة الأرضية الذي لا يغطيه الماء حيث تبلغ مساحة سطح الأرض إلى 510,1 مليون كيلومتر مربع، وتبلغ مساحة اليابسة فيها 148,9 مليون كيلومتر مربع، بينما تصل مساحة البحار فيها إلى 361,2 مليون كيلومتر مربع.
حسناً فهذه اليابسة لن تغطيها المياه , لأنها وبكل بساطة أعلى من مستوى ماء البحر ,, هل تراني ألفق هذه المعلومة مثلاً ؟؟


وماذا بعد ؟؟
دعونا نتكلم عن التقاء النهر بالبحر , وهو المادة الأكثر استخداما في الدجل الإعجازي , حيث يلوحون بدراسات يقوم بها العلماء حول المصبات , تحدثت عن وجود برزخ ( كما يقول الإعجازيون ) بين البحر والنهر , مشابه تماماً لذلك الذي ذكره رب محمد ,,

لنتكلم بالمنطق لو سمحتم ,,,
النهر يأتي من منطقة اسمها اليابسة , وهي أعلى من مستوى البحر , وعندما يصل هذه الماء إلى البحر سوف يكون مدفوعاً بقوتين مهمتين ,الأولى هي قوة جريان الماء , والثانية هي سرعة الاندفاع للماء المحكومة بكونها تأتي من منطقة أعلى إلى منطقة بالأسفل ,,
عند التقاء ماء النهر بالبحر ستؤدي قوة دفع مياه النهر , لدخول الماء بقوة إلى عرض البحر ,,,,
هذا يعني ... أن قوة الدفع هذه ستكون في أوجها عند نقطة الالتقاء , ولن يلبث ماء البحر أن يقاوم هذه الهجمة كلما ابتعد عن المصب ,,
هذا يعني ... بأننا كلما ابتعدنا عن المصب , فإن ضغط الماء النهري سوف يخف تدريجياً .
هذا يعني ... بأننا كلما اقتربنا من المصب , فالساحة ملك لماء النهر , وكلما ابتعدنا عنه سوف تكون الحظوة لماء البحر .
هذا يعني ... أن الماء العذب سوف يكون موجود وبقوة عند المصب مباشرة , بينما يبدأ الماء بالتملح كلما خف ضغط النهر ...
هذا يعني ... أنه لا توجد منطقة عذبة تماماً , ومالحة تماماً في منطقة المصب , وسوف تزداد ملوحة الماء شيئاً فشيئاً كلما توغل ماء النهر في البحر ..
فعن أي برزخ يتحدث هؤلاء العاجزون ؟؟؟؟


ملاحظة مهمة ,,,

عندما يخف ضغط ماء النهر , أو بالأحرى نضوب مائه , فسوف يعتدي البحر على الشاطئ , وتحدث عملية تآكل للشاطئ ,, وقد حدث هذا لدلتا النيل بعد بناء السد العالي , حيث كانت مياه النيل قبل بناء السد تندفع وبقوة إلى البحر , فأبقت أمواج البحر بعيدة نسبياً عن التأثير على شواطئ الدلتا , وما لبث بعد بناء السد أن انخفض هذا الضغط و وبصورة كبيرة فحدث التآكل ,,, انظر الرابط هنا .
خلاصة القول في ما ذكرته سابقاً . بأنه لا يوجد شيء اسمه البرزخ المائي كما يدعي كهنة الإعجاز , وبتجربة بسيطة , لو ذهبنا إلى منطقة مصب نهري , وأخذنا عينة من الماء من كل متر بعيداً عن المصب , فإن العينات التي سنأخذها بالقرب من المصب سوف تكون أكثر عذوبة من تلك العينات التي نأخذها من مناطق أبعد منها . أتمنى أن تكون الفكرة قد اتضحت .

وكذبوا الكذبة الأكبر , عندما تكلموا عن آبار المياه العذبة الموجودة داخل البحار ,,

نعم أصدقائي , بالفعل يوجد آبار لمياه عذبة صالحة للشرب في أعماق البحار , والمحيطات , ولكن هل هذا بسبب البرزخ المزعوم ؟؟


الجواب : لا

وتسألوني لماذا ؟؟

الجواب : لأن الآية الإعجازية التي تكلم عنها الإعجازيون تحدثت عن بحرين يلتقيان , وهذا ما لا يحدث في حالة الآبار الجوفية , حيث بالرغم من وجودها في عمق الحار , إلا أنها تحافظ على وجودها لأنها تفصلها عن مياه البحر صخور و ورمال و وقوى ضغط داخل البئر نفسه ,,
يعني : لو انخفض ضغط الماء داخل البئر الجوفي هذا فسوف يبدأ تسرب ماء البحر إليها رويداً رويداً , وهذا حصل مع الآبار الجوفية الموجودة في قطاع غزة ,,, انظر هنا

تعالوا إلى غزة , واشربوا ماءها واحكموا ,,



قبل عدة سنين كنا نشرب المياه التي تقدمها البلدية ,دون الحاجة على نظام الفلتر , وبعد ازدياد أعداد السكان المهولة في قطاع غزة , وازدياد السحب من آبار المياه الجوفية , بدأت مياه البحر بالتسرب إلى مياه الآبار , واليوم لا يستطيع الكثيرون من أهل غزة أن يتمضمض بماء الحنفية لشدة ملوحتها , فأين هو هذه البرزخ الذي به تزعمون ؟؟؟
في أحد المواقع التي تتحدث عن ملوحة مياه غزة , وجدت هذه الفقرة التي تنسف ادعاءات كهنة الأعجاز :


ما هي أسباب تلوث وملوحة المياه ؟؟

مسببات التلوث كثيرة، منها زيادة سحب المياه الجوفية " الصالحة للشرب " مما يؤدي إلي صعود المياه المالحة من باطن الأرض لتختلط بالمياه الصالحة للشرب فتصبح غير صالحة, أيضا تداخل مياه البحر نتيجة السحب المائي في الخزان الجوفي، حيث أصبحت مياه الآبار على مسافة كيلو متر شرق شاطئ البحر في غزة, البحر أصبح يغزو الخزان الجوفي, كذلك استخدام المبيدات والأسمدة الزراعية يؤدي عادة إلي تملح التربة والمياه, بالإضافة إلي التصحر وتجريف الأراضي الزراعية.


هنا يكون من حقي أن أقول : ويبغيان ,,, نعم يبغيان !!!


أخوكم سهران

الاثنين، 23 أغسطس 2010

قاتل ومقتول ... رضي الله عنهم أجمعين !!




كعادته دوماً يقف التفكير الديني حائراً تارة , غير مبالٍ تارة أخرى أمام قضايا مهمة تستوجب البت فيها , لا أتكلم اليوم عن مسائل لطالما أثيرت كالقضاء والقدر مثلاً , ولكن دعوني أتكلم عن حادثة خطيرة عصفت بأمة الإسلام منذ أيامه الأولى ألا وهي الصراع بين معسكر علي بن أبي طالب من جهة والمعسكر الأموي بقيادة معاوية بن أبي سفيان .
بمجرد التطرق إلى هذا الموضوع سنجد المسلمين يتهمونا بإثارة فتنة أخمدها الله , أو على الأقل فإننا نتكلم في أمر دار قبل أكثر من ألف سنة , فما الحاجة بنا اليوم للحديث عن هذا الصراع ؟ وكأني بالمسلم يود القول لنا : أيها الملحد مالك ومال هذا الأمر , أتريد إشعال فتنة أخمدها الله ؟؟؟
حسناً أصدقائي دعوني أوضح لكم في البداية أمراً هاماً سوف نتفق فيه جميعاً سواء كنا مؤمنين أو ملحدين , وهو أن التاريخ والذي لطالما أعاد نفسه يبقى مجرد تاريخ , ومهما تكلمنا فيه فلن نغير مما حصل شيئاً , ولعل الحديث عن النزاع بين علي ومعاوية يشبه من حيث الصورة الخارجية لتلك النزاعات التي لطالما حفلت بها كتب التاريخ عن ملوك وأمراء رفعوا السلاح في وجوه بعضهم البعض , وسفكوا من الدماء ما سفك .
ولكن ....
إن كان المطلوب منا أن نحتذي بأولئك الذين اقتتلوا يوماً ما و فإنه من حقنا أولاً أن نعرف سيرتهم كما روتها الخطوط العريضة للتاريخ , ولن آبه لما وصف به علي بن أبي طالب بالحكمة , وما وصف به معاوية من حلم وتقوى ( ومن كتبة الوحي أيضاً ) وسوف نقرأ التاريخ أولاً , ونستعيد ذكريات أولئك الأشخاص الين يريد شيوخنا إقحامهم في جميع أمور حياتنا و فلا مناص أمامنا أيها الأصدقاء من تشريح سيرتهم , وفهم كيف عاشوا أولئك (التقاة ) حتى نجد ما يدفعنا للاحتذاء بهم , أليس هذا هو المنطق ؟؟.
وتخيلوا أن يخرج علينا احد الشيوخ طالباً من بناتنا الاقتداء بالملكة كليوباترا على سبيل المثال , فهنا سوف نجرد أقلامنا وعقولنا لسبر غور تاريخ تلك المرأة منذ لحظة ميلادها لغاية لحظة انتحارها , أليس هذا هو المنطق ؟؟
لغاية هذا اليوم , لازال هناك الكثير من الناس يقتلوا ويذبحوا بسبب ذلك النزاع , ومعركة الجمل وصفين لم تنتهيا بعد , وعلى الآرجح لن تنتهيا طالما بقي الوعي الإسلامي عاجزاً عن البت في أمر ذلك النزاع الذي لا زالت آثاره جاثمة على صدورنا لغاية اليوم .

