‏إظهار الرسائل ذات التسميات أديان وخرافات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أديان وخرافات. إظهار كافة الرسائل

السبت، 17 يوليو 2010

الروح والجسد



بالحديث عن الحياة والموت , وما بعد الموت , يأتي لنا أهل الإيمان بسؤالهم المتكرر , أين ستذهب أرواحنا بعد الموت ؟؟؟
حسناً عزيزي المؤمن دعني ألقي لك بمفاجأة ربما لم تكن تتوقعها , لا روح في الجسد !!!!!!!!!
قد يبدو هذا الطرح غريباً , بل ومنكراً من الكثير منكم , والسؤال الذي أتوقعه منكم مباشرة هو : إذن ما هو تعليل فكرة الحياة أيها الملحد المجادل بغير حق ؟؟
لن أنكر عليك عزيزي المؤمن حقك في الاستغراب من طرحي بعدم وجود ذلك الشبح الذي تتخيلون وجوده بالجسد وتسمونه بالروح , ولكن دعونا أصدقائي نحلل وفي عجالة من أمرنا فكرة الروح , من الناحية الدينية والعلمية .
فورأ ومباشرة عند طلب الإتيان بدليلٍ من القرآن عن وجود الروح يسارع المؤمنون بذكر الآية ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً ) الإسراء 85.
ما رأيك عزيزي المؤمن بأن أقول لك بأن كلمة الروح في القرآن لم تكن تعني يوماً تلك الروح في الجسد , بل هي تعني الروح الأمين أو الروح القدس أو روح الله ,,,, بالمختصر هي تعني جبريل أو الوحي .
قبل أن تجادلني عزيزي المؤمن فمن حقي أن أطلب منك إعادة قراءة سورة الإسراء , وبالذات ذلك الجزء الذي يتكلم عن الروح , وسوف تجد وبكل بساطة بأن السياق الذي أتت به تلك الآية يتكلم عن الوحي , ولا علاقة له أبداً بالروح التي تسكن الجسد .
يقول الطبري في تفسيره : وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الرُّوح الَّذِي ذُكِرَ فِي هَذَا الْمَوْضِع مَا هِيَ ؟ فَقَالَ بَعْضهمْ : هِيَ جَبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام
ويقول أيضاً في موضعٍ آخر : هُوَ مَلَك مِنْ الْمَلَائِكَة لَهُ سَبْعُونَ أَلْف وَجْه , لِكُلِّ وَجْه مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْف لِسَان , لِكُلِّ لِسَان مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْف لُغَة يُسَبِّح اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِتِلْكَ اللُّغَات كُلّهَا
ومثل الطبري تحدث ابن كثير والقرطبي في تفسيرهما عن احتمالية أن تكون الروح المقصود بها هو جبريل ( ولا يجب علينا إغفال التفسير الآخر لها ولو أني أستغرب كيف لا يعرف المسلمون تفسيرها على وجه الدقة ) ولكن على كل الأحوال فقد يكون من حقي أن أتمسك بنظرتي الخاصة لتفسير تلك الآية بعد ما أوردته لكم من الأدلة , وبإمكانكم أن تبحثوا أكثر في التفاسير للاستزادة .

دعونا الآن نتكلم من الناحية العلمية والمنطقية ,,,,,,,,,,,
ما هي الروح ؟؟؟
لا يستطيع الإنسان بشكلٍ عام والمؤمن بشكل خاص أن يتقبل فكرة فناؤه بعد الموت , وأن كل ما يحمله من صفات وأفكار ومعتقدات سوف تذهب بموته ,ويقول المؤمن كيف لذلك الوعي أن يذهب إلى الفناء ؟؟
حسناً عزيزي المؤمن دعني ألقي عليك بعض الأسئلة وفيها سوف تجد الإجابة على كل أسئلتك :
هل الروح تتكلم ؟؟
هل الروح تتنفس ؟
هل الروح تسمع ؟
هل الروح تفكر ؟
هل الروح تشعر بالألم ؟
هل الروح هي التي تحرك عملية الحياة في الجسد ؟

