السبت، 28 نوفمبر 2009

أكاذيب إعجازية

قصة بناء الأهرامات







أثناء تجولي في ميادين الإنترنت الفسيحة , شددت الخطى لأحد المواقع الإعجازية التي أحتفظ بعنوانها في مفضلتي لأرى آخر الاكتشافات الإسلامية , فوقع بصري على أحد المقالات وتتحدث عن الإعجاز العلمي في قصة بناء أهرامات مصر , حيث تحدث عن اكتشاف العلماء الغربيين لسر بناء الهرم , وحقيقة أحجاره وتكوينها , حيث يذكرون أن حجارة الأهرام هي عبارة عن قوالب من الطين تم تسخينها في درجات حرارة عالية جدا , حتى وصلت إلى ما وصلت إليه , وإلى هنا فإني لا أملك أن أكذب الخبر أو أصدقه لأني لست ضليعا بهذه العلوم , ولن أخوض في هذه المسألة وأتركها لأصحاب الشأن .
أما ما يحق لي الحديث فيه فهو ذلك الكذب الغير مسبوق , حينما يذكرون بأن قرآنهم قد أخبر محمد قبل 1400 عام بأن الفراعنة قد بنوا أهراماتهم من الطين , حيث يقول محمد في قرآنه : (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) [القصص: 38]. حيث ذكر هذه الآية أمر فرعون موسى لوزيره هامان بأن يسخن الطين كي يبني له صرحا عظيما كي يرى إله موسى , وهنا تبدأ الأكذوبة الإعجازية بادعائها أن الأهرامات قد بنيت في زمن موسى , ومن المعروف أن موسى قد عاش في مصر في زمن
الدولة الفرعونية الحديثة (1570—1070 قبل الميلاد) , ويقال بأنه كان في زمن الفرعون رمسيس الثاني , ورغم أنه ليس من المثبت تاريخيا صحة هذا القول , ولكن من الثابت تاريخيا أن هجرة بني إسرائيل إلى فلسطين كانت في تلك الحقبة الزمنية , بينما تؤكد الأبحاث التاريخية بأن الأهرامات قد بنيت في زمن الدولة الفرعونية القديمة (2780 - 2263 قبل الميلاد) أي قبل موسى بقرابة الألف عام , وأن الأهرامات كانت موجودة حتى قبل أن يستقر بني إسرائيل في مصر زمن يوسف ويعقوب , وهنا فأنا أكون واثقا من القول بأن ذلك الصرح الذي تحدث عنه القرآن لم يكن هو أهرامات مصر , ويبقى واجبا على إخواننا الإعجازيين بعد ثبوت كذبهم أن يبحثوا هم لنا عن ذلك الصرح الذي بناه فرعون موسى الذي ادعاه قرآنهم , ولكن وكعادتهم في سرقة أبحاث العلماء فقد قاموا وبصورة فائقة الغباء بالجمع بين نصهم الديني والذي يتحدث عن رجل عاش في زمن الدولة الحديثة للفراعنة , وبين البحث العلمي الذي يتعلق بالهرم الذي تم تشييده في زمن الدولة القديمة دون أدنى شعور بالخجل من هكذا تدليس وتزوير للحقائق , ولو كان كلامهم صحيحا فلماذا ينتظرون دائما من الغرب أن يثبت صحة إعجازهم القرآني المزعوم.
وما لفت انتباهي هو تعدد ذكر هذه المعلومة المغلوطة في عدد من مواقعهم , بل ونقل النصوص بشكل حرفي من بعضهم البعض وانظر
هنا أو هنا أو هنا .

دمتم سالمين
أخوكم سهران

تحديث
أعزائي :
وردني تعليق من أخ مسلم اعترض فيه على المقال وذكر بأن المواقع المذكورة لا تجزم بأن الصرح المذكور هو الهرم , وللتوضيح فقد يكون هذا الكلام صادقا للوهلة الأولى , ولكنه يتعامى عن غاية المقال من نقض ما يدعونه بالإعجاز , فالتقنية المستخدمة كان يعرفها سفهاء نجد , وزنوج كينيا في ذلك الزمان , فلم يكن إعجازا من محمد أن ذكر البناء باستخدام الطين المسخن , والأهم من ذلك هو أن الطين استخدم لعمل طبقة خارجية للهرم وهذا ما تعامى عنه الإعجازيون ,,,,, فاقتضى التنويه