في ذلك النزاع هناك روايتان مهمتان , وهنا نتكلم عن الرواية الشيعية المتعصبة لعلي وآل البيت من جهة , ومن جهة أخرى فهناك الرواية الإسلامية التقليدية , والتي يتناقلها المسلمون السنة فيما بينهم .
أما الرواية الشيعية , فهي محسومة سلفاً لصالح علي , ولعلها تكون مترابطة أكثر من الرواية الأخرى, فالشيعة قد حسموا أمرهم من أن النبي محمد قد أوصى بالخلافة لعلي بن أبي طالب , وأن أبا بكرٍ وعمر قد انتزعاها منه قسراً , وبعدها جاء عثمان بما عرف عنه من تحيزه لآل بيته من الأمويين , فقامت ثورة الأمصار ضد عثمان , وما جاء بعده من تولي عليٍّ للخلافة , وتمرد معاوية عليه .
ولعلنا سوف نتفق في شكوكنا حول الرواية الشيعية التي جعلت من دين الإله حكراً على محمد وآل بيته , وكأن الدين عزبة خاصة بآل محمد , ولن نشغل أنفسنا كثيراً بنقدها طالما أن أغلبيتنا مؤمنين برفض هذا المنطق الأعوج .

وتعالوا نتكلم الآن في عجالة مع بعض التركيز عن الرواية الإسلامية السنية , ومبتدأ الحديث فيها يكون بالرجوع إلى أحاديث منسوبة إلى نبي الإسلام محمد يقول فيها :
1 - ذهبت لأنصر هذا الرجل ، فلقيني أبو بكرة ، فقال : أين تريد ؟ قلت : أنصر هذا الرجل ، قال : ارجع ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) . قلت : يا رسول الله ، هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : ( إنه كان حريصا على قتل صاحبه ) .
الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 6875
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

2 - والذي نفسي بيده ! لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم ، لا يدري القاتل فيما قتل . ولا المقتول فيم قتل . فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : الهرج . القاتل والمقتول في النار
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 2908
خلاصة حكم المحدث: صحيح

3 - إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قيل هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه ، وفي لفظ إنه أراد قتل صاحبه
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - لصفحة أو الرقم: 10/740
خلاصة حكم المحدث: صحيح

4 - إذا تواجه المسلمان بسيفيهما ، فقتل أحدهما صاحبه ، فالقاتل والمقتول في النار قال رجل : يا رسول الله ! هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : إنه أراد قتل صاحبه
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - لصفحة أو الرقم: 4135
خلاصة حكم المحدث: صحيح

من هذه الأحاديث أعلاه نجد إقراراً واضحاً لا لبس فيه من محمد بأن ما من مسلمين اقتتلا إلا وكان القاتل والمقتول بالنار , ولعلكم لاحظتم أن جميع هذه الأحاديث هي أحاديث صحيحة , ولاحظوا أننا نتكلم عن الرواية السنية فاقتضى الأمر أن نبحث في مراجع أهل السنة , ولن نلق بالاً لما يقوله الشيعة خشية حدوث التعارض , وليس تجنياً منّا أن نلزم المسلم بالالتزام بما تقوله هذه الأحاديث طالما أنه مقرُ ومعترف بشرعيتها , بل وبإلزامها للناس !!!
ولكن عفواً محمد يا رسول الإسلام , فليس كل ما تقوله ملزمُ لأتباعك , فرغم أن النزاع بين علي ومعاوية قد حصد الآلاف من المسلمين , فلم يمنع ذلك فقهاء الإسلام من الترحم على كليهما , بل وقالوا بأنك قد وعدت علياً وطلحة والزبير بالجنة , فكيف يقتتل من وعدهم الله بالجنة , ألم يكن ذلك الوعد كافياً لهم كي يزهدوا بالدنيا , أم أن أصحابك يا محمد كانوا مدركين لحقيقة الدين , فأرادوا اغتنام فرصتهم في الدنيا ؟؟
مقتل عثمان :
تبدأ الفتنة باجتماع المسلمين من أهل الأمصار حول بيت عثمان , ومطالبتهم إياه بتغيير ولاته , والذين هم من أقربائه كمعاوية مثلاً , وبعدها يحصل ما نعرفه جميعاً من دخول بعض الرجال إلى بيت عثمان وحز رقبته و ومن بين المتهمين في الأمر كان محمد بن أبي بكر , وهنا دعونا نلتفت إلى نقطة هامة لطالما أغفلها الرواة , أو بالأحرى تعمدوا عدم الحديث فيها ,
لقد رفض علي أخذ الثأر لعثمان بحجة المحافظة على وحدة المسلمين وخشيته من تفرقهم !!
ولكن هل هذا هو عليّ نفسه الذي حارب الأمويين في صفين والجمل , وحارب من سماهم الرواة بالخوارج في معركة النهروان , يبدو واضحاً من هذه النقطة بالتحديد أن عليّاً كان متواطئاً وبالأحرى مشاركاً في اغتيال عثمان , فالرجل الذي استطاع أن يحشد الحشود لقتال معاوية والخوارج فيما بعد كان قادراً على أن يأخذ بالثأر من بعض الثوار لو أنّه أراد و ولكنه هذا هو التاريخ الإسلامي المليء بالحروب والأحقاد والأطماع السياسية باسم الدين والإله .
قالوا ...
عجز علي عن مواجهة قتلة عثمان , بينما أراد أهل الشام القصاص لخليفتهم المقتول , فلم يجد عليّ بن أبي طالب بدّاً من أن يحارب أهل الشام لخروجهم عليه !!!!
هل هناك أي منطقية في هذا الحديث أيها الأخوة ؟؟ ولماذا لم ينضم علي إلى أهل الشام لمحاربة قتلة عثمان بدلاً من أن يحتضنهم في جيشه لمحاربة أهل الشام ؟؟ أفتونا أيها العقلاء !!!

قالوا الفتنة زرعها عبد الله بن سبأ !!!

ابن سبأ هذا أعزائي هو ابن العلقمي زمن هولاكو , وهو نانسي عجرم وهيفا وهبي في زمننا الحاضر , إنها الشماعة الغبية التي نعلق عليها كل خيبتنا وإخفاقاتنا فنقول بأن الفتنة كان سببها رجل وافد دخيل على الأمة الغرّاء فأفسد فيما بينهم !!
هل هؤلاء هم صحابة محمد الذين يفتخر بهم المسلمون ؟؟ رجل واحد يفرقهم ويدفعهم للاقتتال ؟؟ نريد جواباً مقنعاً !!