- لو كانت الروح هي التي تتكلم لوجد الواحد منا نفسه يتكلم وهو في بطن أمه , فمن المتعارف عليه عند المؤمنين في مأثورهم بأن الله يلقي الروح في الجسد وهو في بطن أمه , فلو كان الكلام من وظيفة الروح لخرجنا من بطون أمهاتنا نتكلم !
- لو كانت الروح تتنفس لما احتاج الجسد للقلب وكرات الدم الحمراء , ولقامت الروح بتلك المهمة والتي يسبب تعطلها موت الإنسان فوراً , ولكننا نعلم تماماً بأن عملية التنفس هي عملية فسيولوجية بحتة .
- لو كانت الروح هي التي تسمع لما أصيب أحدٌ بالصم , وما حرم أحد من ميزة السماع , ولكن لو كانت الروح هي التي تتولى عملية السماع وفقد الإنسان سماعه فذلك سوف يعني وبكل بساطة بأن الروح قد خرجت من الجسد .
- لو كانت الروح هي التي تتولى عملية التفكير والإدراك لكان واجباً علينا أن نتذكر تلك اللحظات التي قضيناها في بطون أمهاتنا عندما نفخ الله الروح في الجسد , ولكنكم أعزائي تعلمون بأن عملية التفكير والإدراك تتطور شيئاً فشيئاً حسب تطور المخ , وبالتالي فإن عملية التفكير والوعي مرتبطة بالخلايا العصبية للمخ , والتي سوف يسبب تلفها لغياب القدرات الذهنية , بل ولو كانت الروح هي التي تفكر لما وجدنا أصحاب الإعاقات العقلية , ولكان الناس جميعاً على مستوى عقلي واحد , ولكننا صرنا اليوم نعرف وببركة العلم بأن التفكير والوعي والإدراك هما عمليات مرتبطة بالخلايا العصبية , ولا علاقة لها بشبحٍ يسكن الجسد !!
- لو كانت الروح هي التي تشعر بالألم , لشعر المصابون بالشلل بما تعرض له أجسادهم من مؤثرات لن يستطيعوا للأسف أن يشعروا بها لأن الجهاز العصبي لديهم قد تم تعطيله , فكيف للروح تفارق ذلك العضو المشلول ولا يصاب بالتعفن , أم أن الروح عزيزي المؤمن مرتبطة بفسيولوجية الجسم ؟؟
ومن ناحية أخرى فهذه النقطة تقودني للتعجب من فكرة الروح إلى أين سوف تذهب بعد بتر أحد الأطراف أو أعضاء الجسم , وهل الروح موجودة في كل عضو ؟؟ عليك عزيزي المؤمن أن تجيب على تلك الأسئلة قبل أن تلقي لنا بسؤالك المتكرر عن مصير الروح , وقل لي أنت أولاً ما هو تعريفك وفهمك للروح ؟؟!!!
ويبقى السؤال الأخير وهو عن الكيفية التي تقود بها الروح عملية الحياة في الجسد , وهنا عزيزي المؤمن دعني أنا أن أسألك عن الداعي لوجود الروح طالما أن عملية الحياة تسير وبتطور منذ الخلية الأولى حتى اكتمال الجسد , وقيام الأعضاء بوظائفها , ولو كانت الحياة من فعل الروح لما اجتاجت أجسادنا للعناصر الكيميائية والبروتينات والفيتامينات والتي أجدها ( وبكل أمانة ) هي التي تقوم فعلاً بعملية الحياة عبر سلسلة طويلة من ملايين العمليات الكيميائية دون الحاجة لوجود ذلك الشبح الخفي الساكن في الجسد كما تتوهم أخي المؤمن .
دمتم وإلى اللقاء