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

خواطر لادينية





سر الوجود :
إن مسألة الوجود تبقى من أكثر المسائل التي تنال الحيز الأكبر من عقول الناس , ودائما ما يردد المؤمنون مقولتهم بأن هذا الوجود لا بد من حكمة له , وإلا فإن هذا الكون لن يكون له معنى أو هدف , وحتى تتضح الرؤية , ومن أجل فهم صحيح لمعنى الوجود فيلزمنا أن نبحث عن بداية هذا الوجود ونشأته , فالإنسان ينظر اليوم لهذا الكون بجماله الخلاب وقوانينه الدقيقة , فيعجز الإنسان عن تصور فكرة أن يكون هذا الكون قد جاء من لاشيء , ويبدأ بالاعتقاد بأن هذا التصميم الذكي ( كما يراه هو على الأقل ) لن يأتي صدفة , وغالبا ما يرددون مقولة البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير , وهذه من العبارات المغلوطة والتي لا قيمة لها من الناحية العلمية , فالإنسان في الواقع يقدس هذه الطبيعة دون أن يعلم , ولكن مع تطور الفلسفات القديمة بدأ بتحويل هذه القدسية لكائن خرافي أسماه الله , وحتى أوضح المسألة أكثر , فإننا يكفينا أن نقرأ عن تاريخ تطور الحياة والكون , لنعلم بأن هذه الصورة البديعة التي نراها اليوم هي نتاج تجارب الطبيعة لملايين السنين, ولم تأت بتدبير حكيم كما أوهمتنا الأديان , فالأديان عموما استغلت ضعف العلوم عند الأقدمين فادعت وجود خالق بديع لهذا الكون , ولكن لم يكن من الممكن لهذه الأوهام أن تبقى للأبد , فالعلوم كشفت عن معاناة الطبيعة لملايين السنين سواء في قدرتها على البقاء , أو في إيجاد أشكال جديدة من الحياة , فالإنسان الحديث لم يأتي إلى الأرض من السماء , بل إن ما يجهله كثير من المؤمنين وإلى غاية اليوم , هو وجود أشكال مشابهة للإنسان الحديث عاشت على الأرض منذ آلاف السنين أو أكثر , وما يلفت النظر هو أن أحدث هذه الكائنات وهو إنسان النياندرتال كان يعيش في أجواء ليست بعيدة عن الإنسان الحديث من حيث قدرته على الصيد في جماعات , وبدأ في محاولة الكلام وإن لم يستطع تكوين جملة كاملة , وكانوا يدفنون موتاهم , ورغم ذلك فلم يقدر له أن يمكث للأبد , إذ أنه عاش مع الإنسان الحديث حوالي 15 ألف عام وانقرض بعدها لتكون السيادة للإنسان الحديث على الأرض وما فيها , ولهذا فإنه ليس من المقبول أن نصدق فكرة الخلق الإلهي للإنسان بصورته الحالية من نسل آدم , ويبقى علينا أن نفهم أننا ما كنا لنوجد في هذا الكون وبهذا الشكل قبل مليون سنة , حينها كان أجداد الإنسان يخوضون معركة التطور قبل أن يأتي الإنسان الحديث .
طول العهود والأزمنة :
من الأمور التي تجعلني أشك حقيقة في وجود الله , هي عدم قدرته على شرح التاريخ الطويل للحياة , ومنه ندخل لسؤال آخر مهم , وهو إن كان الله قد خلق الكون حتى يعبده الناس , أولم يكن حريا به أن يخلقهم في نفس اللحظة التي خلق بها الكون !!!
ولتوضيح الأمر فسآتيكم بالحقائق التالية
1- عمر الكون يبلغ قرابة 13.7 مليار سنة ........................................................
2- عمر الأرض 5 مليار سنة .......... ..........
3- ظهور بدايات الجنس البشري قبل 50 ألف عام .
4- ظهور الأديان المنظمة قبل 6 آلاف عام
5- الإسلام قبل 1400 عام
إذن دعونا بحسبة عقلية بسيطة نقدر عمر الأديان من عمر الكون فنجدها لا تشغل واحد من مليون من عمر الكون , فهل كان الله غائبا طوال تلك الفترة , وإن كان قد خلق الكون من أجل أن يعبده الناس فلماذا انتظر طوال تلك الحقب الطويلة حتى يستطيع في النهاية أن يتكرم علينا بنبيه المصطفى ليعلمنا كيف نغتسل وأن قتل المرتد حلال شرعا , وما أراه أكثر منطقية هو أن نسلم بحقيقة أننا مثل كل الكائنات الحية التي عاشت قديما وتعيش اليوم على سطح الأرض لنا حياة واحدة , لن يكون لها إلا قدرا ضئيلا جدا من عمر الزمان , فغرور الإنسان جعله يظن أن الأرض هي مركز الكون والحياة , وتجد في النصوص الدينية ما يدل على ذلك , فالإسلام يعتبر النجوم زينة للسماء الإلهية , وحتى يتضح الأمر فيكفي أن نذكركم بحقيقة أن الأرض هي كوكب من عدة كواكب بعضها أكبر من الأرض بكثير يدورون جميعا حول نجم كبير هو الشمس , وهذه الشمس هي نجم من ملايين النجوم التي تشكل مجرتنا , والتي هي واحدة من ملايين المجرات الموجودة في الكون , فأين ذهب هذا الكون الفسيح من علم الله , وكيف جعل هذا الكون المهول الحجم مجرد زينة لسمائه يراها أهل الأرض !!!!
