أصبحت هناك الكثير من المصطلحات في حياتنا من وحي الدين ,وصارت تشكل جزءا مهما من وعينا الاجتماعي ,بل وتعبر عن مستوى التفكير الذي نتبعه, فمثلا إن شاء الله ,بإذن الله , إن الله راد , بمشيئة الله , وكثير من الألفاظ الأخرى التي تؤدي لنفس المعنى وهو أننا دمى يحركها الإله كيفما شاء.
وبالواقع فإن نظرة لواقع المسلمين اليوم يجعلنا نقارن وببساطة بين التخلف الموجود ومدى الاقتناع بالتبعية لله , فكلما ازداد اعتقادنا بالتبعية الهزلية لله فقدنا إحساسنا بالمسئولية , فكثير من الأحيان أسمع عن حادث سير أو قتل فيتدخل رجال الإصلاح التابعين لحماس لحلها عن طريق إيهام أهل الضحية بأن ابنهم ما كان له أن يصاب بمكروه لولا إرادة الله , وبالطبع فإن أهل الضحية مجبرون وقتها على التسليم والخضوع لمشيئة الإله والرضوخ لرغباته السادية بإدخال الحزن والأسى إلى قلوب الناس .
أما الجزء الأكثر مأساوية في هذا الأمر فيتمثل في الاعتقاد الجازم والأكيد بأن الله قد قدر الأرزاق للخلق من قبل أن يولدوا , وبالتالي فليس مطلوبا من الإنسان أن يتمنى أكثر مما عنده , ولاحظوا كم ستكون هذه الكلمة بردا وسلاما على قلوب الأنظمة القامعة لشعوبها , والناهبة لخيراتها , فقد استخدمت هذه المقولة وعلى المدى التاريخي الطويل لتتلازم مع الإسلام طيلة مراحله .
إن الاعتقاد بتحديد الأرزاق هو أيضا خرافة ,ولمن لا يعرف فقد تكلمت كتب السنة عن وظيفة ملاك يدعى ميكائيل وظيفته أن يقسم الأرزاق للناس, وكأنه موظف إغاثة ويوزع أكياس الطحين على الناس , بل وما يثير الضحك هو الإشارة إلى أن ميكائيل يقوم بسكب الإمطار في الغيوم ليأتي الملائكة بعدها ويجروا الغيمة ويضربوها بالسياط من أجل أن تمطر.
إن مجرد اعتقاد الإنسان بهذه الأمور سوف يقتل فيه الطموح والرغبة في التحدي فهو سيمشي في الشارع لينتظر المنحة الإلهية كي تأتي له.
وسيقول قائل : ولكن لو كان كلامك صحيحا لمات المسلمون جوعا منذ القدم !!!!
وهنا نقول : ولكن المسلم غالبا ما يخرج على نصوص دينه أو بالأحرى تراثه الديني , ويتحلل منه إلى حد ما ولكن ليس بالمجمل , وهذا بالضبط ما يجعل مشايخ المسلمين يتحدثون عن ترك الأمة لدينها , فالمسلم اليوم يتعامل مع البنوك , ويشتري ويمارس التجارة ولم ينتظر أن يأتيه رزقه من الله أو من ميكائيل (موظف التموين ) فبالتالي لن تجد شيخا مسلما يقول بأن معيشة المسلمين هي على الشريعة , بل إنهم أمة خرجت عن دينها ( وهذا من ألطاف القدر بالطبع ).
وفي الواقع فإن هذه المقولة غالبا ما تستخدم لتخدير عقول الفقراء والعاطلين عن العمل , وبالتالي فإن عليهم أن يصبروا حتى يأتيهم رزقهم , فلن تجد ثورة في العالم الإسلامي ضد الجوع والفقر ,طالما بقيت العقلية الدينية هي المتحكمة في العقول , أليس هو أفيون الشعوب .