واسمعوا هذه أيضاً ..
وقيل لمحمد بن مسلمة الأنصاري – رضي الله عنه – ألا تخرج للنهي والأمر ؟ قال : قال لي الرسول صلى الله عليه وسلم : "ستكون فرقة وفتنة واختلاف فاكسر سيفك ، واقطع وترك ، واجلس في بيتك" (رواه الطبراني في المعجم الكبير).
ومثله الكثير من الصحابة الذين رفضوا الاشتراك في تلك الفتنة , رافضين الخوض فيها , ولكن ألا يعد ذلك تقصيراً منهم تجاه أمتهم سيّما وأن القرآن يقول في واحدة من آياته : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت ...{ !! فلماذا لم يعمل المسلمون بتلك الآية ويئدوا الفتنة في مهدها ؟؟

من هم الخوارج ؟؟

تماماً مثل معاوية الذي تمرد على حكم علي بن أبي طالب , فعلت جماعة من أتباع علي ذات الشيء بعد أن أوقف عليّ القتال ضد معاوية , واعتبروا علياً مقصراً في الحكم بما أمر به الله , ولكنهم أطلق عليهم لقب الخوارج لأنهم هزموا , ولم يتاح لهم إقامة حكمهم وأن يكتبوا سيرتهم , ولو أتيح لهم ما اتيح لبني أمية , لوجدنا شيوخنا يتحدثون عن ( الخوارج ) رضي الله عنهم وأرضاهم وأدخلهم فسيح جناته !!!!!!!

التاريخ يكتبه المنتصرون ...............


أخوكم سهران

السبت، 17 يوليو 2010

الروح والجسد



بالحديث عن الحياة والموت , وما بعد الموت , يأتي لنا أهل الإيمان بسؤالهم المتكرر , أين ستذهب أرواحنا بعد الموت ؟؟؟
حسناً عزيزي المؤمن دعني ألقي لك بمفاجأة ربما لم تكن تتوقعها , لا روح في الجسد !!!!!!!!!
قد يبدو هذا الطرح غريباً , بل ومنكراً من الكثير منكم , والسؤال الذي أتوقعه منكم مباشرة هو : إذن ما هو تعليل فكرة الحياة أيها الملحد المجادل بغير حق ؟؟
لن أنكر عليك عزيزي المؤمن حقك في الاستغراب من طرحي بعدم وجود ذلك الشبح الذي تتخيلون وجوده بالجسد وتسمونه بالروح , ولكن دعونا أصدقائي نحلل وفي عجالة من أمرنا فكرة الروح , من الناحية الدينية والعلمية .
فورأ ومباشرة عند طلب الإتيان بدليلٍ من القرآن عن وجود الروح يسارع المؤمنون بذكر الآية ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً ) الإسراء 85.
ما رأيك عزيزي المؤمن بأن أقول لك بأن كلمة الروح في القرآن لم تكن تعني يوماً تلك الروح في الجسد , بل هي تعني الروح الأمين أو الروح القدس أو روح الله ,,,, بالمختصر هي تعني جبريل أو الوحي .
قبل أن تجادلني عزيزي المؤمن فمن حقي أن أطلب منك إعادة قراءة سورة الإسراء , وبالذات ذلك الجزء الذي يتكلم عن الروح , وسوف تجد وبكل بساطة بأن السياق الذي أتت به تلك الآية يتكلم عن الوحي , ولا علاقة له أبداً بالروح التي تسكن الجسد .
يقول الطبري في تفسيره : وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الرُّوح الَّذِي ذُكِرَ فِي هَذَا الْمَوْضِع مَا هِيَ ؟ فَقَالَ بَعْضهمْ : هِيَ جَبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام
ويقول أيضاً في موضعٍ آخر : هُوَ مَلَك مِنْ الْمَلَائِكَة لَهُ سَبْعُونَ أَلْف وَجْه , لِكُلِّ وَجْه مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْف لِسَان , لِكُلِّ لِسَان مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْف لُغَة يُسَبِّح اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِتِلْكَ اللُّغَات كُلّهَا
ومثل الطبري تحدث ابن كثير والقرطبي في تفسيرهما عن احتمالية أن تكون الروح المقصود بها هو جبريل ( ولا يجب علينا إغفال التفسير الآخر لها ولو أني أستغرب كيف لا يعرف المسلمون تفسيرها على وجه الدقة ) ولكن على كل الأحوال فقد يكون من حقي أن أتمسك بنظرتي الخاصة لتفسير تلك الآية بعد ما أوردته لكم من الأدلة , وبإمكانكم أن تبحثوا أكثر في التفاسير للاستزادة .

دعونا الآن نتكلم من الناحية العلمية والمنطقية ,,,,,,,,,,,
ما هي الروح ؟؟؟
لا يستطيع الإنسان بشكلٍ عام والمؤمن بشكل خاص أن يتقبل فكرة فناؤه بعد الموت , وأن كل ما يحمله من صفات وأفكار ومعتقدات سوف تذهب بموته ,ويقول المؤمن كيف لذلك الوعي أن يذهب إلى الفناء ؟؟
حسناً عزيزي المؤمن دعني ألقي عليك بعض الأسئلة وفيها سوف تجد الإجابة على كل أسئلتك :
هل الروح تتكلم ؟؟
هل الروح تتنفس ؟
هل الروح تسمع ؟
هل الروح تفكر ؟
هل الروح تشعر بالألم ؟
هل الروح هي التي تحرك عملية الحياة في الجسد ؟

- لو كانت الروح هي التي تتكلم لوجد الواحد منا نفسه يتكلم وهو في بطن أمه , فمن المتعارف عليه عند المؤمنين في مأثورهم بأن الله يلقي الروح في الجسد وهو في بطن أمه , فلو كان الكلام من وظيفة الروح لخرجنا من بطون أمهاتنا نتكلم !
- لو كانت الروح تتنفس لما احتاج الجسد للقلب وكرات الدم الحمراء , ولقامت الروح بتلك المهمة والتي يسبب تعطلها موت الإنسان فوراً , ولكننا نعلم تماماً بأن عملية التنفس هي عملية فسيولوجية بحتة .
- لو كانت الروح هي التي تسمع لما أصيب أحدٌ بالصم , وما حرم أحد من ميزة السماع , ولكن لو كانت الروح هي التي تتولى عملية السماع وفقد الإنسان سماعه فذلك سوف يعني وبكل بساطة بأن الروح قد خرجت من الجسد .
- لو كانت الروح هي التي تتولى عملية التفكير والإدراك لكان واجباً علينا أن نتذكر تلك اللحظات التي قضيناها في بطون أمهاتنا عندما نفخ الله الروح في الجسد , ولكنكم أعزائي تعلمون بأن عملية التفكير والإدراك تتطور شيئاً فشيئاً حسب تطور المخ , وبالتالي فإن عملية التفكير والوعي مرتبطة بالخلايا العصبية للمخ , والتي سوف يسبب تلفها لغياب القدرات الذهنية , بل ولو كانت الروح هي التي تفكر لما وجدنا أصحاب الإعاقات العقلية , ولكان الناس جميعاً على مستوى عقلي واحد , ولكننا صرنا اليوم نعرف وببركة العلم بأن التفكير والوعي والإدراك هما عمليات مرتبطة بالخلايا العصبية , ولا علاقة لها بشبحٍ يسكن الجسد !!
- لو كانت الروح هي التي تشعر بالألم , لشعر المصابون بالشلل بما تعرض له أجسادهم من مؤثرات لن يستطيعوا للأسف أن يشعروا بها لأن الجهاز العصبي لديهم قد تم تعطيله , فكيف للروح تفارق ذلك العضو المشلول ولا يصاب بالتعفن , أم أن الروح عزيزي المؤمن مرتبطة بفسيولوجية الجسم ؟؟
ومن ناحية أخرى فهذه النقطة تقودني للتعجب من فكرة الروح إلى أين سوف تذهب بعد بتر أحد الأطراف أو أعضاء الجسم , وهل الروح موجودة في كل عضو ؟؟ عليك عزيزي المؤمن أن تجيب على تلك الأسئلة قبل أن تلقي لنا بسؤالك المتكرر عن مصير الروح , وقل لي أنت أولاً ما هو تعريفك وفهمك للروح ؟؟!!!
ويبقى السؤال الأخير وهو عن الكيفية التي تقود بها الروح عملية الحياة في الجسد , وهنا عزيزي المؤمن دعني أنا أن أسألك عن الداعي لوجود الروح طالما أن عملية الحياة تسير وبتطور منذ الخلية الأولى حتى اكتمال الجسد , وقيام الأعضاء بوظائفها , ولو كانت الحياة من فعل الروح لما اجتاجت أجسادنا للعناصر الكيميائية والبروتينات والفيتامينات والتي أجدها ( وبكل أمانة ) هي التي تقوم فعلاً بعملية الحياة عبر سلسلة طويلة من ملايين العمليات الكيميائية دون الحاجة لوجود ذلك الشبح الخفي الساكن في الجسد كما تتوهم أخي المؤمن .
دمتم وإلى اللقاء