ويلجأ المؤمنون دائما عند إفحامهم بالحقائق العلمية عن الكون للدخول في مسألة تعتبر من أكثرها إلحاحا لدى البشر , ألا وهي دعوة الأديان للأخلاق , وأنه لولا تلك الأديان لعمت الفوضى والخراب أرجاء المعمورة , وصار الرجل يسرق ويقتل ويزني بأخته ......الخ
فهل كانت الأديان حقا هي الضامن للأخلاق ؟؟؟
دعونا نفكر وبتركيز شديد الآن حول ماهية الأخلاق , وهل نحن فعلا بحاجة للأديان حتى تهذب من نفوسنا ,,,,
إن الواقع على الأرض يشير إلى أن الإنسان قد طور أخلاقه وسلوكه الاجتماعي في حقب سبقت الأديان بفترة طويلة من الزمان , ولكن دعونا نتأمل في حال الأديان لنرى أن الأديان تتوعد فاعل الجرم بالعقوبة والخسران المبين , وهذا الأمر يعطي قناعة لدى الإنسان بأنه لا يفعل الخير ويتجنب الشرور إلا خوفا من عقاب الإله الصارم , ولو قبلنا بهذا الأمر على علاّته , فسنجد أن الأديان قد تركت لأصحابها حيزا يمكنهم من ارتكاب أفظع الشرور ليغفرها الله لهم إن تابوا , وكثيرا ما نجد في حياتنا المعاصرة أشخاصا يرتكبون كل ما هو غير أخلاقي أو إنساني ويمنون أنفسهم بالتوبة مستقبلا , فالدين جعل الأخلاق التزاما خاصا بين الإنسان وإلهه , ولم يعلمهم الدين أن يكونوا أخلاقيين لأنهم بشر ,,, لا
فالدين لا يهتم إلا بفرض نفسه أولا , وجعل الكون وما فيه يدورون حول هذا الدين ,
وهنا يحق لنا أن نسأل من هو الأكثر أخلاقا ؟؟؟ هل هو ذلك المؤمن الذي يفعل الخير طمعا في أنهار الخمر واللذة الأبدية في أحضان عاهرات السماء ؟؟ أم هو ذلك الذي احترم إنسانيته وإنسانية الغير وفعل الأخلاق .... فقط لأنه إنسان .
إن الدولة الحديثة اليوم كفيلة بمعاقبة كل مجرم ومعتدي على البشر , والنظام الاجتماعي العام يفرض على الناس الالتزام بأدبيات التعامل , فلسنا مضطرين للخوف من ترك الأديان , فالإنسان استطاع أن يكون لنفسه نظاما راقيا ومبدعا لحماية المجتمع والإنسان , ولن يتسامح المجتمع مع المجرم , بعكس الأديان التي تغري أتباعها بالمغفرة مهما كان الذنب فادحا طالما آمنوا بإله هذا الدين . فهل يحق للمؤمنين أن يتبجحوا علينا بأخلاقهم المزعومة ؟؟ إننا نجد في الحياة كثيرا من الناس مؤمنين و غير مؤمنين ولكن تجد لديهم أخلاقا عالية , وبالعكس فإنك تجد أيضا من المؤمنين من لا ينقصه من هذه الدنيا إلا الأخلاق , وأنا لا أذكر كلاما افتراضيا فالأمثلة من حولنا في المجتمعات كثيرة ولا حصر لها , وتجد رجال الدين أنفسهم يتحدثون عن أولئك الذين يصلون في السطر الأول داخل المسجد , حتى إذا خرجوا من المسجد فسدت أخلاقهم , فإن كان هذا اعترافهم بأنفسهم فكيف لو كانوا حياديين ونظروا لحالهم ؟؟؟؟
المصير المحتوم :
الإنسان هو كائن عاطفي , يملؤه الخوف والحب وكل الصفات الإنسانية في آن واحد , ويبلغ حبنا لأنفسنا أن نبالغ في كثير من الأحيان في تقديرنا لأنفسنا , بل ويمتد هذا الحب لنجعل من أنفسنا مركز الكون وعلة وجوده , ولهذا فقد داعبت الأديان هذه السقطة الإنسانية ولعبت عليها , فأوهمته بأنه هو خليفة الله على أرضه وأنه ما خلقت الكائنات الحية من حيوان ونبات إلا من أجله , ولكن لن ينتهي الأمر إلى هذا الحد , فقد أكدت الأديان لأتباعها بوجود حياة أخرى بعد الموت يكون فيها الراحة والسؤدد الأبدي بعد المعاناة في الدنيا , وقد يكون سبب إيمان الناس بهذا المعتقد هو عدم قدرتهم على تقبل فكرة الحياة الواحدة , أو أن أحباءنا الذين فارقوا دنيانا لن نراهم ثانية , فيتمسكون بما وعدهم به الإله المعبود , ويصرون على وجود الحياة الآخرة حيث النعيم الأبدي , ولكن لناقش هذه المسألة بمنطقية أكثر , ولنفترض فعلا أنه يوجد حياة بعد الموت , ولكن لم يسأل أحدكم نفسه : طالما أن الحياة الآخرة هي أبدية فلماذا تكون الدنيا بهذا الحجم الضئييييل جدا بحيث أننا لن نأخذ فيها من العبر والقيم ما يكفي لنؤمن بوجود هذا الإله , وماذا عن أولئك الذين يموتون في سن الشباب , فهل سيعاقبهم إلهكم على طيشهم ؟؟ من منا لم يعش حياة الشباب بما فيها من مغريات تجبره على الابتعاد عن الدين ؟ فهل ذلك العجوز الذي اشتط في شبابه وتاب في شيخوخته هو أفضل عند الله من ذلك الشاب الذي مات في ريعان شبابه ؟؟ فكيف سيحاسبهما معا وهو قد أعطى لأحدهما الفرصة كي يكفر عن أخطائه , فيما لم يمهل الثاني وقتا مناسبا للقيام بذلك , وسوف يرجع المؤمنون للقول بأن كل إنسان مسئول عن تصرفاته , ويجب أن يستعد لآخرته من بدايات عمره , ولكن أحبائي ليس من المعقول أن نتكلم عن الرجل العجوز والشاب وكأنهم يخضعان للحالة النفسية نفسها , فسيكولوجية الشاب تختلف كلية عنها لدى كبار السن ,

