السبت، 17 يوليو 2010

الروح والجسد



بالحديث عن الحياة والموت , وما بعد الموت , يأتي لنا أهل الإيمان بسؤالهم المتكرر , أين ستذهب أرواحنا بعد الموت ؟؟؟
حسناً عزيزي المؤمن دعني ألقي لك بمفاجأة ربما لم تكن تتوقعها , لا روح في الجسد !!!!!!!!!
قد يبدو هذا الطرح غريباً , بل ومنكراً من الكثير منكم , والسؤال الذي أتوقعه منكم مباشرة هو : إذن ما هو تعليل فكرة الحياة أيها الملحد المجادل بغير حق ؟؟
لن أنكر عليك عزيزي المؤمن حقك في الاستغراب من طرحي بعدم وجود ذلك الشبح الذي تتخيلون وجوده بالجسد وتسمونه بالروح , ولكن دعونا أصدقائي نحلل وفي عجالة من أمرنا فكرة الروح , من الناحية الدينية والعلمية .
فورأ ومباشرة عند طلب الإتيان بدليلٍ من القرآن عن وجود الروح يسارع المؤمنون بذكر الآية ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً ) الإسراء 85.
ما رأيك عزيزي المؤمن بأن أقول لك بأن كلمة الروح في القرآن لم تكن تعني يوماً تلك الروح في الجسد , بل هي تعني الروح الأمين أو الروح القدس أو روح الله ,,,, بالمختصر هي تعني جبريل أو الوحي .
قبل أن تجادلني عزيزي المؤمن فمن حقي أن أطلب منك إعادة قراءة سورة الإسراء , وبالذات ذلك الجزء الذي يتكلم عن الروح , وسوف تجد وبكل بساطة بأن السياق الذي أتت به تلك الآية يتكلم عن الوحي , ولا علاقة له أبداً بالروح التي تسكن الجسد .
يقول الطبري في تفسيره : وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الرُّوح الَّذِي ذُكِرَ فِي هَذَا الْمَوْضِع مَا هِيَ ؟ فَقَالَ بَعْضهمْ : هِيَ جَبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام
ويقول أيضاً في موضعٍ آخر : هُوَ مَلَك مِنْ الْمَلَائِكَة لَهُ سَبْعُونَ أَلْف وَجْه , لِكُلِّ وَجْه مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْف لِسَان , لِكُلِّ لِسَان مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْف لُغَة يُسَبِّح اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِتِلْكَ اللُّغَات كُلّهَا
ومثل الطبري تحدث ابن كثير والقرطبي في تفسيرهما عن احتمالية أن تكون الروح المقصود بها هو جبريل ( ولا يجب علينا إغفال التفسير الآخر لها ولو أني أستغرب كيف لا يعرف المسلمون تفسيرها على وجه الدقة ) ولكن على كل الأحوال فقد يكون من حقي أن أتمسك بنظرتي الخاصة لتفسير تلك الآية بعد ما أوردته لكم من الأدلة , وبإمكانكم أن تبحثوا أكثر في التفاسير للاستزادة .

دعونا الآن نتكلم من الناحية العلمية والمنطقية ,,,,,,,,,,,
ما هي الروح ؟؟؟
لا يستطيع الإنسان بشكلٍ عام والمؤمن بشكل خاص أن يتقبل فكرة فناؤه بعد الموت , وأن كل ما يحمله من صفات وأفكار ومعتقدات سوف تذهب بموته ,ويقول المؤمن كيف لذلك الوعي أن يذهب إلى الفناء ؟؟
حسناً عزيزي المؤمن دعني ألقي عليك بعض الأسئلة وفيها سوف تجد الإجابة على كل أسئلتك :
هل الروح تتكلم ؟؟
هل الروح تتنفس ؟
هل الروح تسمع ؟
هل الروح تفكر ؟
هل الروح تشعر بالألم ؟
هل الروح هي التي تحرك عملية الحياة في الجسد ؟

- لو كانت الروح هي التي تتكلم لوجد الواحد منا نفسه يتكلم وهو في بطن أمه , فمن المتعارف عليه عند المؤمنين في مأثورهم بأن الله يلقي الروح في الجسد وهو في بطن أمه , فلو كان الكلام من وظيفة الروح لخرجنا من بطون أمهاتنا نتكلم !
- لو كانت الروح تتنفس لما احتاج الجسد للقلب وكرات الدم الحمراء , ولقامت الروح بتلك المهمة والتي يسبب تعطلها موت الإنسان فوراً , ولكننا نعلم تماماً بأن عملية التنفس هي عملية فسيولوجية بحتة .
- لو كانت الروح هي التي تسمع لما أصيب أحدٌ بالصم , وما حرم أحد من ميزة السماع , ولكن لو كانت الروح هي التي تتولى عملية السماع وفقد الإنسان سماعه فذلك سوف يعني وبكل بساطة بأن الروح قد خرجت من الجسد .
- لو كانت الروح هي التي تتولى عملية التفكير والإدراك لكان واجباً علينا أن نتذكر تلك اللحظات التي قضيناها في بطون أمهاتنا عندما نفخ الله الروح في الجسد , ولكنكم أعزائي تعلمون بأن عملية التفكير والإدراك تتطور شيئاً فشيئاً حسب تطور المخ , وبالتالي فإن عملية التفكير والوعي مرتبطة بالخلايا العصبية للمخ , والتي سوف يسبب تلفها لغياب القدرات الذهنية , بل ولو كانت الروح هي التي تفكر لما وجدنا أصحاب الإعاقات العقلية , ولكان الناس جميعاً على مستوى عقلي واحد , ولكننا صرنا اليوم نعرف وببركة العلم بأن التفكير والوعي والإدراك هما عمليات مرتبطة بالخلايا العصبية , ولا علاقة لها بشبحٍ يسكن الجسد !!
- لو كانت الروح هي التي تشعر بالألم , لشعر المصابون بالشلل بما تعرض له أجسادهم من مؤثرات لن يستطيعوا للأسف أن يشعروا بها لأن الجهاز العصبي لديهم قد تم تعطيله , فكيف للروح تفارق ذلك العضو المشلول ولا يصاب بالتعفن , أم أن الروح عزيزي المؤمن مرتبطة بفسيولوجية الجسم ؟؟
ومن ناحية أخرى فهذه النقطة تقودني للتعجب من فكرة الروح إلى أين سوف تذهب بعد بتر أحد الأطراف أو أعضاء الجسم , وهل الروح موجودة في كل عضو ؟؟ عليك عزيزي المؤمن أن تجيب على تلك الأسئلة قبل أن تلقي لنا بسؤالك المتكرر عن مصير الروح , وقل لي أنت أولاً ما هو تعريفك وفهمك للروح ؟؟!!!
ويبقى السؤال الأخير وهو عن الكيفية التي تقود بها الروح عملية الحياة في الجسد , وهنا عزيزي المؤمن دعني أنا أن أسألك عن الداعي لوجود الروح طالما أن عملية الحياة تسير وبتطور منذ الخلية الأولى حتى اكتمال الجسد , وقيام الأعضاء بوظائفها , ولو كانت الحياة من فعل الروح لما اجتاجت أجسادنا للعناصر الكيميائية والبروتينات والفيتامينات والتي أجدها ( وبكل أمانة ) هي التي تقوم فعلاً بعملية الحياة عبر سلسلة طويلة من ملايين العمليات الكيميائية دون الحاجة لوجود ذلك الشبح الخفي الساكن في الجسد كما تتوهم أخي المؤمن .
دمتم وإلى اللقاء


أخوكم سهران