أخوكم سهران
هناك 14 تعليقًا:
للأسف يعيش العالم الإسلامي في حالة من الفشل الجامد بسبب تعلقه بالغيب المستحيل. أحد أصدقائي و في أيام إمتحانات آخر السنة لم يدرس قط لمادة الفلسفة و كان على المسنجر و هو يقول: "إنشاء الله سأنجح" !! كنت لا أريد أن أحبطه لكن أشفقت عليه كما لو كنت سأشفق على قطة عرجاء. فهو لم يلحظ أي حضور ملائكي وقت امتحانه لتأييده، بل بات رأسه على يده متحسرا على سنة من عمره علقه في "إنشاء الله"
هكذا حال أي مسلم، لا يعمل بجد ولا يحاول أن يكون كالآلة في العمل، فيصنع ماهو بسيط ثم يقول "انشاء الله" و ما شابهها من ألفاظ يومية
أولا أود أن اناقشك ولكن أتمني عدم حذف أي تعليق لي وسوف يكون نقاشي تحت مظلة الحرية في الحوار ومن أجل الوصول للحق
أتمني ردك علي هذه النقطة فقد يكون رأيك عدم النقاش معي سوف أعود بعد ساعات بسيطة أتمني ردكم
انا ضد التواكل بكل المقاييس
اما بالنسبة لمشايخ التخدي فخد عندك اقرب مثال القرضاوى اللى قاعد يدعى للزهد والتقشف وهو عايش فى قصر كمان عندك عمرو خالد وغيرهم من المرتزقة اللى البنوك جالها تخمة من ارصدتهم
عزيزي كويتي
لطالما كنت أنا أيضا حينما أشعر بأني لن أقدم امتحاناتي كما يجب كنت أوكلها على الله وأرسب
لن يفيد الندم الآن ولكن يكفيني أن أخذت عبرة للحياة
عزيزي With You
لن يحذف أحد تعليقاتك مهما اختلفنا في الرأي أما بالنسبة للنقاش فيكون دائما عن طريق طرح فكرة لكي أرد عليها , أما أنا فيكفيني ما أقوله في المقالات وأتمنى منك الرد حينها
باب التواصل مفتوح دائما وأهلا وسهلا بك
عزيزتي القطة
هم فعلا مرتزقة وأنا أسميهم دعوجية فالدعوة لله صارت بيزنس يحتكره مجموعة من المتخلفين والمعاقين علميا واجتماعيا, وللأسف فهم من يسيطرون على وعي شعوبنا اليوم فلن نحتاج لمعرفة سبب تخلفنا
تحياااااااااااااتي للجميع
ودمتم سالمين
الأخ With You
بما أننا نتحاور من خلال مدونة وليس من خلال تشات فأتمنى منك أن تصبر دائما على الرد فلربما أكون مشغول بأحد الأمور إلا أني لن أتجاهل تعليقاتك أو تعليقات أي من الزوار
تحياتي
مساء سعيد أيها المحترم
في الحقيقة إن الإسلام قد نهج في ما يدعى بالفتح خططا بليغة الدقة تنم عن مهارة واضعيها و حنكتهم السياسية و نظرتهم الثاقبة.فما فعلته هذه المعتقدات التي تسميها بالخرافات ،و ما أفرزته العبادات المفروضة على الناس ،و القيم الأخلاقية العربية المستوردة من أرض التجهيل،كان أبلغ أثرا من سيوف العرب و مجانيقهم في تخريب المجتمعات المفتوحة ، و نفريغها من قيمها و سهولة الاسنحواذ عليها. و لا زالت هذه المعتقدات تلعب دورها الرئيسي في تكريس تبعية هذه الشعوب و دونيتها و عدم أهليتها للاستقلال بنفسها و تحقيق ذواتها. إن هذه المصطلحات تعمل على تجريد الفرد من حسه الوطني و إحماد روح المسؤولية فيه اتجاه مجتمعه،و تجعله مفرطا في هويته سريع العداء لما حوله ،رافضا لنفسه و أهله و ذويه ، متعلقا بمُثُل غيره مقلدا لمعيشتهم و مستهلكا لأفكارهم التي غالبا ما تكون في غير صالحه.