أخوكم سهران

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

أسطورة السماء


من الكلمات الدارجة في دين المسلمين كلمة السماء , وهي كلمة تكررت كثيرا في القرآن , واستخدمت غالبا كتضاد لكلمة الأرض , ومن الدارج عند المسلمين أن السماء هي المقر الذي يوجد فيه الإله , ومنه ترسل الملائكة بالوحي إلى الأنبياء المصطفين , ويستمر اعتقاد المسلمين والمؤمنين بالأديان عموما بوجود السماء إلى يومنا هذا ,, ومع صعود نجم العلم وتوالي الاكتشافات , كان من الضروري أن يبحثوا عن وجود هذه السماء للتأكد من صدق الإله فيما قال , ولكن وإلى غاية اليوم لم يثبت وجود هذه السماء , بل ونفي فكرة وجودها أصلا , ولكن يتمسك المسلمون بوجودها , ويصرون على أنها حقيقة لا تقبل الجدل.
إذا ليس من المجدي أن نناقش فكرة السماء من الناحية العلمية , ويبقى أن نناقش النصوص الدينية التي تتحدث عن هذه السماء , ونرى هل بالإمكان أن نصدق وجود تلك السماء من عدمه .
في الواقع دعوني أعترف بأن ما حركني لكتابة هذا المقال , هو دخولي لأحد
المواقع الإعجازية , والتي تحاول جاهدة أن تطوّع العلم من أجل إثبات الخرافات القرآنية , وأدهشني هذا القدر الكبير من الأكاذيب والتضليل الذي يمارسه أولئك الناس على العامة.
دعونا نناقش فكرة السماء من خلال الآيات القرآنية , ولنرى كيف وصف القرآن تلك السماء.
يقول القرآن : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11]. وهنا يهلل الإعجازيون ويكبرون ليقولوا لنا بأن العلم الحديث قد أثبت فعلا أن الكون قد كان في بدايته دخانا , وبالفعل فإن العلم يتكلم عن الانفجار الكبير وعن الغازات التي كونت النجوم , فهل كان قرآنهم يقصد ذلك المعنى؟؟ في الواقع فإن أخينا الإعجازي قد عمي بصره حينما نظر لتلك الآية حيث لم يرى ما سبقها من الآيات حيث يقول القرآن : قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت: 9 - 11] وهنا نكتشف كذب وتدليس الإعجازيين , حينما يأتي ويذكر لنا من الآيات ما قد يتشابه مع العلم , ويخفي بقية الآيات التي تنفي زعمهم , فتلك الآية تقول بأن خلق الأرض كان سابقا لخلق السماء , أي أن الأرض كانت موجودة قبل الانفجار الكبير , حيث تم ذكر خلق الأرض قبل خلق السماء , وكل ما حصل هو أن هذا الإعجازي قد اختطف تلك الآية من وسط النصوص ليطابقها بالعلوم , ناسيا أو بالأحرى متناسيا لما سبقها من الآيات .
وهنا سيقفز الإعجازيون مجددا ليقولوا : ولكن ما أدراك بعلم السماء , وكيف للسماء أن تكون من مادة الأرض , فمن غير المعقول أن تكون السماء قد خلقت من نفس المادة التي خلقت منها الأرض , ولكن عزيزي المؤمن ربك يقول ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ (الأنبياء:30) , وهاهم مشايخكم الإعجازيين قد وقعوا في شر أعمالهم حينما فسروا الآية بأن الأرض والسماء كانتا كرة واحدة , وإن لم تصدق فانظر
هنا , فمعنى الآية يقول بما لا شك فيه بأن الأرض والسماء خرجتا من رتق واحد , أي أنهما كانتا جزءا واحدا , حيث ليس من المعقول أن تتعانق المادة واللامادة سويا , وبالتالي فإنها مادة كما الأرض .
وسيحلو لهم القول بأن هذا الكلام وإن كان صحيحا , فإن السماء لبعدها الساحق عن الأرض فإننا لا نستطيع أن نراها , أو نستشعر وجودها , وهنا نقول لهم : عزيزي المؤمن إن السماء هي أقرب مما تتخيل , أو لم يقل ربكم: ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج. والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج. تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. ونزلنا من السماء ماءً مباركًا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد. والنخل باسقات لها طلع نضيد. رزقًا للعباد وأحيينا به بلدة ميتًا كذلك الخروج ) [ق: 6-11]. فهذه الآيات تدعوكم للنظر فوقكم كي تروا السماء , وبالتالي فلسنا بحاجة للمجهر كي نراها , فربكم طلب منا فقط أن ننظر من فوقنا كي نراها , وأكد ذلك الكلام بأن زعم بأن الماء ينزل علينا من هذه السماء , وبالتالي فإن تلك السماء التي دعاكم الله لرؤيتها هي في مستوى السحب التي نعرف أن كثيرا من الطائرات تطير فوقها , فإلهكم قد خدعكم واستغل ضعف علومكم , وجعلكم تنظرون للغلاف الجوي للأرض وأوهمكم بأنها سماؤه الأولى ,



وما دمنا نتكلم عن السماء , فلعل من المفيد أن نذكر تلك الصورة الساذجة التي رسمها محمد لأصحابه عن السماء , حيث يقول في قرآنه : (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12], ومرة أخرى ستجد من الإعجازيين من يلوي عنق النص , ليخلط بين تلك الصورة التي يصورها القرآن وبين اكتشاف علمي لنجوم شديدة الإضاءة تسمى light bulbs ,


وتجدهم يصرون على أن هذه النجوم هي المقصودة في الآية , ولكنهم غفلوا عن آية أخرى تقول : "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَأِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ " الصافات 6-10 , وهنا نعرف بأن تلك المصابيح المذكورة في القرآن هي لقنص الشياطين الوحشين اللي ما سمعوا كلام الماما , وذهبوا للتجسس على الله , فبعث الله لهم النجم بجلالة قدره كي يقتل شيطانا مخلوق من النار ( ولو كان الله قد استشارني في المسألة لأوصيته بأن يرش عليهم الماء حتى ينطفئوا ) .
خلاصة القول : دائما يعتمد الإعجازيون على لي عنق النصوص ومحاولة إثبات شيء تعب العلماء عليه لينسبوه لصلعمهم الأمي .
وفي النهاية أحببت أن تنظروا بأم أعينكم على غباء أحد الإعجازيين في
هذا الموقع .