أخوكم سهران

الثلاثاء، 22 يونيو 2010

لا تناقش ,,, هكذا علمنا الرجل الصالح



لطالما خرج علينا أصدقاؤنا المؤمنون بالقول بأن الإسلام هو دين العلم والحوار والجدال الهادئ , وهذه المقولة تستخدم غالباً عند كل اتهام يوجه للإسلام بأنه قمعي ورافض للآخر , وهذا القول يستدعي منّا بالضرورة أن نتحقق منه قبل أن نرمي التّهم جزافاً على الدين , وهنا عزيزي المؤمن دعني أسألك سؤالاً مهماً وهو : هل تعتقد بأن الله يطلب منك التفكير بما يفرضه عليك , أم أنك مسيّر حسب رغبة هذا الإله , ولا يحق لك النقاش في إيمانك ؟؟
حسناً ,,, دعني عزيزي أجيبك عن هذا السؤال بأن أقول لك : الويل لك كل الويل صديقي إن فكرت في ذلك , أو راودتك نفسك بأن تخوض مع الخائضين , كما يقول لك شيوخك , فيكفيك أيها الأخ المؤمن أن تعلن الخضوع التام لرغبات الإله , وأحكامه الغامضة وتفسيراته الخرافية لقوانين الطبيعة , وإياك ثم إياك أن تحاول ولو لمجرد الفضول أن تناقش , هكذا علمنا الرجل الصالح!!! .
قرأنا كثيراً قصة النبي موسى والرجل الصالح , وأظن بأنكم جميعاً قد تساءلتم كثيراً عن أهداف هذه القصة , والحكمة من سردها , وهي قصة على قدر كبير من الغموض , ويحاول بعض المؤمنين أن يجعل منها قصة ذات
أهداف تربوية عظيمة , ليستقي لنا من تلك القصة آيات من الحكمة لم نكن نعلمها !!!
لا أعلم بالضبط إن كانت قصة الرجل الصالح قد ذكرت في كتاب اليهود التوراة أم لا , ولن أكلف نفسي غالباً بالبحث عنها في التوراة , فهي إن كانت موجودة فعلاً في التوراة , فلعل نبينا قد وجد فيها ضالته باعتبارها القصة الأشد سوءاً في التراث الديني قاطبة , إذ تعلمنا تلك القصة معانٍ لا يقبلها العقل ولا المنطق ولا الضمير , وهي قصة تكشف بوضوح عن غائية المنهج الديني , الذي يريد من أتباعه أن يكونوا أتباعاً بلا أي فرصة للنقاش أو الاستفسار , أتباعاً يؤمنون بالغيب , ويقدموا كل ما أمكن تقديمه للرب على مذبح الإنسانية التي قتلتها الأديان .
تبدأ القصة بأن ادعى موسى العلم على قومه , وكيف لله عالم كل علمٍ أن يقبل بأن يصف إنسان نفسه بالعلم من دونه , فطلب من موسى أن يذهب للقاء عبده الصالح كي يعلمه مما عنده , إلى غاية هذه اللحظة والأمور تسير بطريقة معقولة نوعاً ما , فيكون الاتفاق بأن يلتقي موسى بهذا الرجل عند مجمع البحرين , وليس بالإمكان أن نعرف أي بحرين هؤلاء فليس مهماً أن يشرح لنا الرب عنه شيئاً , ويكون أن ينام موسى ويترك فتاه يقظاً , وإذ بالحوت الذي أحضراه لغذائهما يقفز من مكانه وينطلق إلى البحر , ولو رأى الواحد منا فعلاً كهذا لأقام الدنيا ولم يقعدها و ولكن فتى موسى اكتفى بأن يفتح فمه مستغرباً , ونسي تلك القصة المهولة , وسار مع نبي الله , حتى جاع موسى فطلب من فتاه أن يأتيه بالحوت ,,, هل قلت حوت ؟؟ ربما المقصود نوع آخر من الأسماك , فليس معقولاً أن يفترس نبي الله حوتاً كاملاً لوحده !!! حسناً ها هو فتى موسى النبيه يتذكر أخيراً تلك الحادثة الغريبة , ليقول بان الشيطان قد أنساه الأمر , ولا أعلم هل هذا الشيطان من ذرية إبليس جاء ليرافق موسى في رحلته المقدسة تلك أم هو النفس الأمارة بالسوء !!! ليس مهماً كل هذا , ودعونا نتجاهل مراسم الاستقبال بين موسى والرجل الصالح , فقد بدأت أشعر بالملل من ذكر التفاصيل التي لا فائدة منها , ولا أعرف لماذا يذكرها الله في كتابه , وها نحن ننتقل للدروس العظيمة التي قام الرجل الصالح بتلقينها لموسى .
الدرس الأول : لا تناقش : قال إن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً ( الكهف 70 )
وهنا تبدأ الفصول الأكثر ظلامية في تلك القصة , فها هو الرجل الصالح يشترط على موسى أن لا يسأله شيئاً , ولعل أخوتنا المؤمنين يجادلونا بعدها بان الدين يدعو للحوار والنقاش , ونحن أمام قصة كهذه يستطيع أتفه شيخ أن يستنبط منها حكماً شرعياً بعدم جواز تدخل الدهماء في أمور العلماء الأجلاء ,
لحظة من فضلكم ,,,,,,,,
يوم الجمعة الماضية وقف شيخنا في المسجد ليبرر أخذ حكومة حماس لأموال الضرائب على السجائر رغم أن شيوخهم يعتبرونها محرمة ,, وكان من جملة التبريرات التي ساقها بأنه متأكد بأن حكومتنا الربانية قد استشارت أهل العلم , وبالتأكيد فإن الحكومة قد أخذت منهم فتوى بتحليل هذا , وأنه لا يحق لنا نحن الجهلاء أن نعترض طالما أن أهل العلم قد أباحوا ذلك !! يبدو أن شيخنا قد أعجب بالدرس الأول من قصة الرجل الصالح !!!!!!!!!!!