أخوكم سهران

الثلاثاء، 22 يونيو 2010

لا تناقش ,,, هكذا علمنا الرجل الصالح



لطالما خرج علينا أصدقاؤنا المؤمنون بالقول بأن الإسلام هو دين العلم والحوار والجدال الهادئ , وهذه المقولة تستخدم غالباً عند كل اتهام يوجه للإسلام بأنه قمعي ورافض للآخر , وهذا القول يستدعي منّا بالضرورة أن نتحقق منه قبل أن نرمي التّهم جزافاً على الدين , وهنا عزيزي المؤمن دعني أسألك سؤالاً مهماً وهو : هل تعتقد بأن الله يطلب منك التفكير بما يفرضه عليك , أم أنك مسيّر حسب رغبة هذا الإله , ولا يحق لك النقاش في إيمانك ؟؟
حسناً ,,, دعني عزيزي أجيبك عن هذا السؤال بأن أقول لك : الويل لك كل الويل صديقي إن فكرت في ذلك , أو راودتك نفسك بأن تخوض مع الخائضين , كما يقول لك شيوخك , فيكفيك أيها الأخ المؤمن أن تعلن الخضوع التام لرغبات الإله , وأحكامه الغامضة وتفسيراته الخرافية لقوانين الطبيعة , وإياك ثم إياك أن تحاول ولو لمجرد الفضول أن تناقش , هكذا علمنا الرجل الصالح!!! .
قرأنا كثيراً قصة النبي موسى والرجل الصالح , وأظن بأنكم جميعاً قد تساءلتم كثيراً عن أهداف هذه القصة , والحكمة من سردها , وهي قصة على قدر كبير من الغموض , ويحاول بعض المؤمنين أن يجعل منها قصة ذات
أهداف تربوية عظيمة , ليستقي لنا من تلك القصة آيات من الحكمة لم نكن نعلمها !!!
لا أعلم بالضبط إن كانت قصة الرجل الصالح قد ذكرت في كتاب اليهود التوراة أم لا , ولن أكلف نفسي غالباً بالبحث عنها في التوراة , فهي إن كانت موجودة فعلاً في التوراة , فلعل نبينا قد وجد فيها ضالته باعتبارها القصة الأشد سوءاً في التراث الديني قاطبة , إذ تعلمنا تلك القصة معانٍ لا يقبلها العقل ولا المنطق ولا الضمير , وهي قصة تكشف بوضوح عن غائية المنهج الديني , الذي يريد من أتباعه أن يكونوا أتباعاً بلا أي فرصة للنقاش أو الاستفسار , أتباعاً يؤمنون بالغيب , ويقدموا كل ما أمكن تقديمه للرب على مذبح الإنسانية التي قتلتها الأديان .
تبدأ القصة بأن ادعى موسى العلم على قومه , وكيف لله عالم كل علمٍ أن يقبل بأن يصف إنسان نفسه بالعلم من دونه , فطلب من موسى أن يذهب للقاء عبده الصالح كي يعلمه مما عنده , إلى غاية هذه اللحظة والأمور تسير بطريقة معقولة نوعاً ما , فيكون الاتفاق بأن يلتقي موسى بهذا الرجل عند مجمع البحرين , وليس بالإمكان أن نعرف أي بحرين هؤلاء فليس مهماً أن يشرح لنا الرب عنه شيئاً , ويكون أن ينام موسى ويترك فتاه يقظاً , وإذ بالحوت الذي أحضراه لغذائهما يقفز من مكانه وينطلق إلى البحر , ولو رأى الواحد منا فعلاً كهذا لأقام الدنيا ولم يقعدها و ولكن فتى موسى اكتفى بأن يفتح فمه مستغرباً , ونسي تلك القصة المهولة , وسار مع نبي الله , حتى جاع موسى فطلب من فتاه أن يأتيه بالحوت ,,, هل قلت حوت ؟؟ ربما المقصود نوع آخر من الأسماك , فليس معقولاً أن يفترس نبي الله حوتاً كاملاً لوحده !!! حسناً ها هو فتى موسى النبيه يتذكر أخيراً تلك الحادثة الغريبة , ليقول بان الشيطان قد أنساه الأمر , ولا أعلم هل هذا الشيطان من ذرية إبليس جاء ليرافق موسى في رحلته المقدسة تلك أم هو النفس الأمارة بالسوء !!! ليس مهماً كل هذا , ودعونا نتجاهل مراسم الاستقبال بين موسى والرجل الصالح , فقد بدأت أشعر بالملل من ذكر التفاصيل التي لا فائدة منها , ولا أعرف لماذا يذكرها الله في كتابه , وها نحن ننتقل للدروس العظيمة التي قام الرجل الصالح بتلقينها لموسى .
الدرس الأول : لا تناقش : قال إن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً ( الكهف 70 )
وهنا تبدأ الفصول الأكثر ظلامية في تلك القصة , فها هو الرجل الصالح يشترط على موسى أن لا يسأله شيئاً , ولعل أخوتنا المؤمنين يجادلونا بعدها بان الدين يدعو للحوار والنقاش , ونحن أمام قصة كهذه يستطيع أتفه شيخ أن يستنبط منها حكماً شرعياً بعدم جواز تدخل الدهماء في أمور العلماء الأجلاء ,
لحظة من فضلكم ,,,,,,,,
يوم الجمعة الماضية وقف شيخنا في المسجد ليبرر أخذ حكومة حماس لأموال الضرائب على السجائر رغم أن شيوخهم يعتبرونها محرمة ,, وكان من جملة التبريرات التي ساقها بأنه متأكد بأن حكومتنا الربانية قد استشارت أهل العلم , وبالتأكيد فإن الحكومة قد أخذت منهم فتوى بتحليل هذا , وأنه لا يحق لنا نحن الجهلاء أن نعترض طالما أن أهل العلم قد أباحوا ذلك !! يبدو أن شيخنا قد أعجب بالدرس الأول من قصة الرجل الصالح !!!!!!!!!!!