أخوكم سهران




الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

ولماذا دينكم بالذات ؟؟؟؟





هذا الموضوع أكتبه اليوم لكل المؤمنين بالأديان سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أو حتى من الهندوس , فالأديان وإن اختلفت ظاهرياً إلا أنها تتشابه من حيث الجوهر , وأستطيع أن ألخص تلك التشابهات ليس للمقارنة ولكن لأسأل أصحاب الأديان عما يجعلني ملزما بدينهم دونا عن بقية الأديان , والمنطق يقول بأنه لو كان هناك إله فعلا , وأراد هذا الإله أن يؤمن الناس به لبعث لهم بالأدلة والبراهين ما يدل عليه , ولما اختلف الناس حوله , ولكانوا جميعا على دين واحد , ولكن هناك معضلة كبيرة جدا لن يستطيع أصحاب الأديان أن يحلوها ,, وهي أي دين نختار ,وعلى أي أساس نختار , ولماذا نختار هذا الدين بالذات دونا عن بقية الأديان ؟؟ والجواب دائماً ما يكون حول قضايا متعددة يريدون بها إثبات دينهم,,
واليوم سأقدم قراءة لادينية لأسباب اعتناق الأديان ومحاولة فهم العناصر التي تؤثر في إيمان الإنسان بدين واحد دونا عن بقية الأديان :
دين الآباء والأجداد :
ليس خافيا على أحد أن أغلب البشر في هذا العالم قد أخذوا دينهم عن آبائهم , فالانتماء للدين خاضع لظروف المكان والزمان , وقلة قليلة جدا من الناس من يغير دينه أو يلحد بالأديان جميعا , وهنا لابد لنا من أن نتساءل : على فرض أني كنت من أسرة مسيحية , وكان الإسلام هو الدين الصحيح , فأي ذنب ارتكبته أنا بحق الله حتى يحكم عليّ بالتعس والشقاء , لا لشيء إلا لأنه خلقني في المكان الغير مناسب , يعني الأم تريزا سوف تكون من أهل النار لأنها ولدت من أسرة مسيحية , أما الزرقاوي فهو من أهل الجنة فقط لأنه قال لا إله إلا الله !!! هل هناك منطق أو عقل يقبل بأن يكون الإله ( إن وجد ) ظالما لخلقه , ومن ثم فنحن ندرك حجم المتاعب والصعاب التي سيواجهها الشخص عند تحويل دينه , فلماذا يكتب هذا الامتحان على بعض الناس ولا يكتب على الآخرين ؟؟ وحينها سوف يقول البعض بأن هذا الشخص سوف يكون أكثر ثوابا عند الله منك أنت يا من ولدت في الدين الصحيح !! ولكن هنا من حقي أيضا أن أتظلم وأسأل : ولماذا يحرمني الله من هذه المجاهدة التي سترفعني لأعلى الدرجات ويعطيها للبعض الآخر ؟؟؟

الإلوهية :
يدعي كل دين بأنه هو صاحب النظرة الصحيحة لله , فالمسلم سوف يقول لك بأنه هو الذي يؤمن بالله حق الإيمان , فإذا سألته عن أدلة وجود الله وماهية صفاته ومن خلقه فالجواب دائما : الله أعلم , وأيضا فإن المسيحي مهما ادعى من الفهم لفكرة الإله المثلث فإنه سوف يقف عند نقطة معينة , ليقف بعدها معلنا عن أنه يؤمن بالإله الحقيقي دون أن يراه أو يأتينا هو الآخر بدليل مقنع يثبت وجود إلهه.
المعجزات:
يتشدق المؤمنون بالأديان بما يسمونه بمعجزات النبي أو الإله الذي يعبدونه , ولن تجد دينا يخلو من ذكر معجزات نبيه أو إلهه , وحينما ينظّر رجال الدين لمعجزات أنبيائهم فالسبب هو أنه يجب أن يرى الناس تلك المعجزات حتى يؤمنوا , ولكن ما غاب عنهم هو أن تلك المعجزات المفترضة لم يراها إلا القليل من البشر ( هذا على فرض حدوث تلك المعجزات ) , فلا أنا ولا أنت ولا أحد في هذا الزمان رأى تلك المعجزات , فإن كان لتلك المعجزات الدور الكبير في جعل الناس يؤمنون بهذا الدين , فلماذا نحرم نحن من رؤية تلك المعجزات حتى تطمئن قلوبنا للأيمان ؟؟ ومن ثم فمن أصدق ؟؟ المسيحي أم المسلم ؟؟ علما بأن كليهما لم يرى تلك المعجزات !!! أو ليس من حقي أن أطالبهما بدليل على حدوث تلك المعجزات ؟؟ فأين تلك الأدلة , وكيف حدثت تلك المعجزات ؟؟
الانتشار:
يعزو أصحاب الديانات الكبرى قوة دينهم إلى قوة انتشاره واتساع رقعة وجوده , ويطمئنون أنفسهم بأن هذه الأعداد الكبيرة لن تخطئ أبدا , وهنا نجد أن عقلية القطيع هي التي تتحكم في عقولهم , فالمسلمون يتفاخرون بأعدادهم التي ستجلب الفخر لمحمد يوم القيامة أمام ربه , ويبرر أصحاب المذهب السني قوة مذهبهم بأنهم هم الأكثرية من المسلمين , وينظر المسيحي إلى العالم المسيحي بتباه وفخر بأن كل تلك الجموع آمنت بدينه , ولكن لم يسألوا أنفسهم سؤالا مهما ولا بد من طرحه وهو : لماذا ينتشر دينكم في مناطق بعينها أكثر من مناطق أخرى , فالإسلام مثلا يضعف وجوده في الغرب والشرق الأقصى وفي عدة نواحي , وهناك بعض الأديان الكبرى كالبوذية والهندوسية تنتشر في نطاق ضيق جغرافيا إذا ما قورن بالديانات الأخرى , والأكثر أهمية في هذا الموضوع هو أن أكبر الأديان لا يمثل معتنقوه أكثر من خمس البشرية , فماذا عن الباقين ؟؟؟


الفضائل:
إن الثابت عند أهل الإيمان أن أديانهم قد دعت للفضيلة ومكارم الأخلاق , ولا يخلو دين في العالم من الدعوة لها , وإن اختلف شكل الفضيلة , فالمسلم يعتبر أن حجاب زوجته من الفضائل , بينما تختلف النظرة عند غيره من الأديان الأخرى , ولكن ليس من حق الأديان أن تدعي أنها من جاءت بالأخلاق فهي تراث إنساني قديم , ولم يكن الإنسان بحاجة للأديان حتى يلتزم بمكارم الأخلاق , ولكن جاءت تلك الأخلاق من وحي البيئة التي خرج منها ذاك الدين , وبالتالي فإن القول بأن دعوة الأديان للفضيلة هي ليست بالدليل المقنع للإيمان بدين دون الآخر فكل الأديان دعت إليها.