الدرس الثاني : هل تتذكرون أصدقائي قصة الدبة اللي قتلت صاحبها ؟؟؟ إنها تلك الدبة التي رأت ذبابة تقف على وجه صاحبها النائم , فأشفقت على صاحبها من أن توقظه تلك الذبابة اللعينة , فأمسكت بحجرٍ ضخم وألقته على وجه صاحبها كي تهش بها على الذبابة , آاااااخ لا أستطيع تخيل مصير الرجل , ولكن أيضاً هذا ما فعله الرجل الصالح ذي العلم المتين , فقد صعد إلى سفينة مع نبي الله موسى , وبدلاً من أن يستقر في مكانه , قام صاحب العلم بخرق السفينة , فلما اعترض موسى على ذلك العمل , نهره الرجل على سؤاله وقال له : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً , وفي نهاية القصة وضح الحكمة من ذلك بأن قال : أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً ( الكهف 79) , لا أعرف إن كان يتوجب عليّ الضحك أم البكاء من هذا الموقف, و ودعونا نفكر فيه بمنطقية , فلو كان هذا العيب بسيطاً فلن يغير هذا من الأمر شيئاً , وسوف يأخذ ذلك الملك السفينة , أما إن كان العيب كبيراً , حينها بالفعل لن يستطيع الملك أن يأخذ السفينة التي سوف تنزل إلى القاع بفضل بركات الرجل الصالح , وسوف يضطر موسى وصديقه أن يعودا للشاطئ بذات الطريقة التي حصلت مع صديقنا
أبو العربي !!! وهنا أيضاً أعزائي يستطيع شيوخنا استنباط حكمٍ شرعي , بعدم جواز اعتراضنا على ما قد نراه ظلماً يرتكبه ولي الأمر المسلم , فهو محاط بكوكبة من العلماء والرجال الصالحين على شاكلة رجل موسى , وينبغي عليكم أيها الأخوة أن تؤمنوا إيماناً عميقاً بما قد فعلوه , حتى وإن كان ظاهره الغباء والأذى كما فعل رجلنا الصالح !!!!
صدقاً أيها الأخوة فأنا لا أتهكم , ولا أبالغ في قولي هذا , فقد تعودنا من شيوخنا أن ينقبوا في أمهات الكتب , وما قد نساه الناس منها , ليخرجوا منها , ولو بكلمة تافهة قالها أحدهم ليُخرجوا لنا منها حكماً شرعياً , ولو دققتم أيها الأحبة في الفتاوى التي يطلقها شيوخ الإسلام , لوجدتم بأنهم قد استندوا في فتواهم تلك إلى دليلٍ لم يسمع به أغلب الناس, فلو حصل أن أحد الصحابة قد سها ففسا فوق بئر ماء , لخرج علينا عالمٌ جليل بكتابٍ قيمٍ اسمه ( الحجة العصماء في جواز الفساء فوق بئر ماء ) !!!!!
حسناً أصدقائي دعونا نترك موسى وصديقه يجففا ملابسهما بعد تلك الحادثة اللعينة ونمضي لدرس آخر من دروس الرجل الصالح .
الدرس الثالث : اقتل باسم الله
قبل عدة سنوات خرج علينا شيخ حماس أحمد ياسين بحكمٍ أو دعونا نسميها فتوى شرعية هزت ضميري , وذلك حينما أباح قتل الأطفال الإسرائيليين , وكان تبريره لهذا الحكم لأنهم وبكل بساطة سوف يكبروا في الغد , ويصبحوا جنوداً في جيش الاحتلال , وبناءً عليه فإنهم قد أصبحوا جنوداً وجب قتلهم , وهذه الفتوى تشبه مثيلتها التي خرج علينا بها حاخام اليهود عوفاديا يوسف عندما أباح لجيش الاحتلال قتل أطفالنا الفلسطينيين بحجة أنهم سوف يكونون إرهابيين في المستقبل , وكم يشد انتباهي ذلك التشابه بين حاخامات اليهود وحاخامات الإسلام !!!


لم يكن شيخنا الياسين خارجاً على الشرع عندما قال فتواه تلك أبداً , بل إن ما قاله قد جاء من وحي الشريعة الغرّاء , فقصة الرجل الصالح تعلمنا درساً آخر فحواه تطابق ما قاله شيخنا , فقد سار موسى مع الرجل الصالح فوجدوا أطفالاً يلعبون , فذهب ذلك الصالح إلى أحد الأطفال فاقتلع رأسه كما تقول إحدى الروايات , أو على الأقل فقد قتله كما ذكر القرآن , وهنا أعزائي فأنا لن أشك بأن أي واحدٍ منكم سوف يقشعر جسده من هكذا فعل , مثلما حدث مع نبي الله موسى الذي أنكر على صاحبه تلك الفعلة الشنعاء التي لا يقبلها من كان في دمه ذرّة من ضمير حي , ولكن الرجل الصالح برّر فعلته تلك بأن الطفل هو لأبوين مؤمنين , وسوف يكون في المستقبل كافراً يجلب الهم والحزن لأبويه فكان قتله رحمة بأبويه !!
أظنكم جميعاً قد انتبهتم للنقطة المهمة وهي أنه لأبوين مؤمنين , ورغم ذلك فقد قتله ذلك الصالح لأنه علم بأنه سوف يكون كافراً , وما ظنّكم أصدقائي بمن كان والديه كفاراً ؟؟!!
عندما نقرأ في القصص الديني عن تلك الشعوب التي أنزل الله عليها عقابه , فإننا نعلم بأنهم كان عندهم أطفال , ورغم ذلك فلم يتوانى الله عن قتلهم , ولا أظن بأن أحداً منكم لم يسمع بتلك الحجة الفارغة التي يسوقها المؤمنون عن رحمة نبيهم , عندما كان يوصي جيوشه الغازية بأن لا يقتلوا الأطفال في غزواتهم ,فما ظنكّم أصدقائي بطفلٍ يقتل أبوه , وتسبى أمه , ويصبح الطفل نفسه عبداً عند احد الأجلاف ؟؟ كم أنت قاسي القلب يا محمد أنت وربك !!!!!
الدرس الرابع : حتى نبي اليهود جشع !!!!
في الموقف الأخير لموسى مع صديقه يذهب الرجلان إلى قرية , ويطلبوا من أهلها الطعام فيرفض أهل القرية ضيافتهم , فيذهب الرجل الصالح إلى حائط يوشك أن يقع فيقوم بترميمه , وتكون علته في الأمر بأنه يوجد تحت الحائط مالٌ لأطفال يتامى فأشفق الرجل الصالح من أن يتهدم هذه الحائط فيذهب معه المال , وهنا ونحن أمام هذا الموقف لا نملك إلا أن نرفع القبعات احتراماً لهذا العمل النبيل , وهي المرة الأولى والأخيرة التي يقوم بها ذلك الرجل بعملٍ نافع , وإذ بموسى يخرج علينا بأنفه المعقوف , وطاقيته الصغيرة المثبتة فوق رأسه ( الصورة التقليدية لليهودي الجشع ) , فيلوم الرجل الصالح على أن يفعل معروفاً بأهل تلك القرية الذين رفضوا إطعامهم !!! ويسأله لو طلب من أهل القرية أجراً على ما فعل !! هل هكذا يفكر أنبياء الله ؟؟ هل هي مشاعر موسى الغاضبة , أم أن الله لم يحسن اختيار أنبيائه ؟؟؟


ليس مهماً أصدقائي أن تشغلوا بالكم بالبحث عن فائدة مرجوة من مثل هكذا قصة , فقد عوّدنا الدين على الطاعة العمياء , وعدم النقاش , وأتمنى ألاّ يقول لي أحد المؤمنين بأن الله قد غيّر أسلوبه عن أسلوب الرجل الصالح , وإلا لما سرد لنا تلك القصة أصلاً !!!
دمتم عقلاء



أخوكم سهران






الثلاثاء، 25 مايو 2010

الله أعلم



إن كان ( الله أعلم ) !!!!!!


إذاً فأنت لا تعلم !!!!!!!!!


إذاً فأنت لا تعرف !!!!!!!!!!



إذاً فأنت لا تملك الدليل العقلي !!!!!!!!!


عند الناس اللي بتفهم يتم جمع أكبر قدر من الأدلة من أجل الوصول إلى الحقيقة أو ما يقرب من الحقيقة


أما الإيمان ,,, فهو الحقيقة المطلقة والتي جميع أدلتها ( الله أعلم ) !!!!!!!!!!!!