و من المضطلحات التي تغيضني و تقض مضجعي البسملة المملة التي يأتيها سفهاء المسلمين في أحاديثهم السمجة و استجواياتهم الممسوخة. فبعدما تعودنا على أن البسملة رخصة للتبليغ عن الله و استئذان للكلام على لسانه؛ و بعدما كذلك تعودنا على أن البسملة مفتاح للدخول إلى الأماكن المخيفة و المظلمة و المهجورة كالمراحيض و ما يماثلها رجما للشياطين ،و تعودنا كذلك على استحضارها عند المصائب و الكوارث ، أصبحنا اليوم نرى لاعب الكرة و الفنان و الفنانة و ربانة الطائرة ،كلهم يبسملون و يحوقلون و يحمدون الله على الفوز و التوفيق،و هم لا يعلمون أنهم بذلك إنما يجردون أنفسهم من كل كرامة إنسانية و يضفون مجهوداتهم و نجاحاتهم على صنم وهمي ما كان له ليوجد و لا ليكون لولا وجود المغفلين و مغسولي الأدمغة أمثالهم
سعدت أيما السعادة بهذه الزيارة الميمونة و هذه الدقائق الجميلة التي قضيتها بين خمائل مدونتك الزاهية
أتمنى لك مزيدا من التألق
و سعيد بأمثالك
أبو قثم
عزيزي المتألق أبو قثم
بالفعل فقد أصبحنا نرى أسلمة كل ظواهر الكون , وصرنا بحاجة لاستحضار الأدعية والتراتيل الإلهية في كل مناسبة, فكثيرا ما يقع في يدي كتيبات تشرح للأخ المسلم ماذا يقول عند كل موقف يجابهه, وصار مطلوبا منا أن نحفظ آلاف الأدعية لكل مناسبة , يعني باختصار سنمشي ونكلم أنفسنا , فهناك أدعية يجب أن نقولها مائة مرة في الصباح وأخرى في المساء وعند كل تصرف نقوم به حتى في ارتدائنا لملابسنا تطاردنا دعواتهم وترتيلهم
أنا أتفق معك أن الخطاب الديني قد غيب وإلى حد كبير عقول الناس , وصاروا كالقطيع, فهل من صحوة ؟؟؟؟
أشكرك على مداخلتك المتألقة
تحياتي لك ودمت سالما
بتعرف ، أنا الكلمة اللي في الكارتون قالها لي صديق خليجي أيام الجامعة
قال : هما يشتغلوا و يصنعوا أفخم أنواع العربيات و إحنا نركبها .
--
معاك أن حكاية الأرزاق على الله و ليس في الإمكان ابدع مما كان هي دي جنة الأنظمة المستبدة
هلا سهران
الألفاظ الدينية الإسلامية الغبية أكرهها بشدة مثل (السلام عليكم وإن شاء الله وغيرها) يا أخي حتى المسيحي يقول لي : السلام عليكم !!!!
نبهت صديقي المسيحي بالرياض الزفت ألا يقولها لي وفعلت هذا عدة مرات إلا أنه استغبى وآخر مرة رميته بتكشيرة ولم أرد عليه فقال لي: وليش زعلان مني سلامات سويت لك شي؟؟ قلت له : لا أريد أي كلمة إسلامية فقال لي: هذا صعب تعودنننننا عليها !!! كارثة
فلبيني بوذي ميكانيكي بالحي الذي أنا فيه كان رائعاً بعمله فكان يأتيه الملتحين والشباب لتصليح سياراتهم ولكن ينقصون من حقه ويقولون: بكرة إن شاء الله نجيب لك باقي الفلوس فيأخذون سياراتهم ولا يرجعون!!!! وآخر مرة جاءه رجل مع ابنه لتصليح سيارتهم فقال الرجل: يا صديق أبغى السيارة زينة وإن شاء الله تصلحها مضبوط فرد الميكانيكي: ما فيه إن شاء الله ما يبغى أنا إن شاء الله !! خلي إن شاء الله يولي أنا أصلح مية مية
لأنه عرف أن تلك الكلمة مكذوبة تهضم حقه عبر رميها على السماء
عزيزي على باب الله
لا يزال العرب والمسلمون يعيشون بعقلية القرن الهجري الأول , حينما فاضت عليهم النعم من الأموال والجواري بعد أن سلبوا الشعوب مقدراتها, فيعتقدون اليوم أنهم منتصرون فكريا ولذلك وجب على الغرب الكافر أن يخدمهم
وكلنا يعرف الآن من الذي يستعبد الآخر
تحياتي لك
عزيزي الراوندي
انا شخصيا لما واحد من الناس يقول لي إن شاء الله بأعرف أنه سوف يماطل في الموضوع
كلمات الإرادة الإلهية تستخدم دائما لرفع المسئولية الشخصية عن الأفعال والتصرفات
تحياتي لك
العزيز الغالى سهران التعليق الخاص بالأستاز وليد الحسينى موجود بالفعل على مدونتى كنت مشغول شوية فى العمل
أسف لتأخرى فى الرد
أكرهك ياغبي عليك أفكار تجيب المرض يارجال اتق ربك في نفسك
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [ النحل : 105 ] .
فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون [ الشعراء : 6 ] .
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [ الصف : 7] .
فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ [ القلم : 44] .
{ وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }.
صدق الله العظيم
إرسال تعليق