من خلال ما سبق نرى أن جميع الأديان تتشابه في فرضياتها الأساسية ويبقى الاختلاف في التفاصيل قائما بينهم , ولكن المشكلة أن كل دين لا يعترف إلا بنفسه , وفي الوقت الذي تجدهم يتجاهلون فيه الظرف المكاني والزماني والذي جعلهم يؤمنون بدينهم , تجدهم يدافعون وبشراسة عن دين ورثوه , وإله لم يروه , ومعجزات لم يلموسها , وفضائل يدعونها لدينهم وهي شائعة في كل الأديان ,,,
سؤالي للمسلم والمسيحي والهندوسي وكل ذي دين :





ولماذا دينكم بالذات ؟؟؟؟



السبت، 7 نوفمبر 2009

القرآن كتاب متناقض وغير واقعي





شهد شاهد من أهلها , فمهما طال عمر الخديعة فإنها لن تبقى للأبد , فالقرآن يعترف بما لا مجال للشك فيه , بأن كتاب الله يجب ألا يكون فيه اختلاف , وإلا فقد أصبح من عند غير الله حيث يقول : { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } [سورة النساء: 82].
وهنا وقبل أن نبدأ فلعل من الحكمة أن نأتي بشرح علماء المسلمين لهذه الآية
ورد في فتح القدير للإمام الشوكاني ما نصه (تفاوتاً وتناقضاً، ولا يدخل في هذا اختلاف مقادير الآيات، والسور؛ لأن المراد اختلاف التناقض والتفاوت، وعدم المطابقة للواقع، وهذا شأن كلام البشر لا سيما إذا طال، وتعرّض قائله للإخبار بالغيب، فإنه لا يوجد منه صحيحاً مطابقاً للواقع إلا القليل النادر).
أما في تفسير الفخر الرازي : (أي لكان بعضه وارداً على نقيض الآخر، ولتفاوت نسق الكلام في الفصاحة والركاكة).
وورد في تفسير البيضاوي ما نصه:
({ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله } أي ولو كان من كلام البشر كما تزعم الكفار. { لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً } من تناقض المعنى وتفاوت النظم، وكان بعضه فصيحاً وبعضه ركيكاً، وبعضه يصعب معارضته وبعضه يسهل، ومطابقة بعض أخباره المستقبلة للواقع دون بعض، وموافقة العقل لبعض أحكامه دون بعض، على ما دل عليه الاستقراء لنقصان القوة البشرية. ولعل ذكره ها هنا للتنبيه على أن اختلاف ما سبق من الأحكام ليس لتناقض في الحكم بل لاختلاف الأحوال في الحكم والمصالح).
من خلال ما سبق فإنه لكي يكون القرآن كتابا من عند الله فلا بد من توافر الشروط التالية :
1-عدم التناقض والتفاوت
2-المطابقة للواقع
3-ألا يكون بعضه وارداً على نقيض الآخر
4-عدم تناقض المعنى وتفاوت النظم
5-موافقة العقل لجميع أحكامه
وحتى لا نطيل في الكلام عليكم فسوف نأخذ بعدة أمثلة لتبيان هل التزم القرآن بتلك النقاط أم لا ولنبدأ :
أولا :
يقول القرآن " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأرضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شيء عليم البقرة : 29 ]ومن ثم يقول
" أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أم السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأرضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا ماءها ومرعاها وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ "[ النازعات : 27 \ 33 ]
والتناقض هنا واضح جلي فهو في الآية الأولى قد خلق الأرض وما عليها ثم ذهب بعدها ليبني في السماء , بينما في الآية الثانية حصل العكس فهو بنى السماء وخلق ليلها وضحاها , ومن ثم خلق الأرض وما عليها من نبات وحيوان وجبال.
وقد يقول المؤمن: المعروف أن الخلق هو الإيجاد من العدم..أما الدحي فهو معنى البسط، ولا يكون البسط إلا لشيء قد وجد سابقاً أي أن الله قد خلق الأرض دون أن يدحوها وبعد ذلك بنى السماء ومن ثم عاد للأرض ليتم بناءها. ولكن عزيزي المؤمن لعلك لم تنتبه إلى أنه في الآية الأولى خلق الأرض وخلق ما عليها , ومن ثم بنى السماء , أي أن مقادير الأرض قد خلقت قبل بناء السماء كما في الآية الأولى , بينما في الآية الثانية تتحدث أن الله قد خلق مقادير الأرض بعد أن فرغ من بناء السماء.
إذن فالقرآن قد أخل بالشرط الأول ووجدنا فيه تناقضا وتفاوتا