أخوكم سهران

الجمعة، 14 مايو 2010

سورة الثائرون ( لا مكية ولا مدنية )




يَأيها الذّين آمنوا مالكم إذا دعيتم للثورة لا تنهضون , أرضيتم بالظلم ربّاً أم على الله تتوكلون , أم حسبتم أن الله رافع عنكم الضر فأنتم تنظرون , فظننتم أنّا ننجيكم من عذاب دنياكم أم على الله تدّعون , إن الله لا يرزق أحداً من عباده وعلى أنفسكم فلتركنون , أفإن أصابكم بغي دعوتم الله أن يرحمكم فانتظروا أيها البائسون , قل لو كان الله يرزقكّم لأسكنّاكم قصوراً وأمددناكم بجنات وعيون , كلاّ إنما على الله أن يصيبكم بالجهل والمرض ونبلوكم بأفيون الشعوب , ما كان الله ليصطفي أحداً من عباده وما بعثنا الأنبياء من قبل وكانوا لأنفسهم باعثون , قل لو كان الله مسيّركم فبأي ذنب تعذبون , آالله يأمركم بالظلم أم على الله تفترون , أم ظننتم أن للظالم على الله رزقاً لساء ما تحكمون , أم إله آخر يرزقهم فبالله تشركون , إنما أرزاقكم من عمل أيديكم فهل أنتم متدبرون , لقد كان لكم في البلاشفة أسوة حسنة أفلا تتفكرون , إنهم قوم آمنوا بحقهم وكانوا بربهم ملحدون , وما استكانوا لوعد الله وما كانوا عليه متوكلون , فقهروا عدوهم وكانوا لحقهم آخذون , إن كنتم تريدون الحياة الدنيا فقوموا لظالمكم فهل أنتم فاعلون , ولا تنتظروا مني نصراً وإياي فلا تتذكرون , أما من أراد الآخرة وسعى لها وانتظر وعد ربه ههههههاي فانتظروا إنا معكم منتظرون

صدق العقل العظيم



أخوكم سهران

الأحد، 2 مايو 2010

هل نرى أمواتنا يوماً ما ؟؟ هل يجتمع الشمل ؟




هذا السؤال أعزائي قد يكون سبباً أولاً للإيمان عند الكثير من الناس , ولا أبالغ في هذا أبداً , فحب البقاء كان دافعاً للإنسان كي يتخيل مسألة الخلود , وبما أن الإنسان قد علم باليقين بأن الإنسان ميت لا محالة , فاخترع مسألة الحياة الأخرى , والتي تطورت في مفهومها عند الأديان , وكانت السبب الأول لاستغلال مشاعر الناس , فكانت النتيجة أن انصرف الإنسان عن الاهتمام بحياته من أجل التحضير لحياته الأخرى بعد الموت , فانقلب الأمر للإهمال التام لأمور الحياة , ولعلكم تجدون أكثر الأمم تقدماً هي تلك التي أعطت اهتمامها لحياتها , ولم تعد تشغل بالهم فكرة الحياة الآخرة .
من الأمور التي طالما واجهتني في النقاش مع الأخوة المؤمنين هي في عدم قبولهم بالمطلق لفكرة الحياة الواحدة , وذلك ليس فقط لرغبتهم بالبقاء , ولكن هناك المسالة التي لطالما ركن إليها المؤمنين , وهي أن الحياة الآخرة سوف تجمعهم بأحباء فقدوهم في الحياة , ولن أكذب عليكم أبداً إن قلت لكم بأني أنا نفسي كنت ولا زلت بين خبايا نفسي أتمنى لو أنه كان بالإمكان أن نبتكر وسيلة لإطالة عمر الإنسان , أو حتى استنساخ أولئك الذين أحببناهم وفقدناهم وما أكثرهم وما أغلاهم على قلوبنا .
قد يرى البعض في كلامي هذا تعبيراً عن أزمة نفسية تجتاح الملحدين نتيجة عدم إيمانهم بالبعث والخلود الأبدي , ولكن فلتعلموا أحبائي بأن هذه الرغبة راودت الإنسان منذ القدم , فابتكرت عقليته من تلك الخرافات مثل إكسير الحياة , وشجرة الخلود , وأخيراً جاءت الأديان بأسطورة البعث والحياة الأبدية بعد الموت .
حسناً أعزائي دعونا نبسط المسالة بشكل أكثر تعمقاً , فإن كنت عزيزي تتخيل أنك بإيمانك بالدين سوف تضمن رؤية هؤلاء الذين أحببتهم وفقدتهم , فأنا مضطر وبكل أسف لكي أقول لك بأنك مخطئ , لماذا ؟
دعونا بداية نتفق سواء كنا مؤمنين أو ملحدين على حقيقة لن نختلف عليها ( وهذا من حسن الحظ ) بأن أولئك الأموات سوف لن نراهم في هذه الحياة , أو الحياة الدنيا كما يسميها المؤمنون , وبالتالي فإنه من المتفق عليه عندنا جميعاً بعدم إمكانية لقاءهم في هذه الحياة , ولكن ماذا عن الحياة الآخرة ؟
إن كنت عزيزي من أولئك الذين حظوا بالنعمة الإلهية التي تتيح لك الدخول لجناته ونعيمه , فقد يكون هناك أمل لك بلقاء حبيبك , ولكن لحظة ...........
وما أدراك بأن هذا الحبيب سوف يكون معك في الجنة ؟!! هل سوف يقوم الله بعمل نسخة ( Copy ) من هذا الحبيب المحترق بنار جهنم كي تراه في الجنة ؟ حتماً لا , فهذه النسخة سوف تكون بلا طعم لأنك تعلم بأنها مزيفة ( هذا على فرض قيام الله بهذا الأمر ) .
ولكن هل أمنت أنت أولاً مكر الله , ولم يأمنه من هم أكثر منك إيماناً , فسمحت لنفسك بأن تتخيل بأنك من أهل الجنة , وما أدراك لعلك ويا للأسف تكون من أهل السعير الإلهي , فلن تحظى بنعمة رؤية الأحباء !!!
وما رأيك عزيزي لو كنت أنت وهذا الحبيب معاً في جهنم دفعة واحدة ؟؟ وهنا حاول أن تسأل نفسك إن كان الدين قد ضمن لك فعلاً بأن تلقى الأحبة !!
حسناً دعوني أتأسف لكم على هذا السيناريو المرعب , وليكن أملنا في الله كبيراً فهو أرحم الراحمين كما نعلم و وسوف يصدر عفواً شاملاً عن جميع الناس ( ومن ضمنهم صاحب هذه المدونة ) , وها نحن الآن ندخل في جنة النعيم , وقبل أن تفكر أيها الحبيب في لقاء أحبائك و فسوف تتلقفك عاهرات الله الحسان (الحور العين ), والنظرة للواحدة منهن تستغرق منكم السنين الطوال , فما بالكم بممارسة الجنس معها و لعلها آلاف السنين قد تستغرق الواحد منكم قبل أن يفارق فراشه الرباني الوثير متخلياً عن حوريته الجميلة , كم أشعر بالملل من هكذا موقف , ولا أظن بأني سوف أرغب حينها برؤية من أحبت لبضع سنين في الدنيا , وأنا قد أمضيت السنين الطوال في أحضان الحور العين !!
إليكم هذا المشهد الكوميدي


دعونا نتخيل سلالة من عشرة أجيال فقط دخلت الجنة , وها أنا ذاهب بشغف لعناق والدي , والجلوس معه , وإذ بأبي ( الذي يماثلني في العمر ) سوف يبتعد عني لرؤية جدي الحبيب , وإذ بجدي الحبيب يبتعد عن والدي لكي يذهب ويقبل يد والده ( والد جدي ) , وإذ بوالد جدي يبتعد عنه كي يسلّم على والده ( جد جدي ) أفففففففف وماذا بعد ؟؟؟ أصبحت شبكة متداخلة من الأجيال , والكل يريد لقاء أحبائه , والأحباء لهم أحباءهم أيضاً , وسوف نستمر في الجري وراء بعضنا البعض .
لا أطلب منكم بكلامي هذا أن تكفروا بربكم الذي تعبدون , فليس الكلام الآن داخل في هذا السياق الفكري , ولكن لطالما أردت أن أعرف كي يضمن لنا الدين رؤية أحباءنا , وهي مسألة يصر عليها الكثيرون للإيمان بالله , وهي تعطيهم الاطمئنان النفسي , ولطالما تفاخر علينا المؤمنون بان إيمانهم بالله سوف يمكنهم من رؤية الأحبة , وكأن الله قد أعطاهم وعده بدخول الجنة , فتخيل الواحد منهم ما أراد تخيله .
عفواً أنا لا أهرطق , ولست ثرثار
هدفي من هذا الموضوع هو تنبيهكم أعزائي بعدم التخلي عن حياتكم هذه , وما أجملها من حياة , كي لا تركنوا إلى وعد مشكوك فيه بحياة أخرى , فيمسككم رجال الدين ليقنعوكم بترك هذه الحياة , من أجل قتل الآخرين , وتدمير الحضارة والعمران , فهنا حياتنا الآن , وليس في أي وقت آخر , فلا تدعوهم أعزائي يستغلون عواطفكم الجياشة من أجل فرض أجندتهم الرخيصة , وكم من شباب ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق مطامع بعض المتخلفين عقلياً , والذين لا يعترفون بقيمة حياة الإنسان , فصار الشباب يلقون بأنفسهم للموت الرخيص .
دمتم لأحبائكم , وداموا لكم .