.
ثانيا :
يقول القرآن : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ
من المعلوم أن هذه الآية نزلت في معركة بدر والتي كانت المواجهة العسكرية الأولى بين جند محمد وبين قريش , وبغض النظر عن حصيلة هذه المعركة ومن انتصر , فالتاريخ يؤكد انتصار المسلمين في تلك المعركة , وهذا ما قد يجعل المؤمنين يصدقون هذه الآية , ولكن لم يسأل أحدهم وكيف كان تدخل الملائكة في تلك المعركة , وما بالكم بمعركة يشترك فيها ملاك واحد فما بالكم بألف , لو صدق القرآن في مقولته لكان المسلمون احتلوا العالم كله بأقل من نصف هذا العدد , ورغم ذلك فإننا نعرف أن حصيلة قتلى قريش في تلك المعركة لم يتعدى الثمانين , فهل لمسلم أن يعتقد بأن معركة كهذه اشترك فيها الملائكة فعلا !!!! ومن ثم فعلى فرض أنهم شاركوا فعلا فإن هذا على الأقل ينفي أن يكون للمسلمين أي أفضلية في تحقيق هذا النصر .
ثالثا :
يقول القرآن : {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} (59) سورة الفرقان
ويقول في موضع آخر : قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ {11}‏ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {12} سورة فصلت
إذن فالآية الأولى تقول وبشكل واضح بأن خلق السموات والأرض جاء في ستة أيام قط , وبعيدا عن تطابق هذا الإدعاء مع حقائق العلم , ولكن دعونا ننظر للآية الثانية في عملية حسابية بسيطة فرب القرآن يقول بأنه قد خلق الأرض في يومين و وقدر أقواتها وما عليها في أربعة أيام , ثم بنى السماء في يومين , فيكون المجموع ثمانية أيام , مما يتناقض مع الآيات التي تذكر الخلق في ستة أيام , ولكن ستجد من المسلمين من يقول لك بأن الآية 9 من سورة فصلت هي جزء من الآية 10 بمعنى أنه خلق الأرض في يومين أما عملية الخلق وتقدير الأرزاق فكانت كلها 4 أيام , ولكن ما يغيب عنهم أن الآية رقم 10 قد خصصت تلك الأيام الأربعة فقط لتقدير الأرزاق وليس للخلق , فالخلق ذكر في الآية رقم 9 وما تلاها من تقدير الأرزاق جاء في الآية رقم 10.
هذا من ناحية حسابية أما من الناحية العلمية فإنه لا يوجد شيء اسمه سماء من الأصل , ومعلوم بأن عمر الأرض هو 4.6 مليار عاماً؟ بينما يزيد عمر الكون عن 13 مليار عام , بمعنى أن نشأة الكون كانت سابقة لنشأة الأرض بمليارات السنين وليس كما يدعي القرآن . إذن فإن القرآن في هذه الآيات لم يناقض نفسه وحسب , ولكنه ناقض العلم أيضا. والمحصلة أنه يناقض الواقع .
رابعا :
يقول القرآن : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 30].
في هذه الآيات نجد واحدة من المتناقضات العقلية التي يحفل بها القرآن , وحينما كنت مخدوعا بذلك الكتاب كنت أسأل نفسي كيف لله أن يستشير خلقه في مسألة هو وحده من يعلم بها , وكيف علم الملائكة بأن هذا الإنسان سيكون قاتلا وسافكا للدم , فإما أن الملائكة قد اغتابوا آدم وظنوا فيه ظن السوء حيث لم يكن قد خلق بعد , أو أنهم كانوا يعلمون بالغيب مما يعني أن الله لم يكن وحده من يعلم الغيب , ومن ثم فإننا نجد الملائكة تذكر الله بعبادتهم وتقديسهم له , فهل نسي الله ذلك ؟؟


خامسا :
يقول القرآن :
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ , فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ , َسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ,قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ , قالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ , قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ , وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ , قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ , قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ , إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ , قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) سورة الحجر 28-40
والآن دعونا ندقق في تلك الآيات لأنها تشرح بداية المأساة الإنسانية على وجه الأرض , وقد تكون تلك الآية من أكثر آيات القرآن أهمية , فالآيات تبدأ بأن الله قد أخبر ملائكته بأنه سوف يخلق آدم من طين حتى إذا ما خلقه وجب عليهم أن يسجدوا له , وهنا يتبادر السؤال ولماذا يطلب الله منهم السجود لمخلوق وهو قد أمر خلقه بعدم الجود إلا له , وما هي الحكمة من أن يسجدوا لمن قد أفسد في الأرض وقتل ونهب ودمر , أولم يكن من الأجدر بالله أن يأمر الإنسان بأن يسجد للملائكة المعصومون من الخطأ , ومن ثم نقول أو لم يكن إبليس على حق حينما رفض السجود لآدم وهو من عبد الله حق عبادته ولم يقصر في واجباته نحو الله , لنجد إبليس يتحدى الله بعدها بأنه سوف يغوي سلالة آدم ويتوعدهم أمامه , فما كان من الله إلا أن أمهله إلى يوم القيامة , فما الذي جعل الله يسمح له بالإفلات من العقاب , وكيف سمح له بأن يغوي آدم , علما بأن آدم وقتها لم يكن قد اقترف ذنبا , أولم يكن الله على علم مسبق بنزول آدم إلى الأرض , فلماذا سمح لإبليس بدخول الجنة لإغواء آدم رغم أنه قد طرده منها , فهل استطاع إبليس أن يتحدى الله مرة أخرى بالدخول للجنة ؟؟ فالقصة هذه تحتاج إلى إنسان ساذج كي يصدقها ويستطيع أن يتقبلها .





أعزائي : قدمت لكم غيثا من فيض , والمتتبع للقرآن سيجد أمثلة أخرى كثيرة تؤكد بأن القرآن كتاب متناقض وهزيل في معانيه ومنافي للواقع والعلم والمنطق


أخوكم سهران




الاثنين، 2 نوفمبر 2009

البحث عن الله

إن مسألة الوجود الإلهي تبقى من أكثر المسائل تعقيدا , وأكثرها غموضا لدى الإنسان , أو على الأقل لدى الغالبية منهم , فقد نشأت عقول البشر على الإيمان بوجود الإله , بل والاقتتال من أجله , علما بأن لا أحد منهم قد رآه , ولكن عند محاورة المؤمن عن الوجود الإلهي فهناك دائما حججا واهية , يسهل تفنيدها وتحليلها بسهولة.
ولو أردنا أن نحاور مؤمناً وسألناه : لماذا تؤمن بوجود الله ؟؟؟ فهناك إجابة تقليدية لن يكفوا عن استعمالها , ألا وهي علة الوجود وغايته , فالكون مخلوق إذن لابد من خالق , والغاية هي أن يعبد الناس هذا الإله ولا يشركوا به أحدا .
ولكن دعونا اليوم نتكلم في هاتين النقطتين ( العلة والغاية ) لنحاول أن نفند هذه الأقوال ونبين مدى عقلانيتها .
إن مسألة علة الوجود ترتكز على مبدأ مادي بحت , وهو أن لكل سبب مسبب , ولكل موجود موجد , ولعل هذا المنطق أن يبدو معقولا للوهلة الأولى , ولكن لن نستطيع حينها أن نمنع أنفسنا من السؤال : وكيف أتى الله ؟؟؟ وهل ينعدم قانون العلة عندما نتكلم عن الله ؟؟؟
إن المنطق يقول بأن من يسن سنة , أو يقنن قانونا , فلا بد له من الالتزام به , فطالما أراد الإخوة المؤمنون أن يتحدثوا عن مبدأ العلة ليفحمونا بها , فإن من حقنا نحن أيضا أن نسألهم السؤال ذاته , إذ ليس من المعقول أن يفرضوا منطقا ولا يتقيدوا به ,,
ولكن سيقول أحد المؤمنين بأن الكون مادة , والمادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم , ولهذا فإن الله سوف يكون خارج عن قوانين المادة , أي أنه ليس بمادة , وبالتالي فإنه لا يخضع لقوانين الفيزياء , وهذا افتراض منطقي , وأيضا فإنه للوهلة الأولى يبدو منطقيا , ولكن من حقنا نحن أيضا أن نسألهم حينها : وهل إيماننا بوجود القوة المنشئة لهذا الكون سيجعلنا نؤمن بأن هذه القوة هي قوة واعية ومدركة للأمور ,, أليس مجرد إيماننا بأن الله غير خاضع لقوانين المادة سيجعلنا ننفي عنه كل صفات البشر , وبالتالي فإن الله لن يكون مبصرا أو سامعا أو مدركا أو عالما أو قادرا , فمن جرد الله من صفات المادة يتوجب عليه حينها أن ينزع عنه كل ما يمت للمادة بصلة , وهنا نجد التناقض عند المؤمنين , فهم يؤمنون بإله غير خاضع لقوانين المكان والزمان , وتجدهم في الوقت نفسه يلصقون به كل ما وصف به الإنسان , فهو سميع , بصير , قادر , رحيم , مالك ..... الخ.
وليس بمستطاع المؤمن أن يقول لنا بأن تلك هي أسماء وليست بصفات , فالمعتزلة نزهوا الإله عن كل الصفات المادية السابقة , وبالتالي فإنهم كانوا أكثر معقولية للحديث عن الإله , ولكن أما وأن الله قد تعهد بحفظ دينه , ونصر ابن حنبل عليهم , وذهب المعتزلة إلى ذمة التاريخ , فإنه ليس بمقدور مسلم اليوم أن يرجع لما كتبه المعتزلة قبل ألف عام , فكيف سيغيب دين الله المتعهد بحفظه لألف عام دون أن يتدخل الله !!!!!
أما النقطة الثانية والتي لا تقل غرابة عن الأولى فهي غائية هذا الوجود , بمعنى أنه إن كان الكون موجود فلا بد له من سبب , ووجود هذا الكون يدل على عبقرية التصميم , وبالتالي على خالق عظيم .
وهنا ينبغي أن نعيد التذكير بأن الله لم يأتنا ليبلغنا بوجوده , بل عن طريق أنبياء مفترضين , قاموا بنقل رسالته لتوصيلها للناس ,
بمعنى أنه لولا الأديان لما عرفنا بوجود الله أصلا , ولكن هنا سيقع المؤمنون في مأزق صعب , وهو إن كان هذا الإله قد عرفنا على نفسه من خلال الأديان , أفلم يكن جديرا به أن يفحم عباده بالمعجزات حتى يؤمنوا , ولكان جديرا بالله حينما يتكلم عن ظواهر الطبيعة أن يكون أعلم بها من الناس , ولكن هذا ما لم يحدث , فإله محمد يرجم الشياطين بالنجوم التي علقت في السماء كالفوانيس , أو ككرمة العنب , وإله محمد يبعث بملائكته لتربط السحاب بالحبال لتجرها حيث أراد الله لتقوم بعدها الملائكة بجلد تلك السحابة بالسياط حتى تمطر !!!
إله محمد الذي ينزل في الثلث الأخير من الليل لم يكن يعرف أن الثلث الأخير لليل مرتبط بأن تكون الأرض مسطحة وليست كروية , فهل كان الله يعلم بكروية الأرض أصلا ,,,
إله محمد نظر للسماء فوجدها كالسقف , بل وطلب من الناس أن ينظروا إليها , وما علم رب محمد بأن ما نراه ما هو إلا طبقات الجو قد عكست لنا الضوء فرأيناها زرقاء ,
إذن فالله الذي لا يعرف أن يتكلم أو يصف كونه الذي خلقه فعلى الأرجح أنه لم يغادر جزيرة العرب قط

أعزائي:
قد كتبت لكم خواطرا من عندي لمحاولة فهم الوجود الإلهي , ولكنها تبقى محاولة للفهم ليس إلا , فأنا لن أزعم عليكم أني عالم بكل شيء , ولن أقول لكم بأني قادر على القطع إن كان الله موجود أم لا , ولكني أعرف أن إله الأديان قد فشل في إثبات ربوبيته بعجزه عن تقديم نفسه بالوجه الذي يليق .

فحينما تسألوني ولكن ما الصحيح فجوابي لكم

لا أدري


أخوكم سهران