أخوكم سهران

الأحد، 25 أبريل 2010

يوم تخرج الشمس من مغربها



تشيع بين المسلمين اليوم أقوال عن يوم القيامة , وعلاماته الدالة على قرب حدوثه , وغالباً ما يستخدم الحديث عنها لترهيب المؤمنين من اقتراب هذا اليوم المشهود , وتحذيرهم بضرورة الإسراع في التوبة , وعمل الصالحات قبل أن يدركهم يوم القيامة فلا ينفع نفس إيمانها حينئذ , ويتمادى أصحابنا في أوهامهم حتى يستخدمون كافة الوسائل , ومنها الإنترنت لنشر أخبار مغلوطة عن علامات قد اقترب موعدها , ومن هذه العلامات التي يتحدثون عنها هي حول اقتراب ذلك اليوم الذي تخرج فيه الشمس من الغرب .
بالبحث عن أصل هذه الأسطورة في القرآن , فأنا شخصياً لم أجد أي من آيات القرآن تتكلم عن هذا الأمر , ويكفي أن تبحثوا عن كلمة الشمس في القرآن , وتحاولوا أن تعثروا عن دليل من قرآنهم لهذا الزعم , ولن تجدوه !!!
إلا أن الأصل الحقيقي لهذا الزعم قد جاءنا من كتب السنّة , إذ يقول محمد في حديث منسوب له : روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً".
ومن هذا الحديث يستقي المسلمون فكرة خروج الشمس من المغرب , ولا مانع لديهم من اختلاق بحث علمي يؤكد بان الأرض على وشك التباطؤ , لحين التوقف ومن ثم تبدأ بالدوران بالعكس ؟؟
عموماً فليس أمامنا سوى مناقشة هذا الأمر بالعقل والمنطق ليس إلاّ , وكل ما هو مطلوب منك عزيزي المؤمن أن تصحح لنا الخطأ الذي قد ترانا وقعنا فيه , ولك منا كل الشكر .
نعرف جميعاً , وليس من باب التحذلق أن أذكركم بأن كرتنا الأرضية هي كروية الشكل , وهذا يعني ( وأيضاً لا أدعي التفلسف عليكم ) بأن رؤية سكان الأرض للشمس سوف تختلف من مكان لآخر , فقد تكون الشمس في منتصف السماء في إحدى المناطق , بينما تكون في الأفق في منطقة أخرى , وتغيب كلياً في منطقة أخرى , وهنا فإنه من الواضح لحضراتكم بأن رؤيتنا للشمس تختلف باختلاف المنطقة التي نتواجد بها , ولكن دعونا الآن نتكلم عن الشمس يوم القيامة , عندما يأذن لها الله بأن تخرج من مغربها ,
وها أنا الآن جالس على شاطئ غزة أراقب شمس الغروب بشغف وحب , وأرى الشمس تهبط رويداً رويداً حتى امتزجت بالبحر , وما هي إلا لحظات حتى اختفت الشمس عن ناظري , وبدأت في هذه اللحظة أستحضر خواطري الشعرية , وأتنهد بتنهيدة العاشق المحب , وفجأة ,,,,,,,,,,,,,,, حدث ما لم أتمناه يوماً
لقد خرجت الشمس مجدداً من البحر الذي غرقت فيه قبل ثوان معدودة , وبدلاً من أن تزيد الظلمة في السماء وإذ بالنور يرجع مجدداً وبدأت الشمس تتحرك نحو الشرق ,,,
يا لهول ما أرى ,, ها هو وعد الله قد تحقق و وخرجت الشمس من المغرب , وحان وقت الحساب فأين المفر , يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً !!!

وبينما أنا في حيرة من أمري , وإذ بصديقي الليبي لاديني يحادثني على الهاتف المحمول :
لاديني : مرحبا سهران
سهران : هل رأيت ما حصل ؟؟؟
لاديني : ماذا حصل ؟؟
سهران : لقد قامت القيامة ؟؟
لاديني : هل جننت ؟؟
سهران : لا لا أقسم لك إنها الحقيقة , لقد خرجت الشمس للتو من المغرب كما تنبأ رسولنا الذي كفرنا به واستهزأنا بدينه !!
لاديني : ولكن الشمس لم تغيب بعد !!
سهران : ما الذي تقوله ؟؟ لقد رأيت الشمس للتو تخرج من الغرب
لاديني : ولكن شمسنا لم تغب بعد , ولم تنزل من السماء , ولكن لحظة وراجع لك
سهران : أنتظرك ,,,
لاديني : يا للهول , لقد غيرت الشمس اتجاهها , وبعد أن كانت تسير نحو الغرب , أراها الآن تسير نحو الشرق , وبما أن الشمس لم تخرج من الغرب , فليس عندنا قيامة لغاية هذه اللحظة , وسوف يكون لدي متسع من الوقت للتوبة والاستغفار , ولن أنسى أن أوقظ صديقنا البابلي من نومه كي يسرع بالتوبة قبل أن تخرج عليه الشمس من مغربها ,أما أنت يا سهران فأتمنى لك حظاً سعيداً مع ملائكتك الغلاظ !!!

طبعاً هذه المكالمة الافتراضية هي لمجرد التوضيح لفكرة خروج الشمس من مغربها , فخروج الشمس من الغرب , سوف يكون لجزء بسيط من كرتنا الأرضية , بينما سوف تكون الصورة مختلفة جزئياً أو كلياً في مناطق أخرى , فهناك أناس سوف تقوم قيامتهم , بينما آخرون لا يزالون نائمون بهدوء , وعلى الأرجح فإن من اختلق قصة خروج الشمس من مغربها , لم يكن يتمنى أن يكون السيناريو بهذا الشكل , فهو قد تخيل بأن الشمس سوف تخرج من مغربها على كافة سكان المعمورة , وهذا راجع بالأصل لأنه لم يكن لديه علم بكروية الأرض , وعلى الأرجح فإنه قد مات دون أن يعلم بكروية أرضنا ,,
إذاً هل سوف يميز الله بين عباده حتى في موعد قيام الساعة ؟؟ أترك الإجابة على هذا السؤال لمن يدّعون عدالة الله !!


كذبوا فقالوا :
أن المريخ قد تباطأت حركته , حتى توقف تماماً عن الدوران , ومن ثم صار يدور بالاتجاه المعاكس , وصار الشمس تخرج فيه من مغربها !!!
هذا الخبر تجدونه منتشراً كالنار بين الهشيم في المواقع الإسلامية , أو المواقع التي تكون فيها الكلمة العليا لشباب مراهق , لا يعوزه من الدنيا شيء إلا المعرفة , ومن خلال تتبعي لأصل هذا الخبر , ولأنني لست ضليعاًَ بالعلوم الفلكية , فقد وجدت أثناء بحثي عن هذا الموضوع , موقعاً فلكياً ( عربي ومسلم ) ينفي هذا الأمر , ويعطي التعريف العلمي الحقيقي له , وتجدونه في هذا الرابط , أتمنى منكم أن تقرؤوه .



أخوكم سهران

الأربعاء، 21 أبريل 2010

الأحد، 18 أبريل 2010

إن الله يحب القوم المنافقين


استقيموا يرحمني ويرحمكم الله ,, الله أكبر , هكذا بدأ شيخنا صلاته وبدأ يتلو سورة الفاتحة وبانسيابية تامة وكأنه يشرب كوباً من الماء محاولاً إظهار مهاراته الصوتية علينا في صلاة التراويح , حتى إذا ما انتهى من قراءتها , وبدأ في قراءة مقطع من أحد السور حتى بدأ صوته يتغير , وبدأت أحباله الصوتية بالتحشرج , وبدأ يحاول اجترار البكاء اجتراراً وكاد شيخنا أن يبكي لولا أن بكيته تعثرت قليلاً , فحاول مرة أخرى , فانفجر بالبكاء الهستيري , الذي أصابنا نحن جموع المصلين بحالة من الهلع , ومن صار يحوقل ويستغفر , وآخر تخرج منه همهمة لا أعرف إن كنت محاولة للبكاء , أم ضحكة مكتومة , فليس بالمستطاع أن أتبين منه ذلك , ولم أعرف سبباً مقنعاً لبكائه فالآيات تتكلم عن الميراث في سورة النساء , ولكن على كل حال فقد كانت سبباً لبكاء شيخنا الحبيب إلى درجة الإغماء , وقد يتبول على نفسه من فرط الإيمان لو تطلب الأمر , ولكن ما أبكاه لم يكن روعة تأثير تلك الآيات على نفسه , بل كانت أمراً نبوياً التزم به شيخنا , وهو (اقرءوا القرآن وابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا) , ولا أستطيع أن أتفهم هذه الدعوة للتباكي , ولمن هي موجهة أصلاً هذه الدموع التي سوف تسيل , هل هي لله نقول له بأنه إن لم يستطع قرآنك التأثير في نفوسنا ( وهذا ما يحصل في الواقع ) فدعنا نستغفلك يا إلهنا ونوهمك بأن كلامك هذا قد أصابنا بالجنون والخشوع , فاسمح لنا بأن نطيب خاطرك , ونكذب عليك بادعاء أن كلامك قد أثر فينا , أم أن هذه الدموع هدفها إقناع الآخرين بالحالة الإيمانية العظيمة التي تختلج صدورنا إلى درجة البكاء من كلام الله الذي لا يستطيع أغلبنا حتى أن يفهمه , أو ربما للمتاجرة بمشاعر المؤمنين الأتقياء , واستغلال مشاعرهم الطيبة!!!.
ولكن دعوة النفاق هذه لم تكن مجرد دعوة نبوية فقط , بل هي امتثال لأمر الله نفسه , الذي يغضب من جدالنا ونقاشنا , ويطلب منا أن نؤمن دون تفكير ( ويؤمنون بالغيب ) , ومجرد النقاش في الدين هو كفر يوجب قطع الرقاب .
نعم أصدقائي , إن الله يريدنا منافقين ولا يطلب منا إيماناً حقيقياً , فالإيمان يحتاج إلى مقومات كثيرة لا يستطيع الدين تلبيتها أبداً , أولها إعطاء الدليل المقنع , فلم يكن أمام آلهة الأديان إلا أن تطلب من أتباعها قليلاً من المظاهر الشكلية كالعماد عند المسيحيين , والتباكي عند شيوخنا , فيكون الإنسان قد دخل إلى حظيرة الرب من أوسع أبوابها , ونال الحظوة الإلهية .
لا أظن أن أحدكم قد مر على مسألة حكم الردة والمرتد دون أن تثير فيه العديد من التساؤلات والريبة في الموضوع , فحكم المرتد في الإسلام هو أن يستتاب فإما أن يعود إلى حظيرة الدين أو أن يقتل , وهنا يبدأ الواحد منا بطرح هذا السؤال الذي لا مفر من الإجابة عنه وهو : أي أحمق هذا الذي سوف يقبل بالموت , ويصر على ردته , والواحد منا أمام هكذا موقف لن يجد في نفسه غضاضة من أن ينطق لهم بالشهادة على أن لا إله إلا إلههم , وان نبيهم هو النبي المصطفى , وتنتهي القصة , ويتركونك عزيزي تستغفلهم , أو بالأحرى كما يقول أخواننا المصريون ( تلبسهم العمّة ) , وتوهمهم بأنك معهم , حتى إذا ما عدت إلى نفسك كفرت بربهم ونبيهم , فكان حد الردة كفيلاً منطقياً بأن لا يخرج أحد المسلمين من دين الإسلام , فالمسألة ليست مسألة اقتناع أو إيمان مبني على شواهد ملموسة , بل هو الخوف الذي حفظ لأمة المسلمين بقائها لغاية اليوم و ولن يختلف الأمر كثيراً مع الأديان الأخرى .
حكم الردة بالطبع لن يتعارض مع ( لا إكراه في الدين ) فهذه الآية لأهل الكتاب الذين سوف يكون الإسلام متسامحاً معهم في مسالة الدخول بالدين , ولكن الويل لهم إن أسلموا وارتدوا , وهكذا فإنه في الإسلام فالداخل مولود والخارج مفقود !!!!

نعرف جميعاً أنه قد كان في زمن النبي فئة من الناس تمت تسميتهم بالمنافقين , وهؤلاء الناس كانوا يظهرون الإسلام أمام الناس , ويكفرون به في خلواتهم , وقد ادعى النبي بأنه كان يعرفهم جميعاًُ, وأن الله قد نبأه بخبرهم , ورغم ذلك فلم يقوم محمد باستتابتهم , وتركهم يسرحون ويمرحون , وهذا سوف يؤدي بالضرورة لأن نسأل : من هو المرتد من وجهة نظر الإسلام ؟؟ هل هو من لم يؤمن بحقيقة الدين ؟؟
الإجابة بالطبع لا , فيكفي المسلم أن يجاهر بانقياده للتعاليم المحمدية كي يدخل في حظيرة الدين , ويكفي نفسه شر شيوخ الإسلام وغلظتهم على كل من جاهر بمخالفته لدين الله , وهنا لابد لنا أن لا نتجاهل أبداً , أن رب الإسلام قد فرّق وبشكل واضح لا لبس فيه بين المسلم والمؤمن في آية من قرآنه حيرت جهابذة الإسلام , وأصابتهم بالحيرة إذ يقول : {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (14) سورة الحجرات , ففي هذه الآية ميّز رب الإسلام بين حالتين هما الإسلام والإيمان , فهو وإن أقر للأعراب بإسلامهم , إلا أنه وفي ذات الوقت ينكر عليهم الإيمان به , ورغم ذلك فلم يأمر الله نبيه الكريم بمحاربة هؤلاء الأعراب , أو إقامة حد الردة عليهم , فهو قد اكتفى بإذعانهم الخارجي للإسلام , فكان هذا سبيلاً لحقن دمائهم على مذبح الرب , إذن فها نحن نكتشف حقيقة لا يستطيع أحد تجاهلها وهي أن المسلم ليس بالضرورة ان يكون مؤمناً , وفي نفس الآية نجد الله يقول بأنهم إن أطاعوا نبيه ( انتبهوا لهذه المسألة جيداً ) فإنه لن ينقص من أعمالهم شيئاً , وربما تفتح علينا هذه النقطة ذكر العديد من المسائل التي لطالما أثارت فيّ الشك والريبة , مثل إيمان أبو سفيان المفاجئ عندما رأى جيوش المسلمين تقتحم مكة , ولا أظن أن أبا سفيان كان يؤمن بمحمد حتى وفاته , ولكنه امتثل لمحمد , فكان كفيلاً هذا بأن يحابيه الله ونبيه , بالمكرمة المعروفة عند فتح مكة .
أعرف كثيراً من الأصدقاء ممن يجدون أنفسهم أحياناً مضطرين للإذعان لدعوات البعض لهم بالذهاب للصلاة في المسجد , وأنا شخصياً تعرضت قبل فترة لظرف أجبرني على هذا الأمر , كنت مع أصدقائي متجهين إلى خانيونس , وفي الطريق أذن العصر فاتجهوا بالسيارة إلى مسجد في قرية القرارة , وأمام الضغوط التي مارسوها علي اضطررت لقبول دعوتهم بالدخول إلى المسجد , وليس مهماً أن تعرفوا إن كنت قد وقفت بينهم بوضوء أو خلافه , وما الذي كنت أقوله أثناء الصلاة ( حاولوا تحزروا ) ولكن المهم هو أن أكون معهم بجسدي لأكثر من سواد المسلمين , ونزيد عدد الصفوف في الصلاة .
إن ديناً يحتوي على (‏من بدل دينه فاقتلوه‏) لن يكون بمأمن من وجود الآلاف بل واكثر من ذلك ممن يظهرون الدين , ويخفون في نفوسهم غير ذلك .
سؤال بسيط : لو كان محمد يؤمن بأن الله سوف ينتقم من الكفار فعلاً , فهل كان سوف يقول ما قاله ؟؟؟؟


تحياتي للعقلاء



أخوكم سهران