الدرس الثاني : هل تتذكرون أصدقائي قصة الدبة اللي قتلت صاحبها ؟؟؟ إنها تلك الدبة التي رأت ذبابة تقف على وجه صاحبها النائم , فأشفقت على صاحبها من أن توقظه تلك الذبابة اللعينة , فأمسكت بحجرٍ ضخم وألقته على وجه صاحبها كي تهش بها على الذبابة , آاااااخ لا أستطيع تخيل مصير الرجل , ولكن أيضاً هذا ما فعله الرجل الصالح ذي العلم المتين , فقد صعد إلى سفينة مع نبي الله موسى , وبدلاً من أن يستقر في مكانه , قام صاحب العلم بخرق السفينة , فلما اعترض موسى على ذلك العمل , نهره الرجل على سؤاله وقال له : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً , وفي نهاية القصة وضح الحكمة من ذلك بأن قال : أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً ( الكهف 79) , لا أعرف إن كان يتوجب عليّ الضحك أم البكاء من هذا الموقف, و ودعونا نفكر فيه بمنطقية , فلو كان هذا العيب بسيطاً فلن يغير هذا من الأمر شيئاً , وسوف يأخذ ذلك الملك السفينة , أما إن كان العيب كبيراً , حينها بالفعل لن يستطيع الملك أن يأخذ السفينة التي سوف تنزل إلى القاع بفضل بركات الرجل الصالح , وسوف يضطر موسى وصديقه أن يعودا للشاطئ بذات الطريقة التي حصلت مع صديقنا
أبو العربي !!! وهنا أيضاً أعزائي يستطيع شيوخنا استنباط حكمٍ شرعي , بعدم جواز اعتراضنا على ما قد نراه ظلماً يرتكبه ولي الأمر المسلم , فهو محاط بكوكبة من العلماء والرجال الصالحين على شاكلة رجل موسى , وينبغي عليكم أيها الأخوة أن تؤمنوا إيماناً عميقاً بما قد فعلوه , حتى وإن كان ظاهره الغباء والأذى كما فعل رجلنا الصالح !!!!
صدقاً أيها الأخوة فأنا لا أتهكم , ولا أبالغ في قولي هذا , فقد تعودنا من شيوخنا أن ينقبوا في أمهات الكتب , وما قد نساه الناس منها , ليخرجوا منها , ولو بكلمة تافهة قالها أحدهم ليُخرجوا لنا منها حكماً شرعياً , ولو دققتم أيها الأحبة في الفتاوى التي يطلقها شيوخ الإسلام , لوجدتم بأنهم قد استندوا في فتواهم تلك إلى دليلٍ لم يسمع به أغلب الناس, فلو حصل أن أحد الصحابة قد سها ففسا فوق بئر ماء , لخرج علينا عالمٌ جليل بكتابٍ قيمٍ اسمه ( الحجة العصماء في جواز الفساء فوق بئر ماء ) !!!!!
حسناً أصدقائي دعونا نترك موسى وصديقه يجففا ملابسهما بعد تلك الحادثة اللعينة ونمضي لدرس آخر من دروس الرجل الصالح .
الدرس الثالث : اقتل باسم الله
قبل عدة سنوات خرج علينا شيخ حماس أحمد ياسين بحكمٍ أو دعونا نسميها فتوى شرعية هزت ضميري , وذلك حينما أباح قتل الأطفال الإسرائيليين , وكان تبريره لهذا الحكم لأنهم وبكل بساطة سوف يكبروا في الغد , ويصبحوا جنوداً في جيش الاحتلال , وبناءً عليه فإنهم قد أصبحوا جنوداً وجب قتلهم , وهذه الفتوى تشبه مثيلتها التي خرج علينا بها حاخام اليهود عوفاديا يوسف عندما أباح لجيش الاحتلال قتل أطفالنا الفلسطينيين بحجة أنهم سوف يكونون إرهابيين في المستقبل , وكم يشد انتباهي ذلك التشابه بين حاخامات اليهود وحاخامات الإسلام !!!


لم يكن شيخنا الياسين خارجاً على الشرع عندما قال فتواه تلك أبداً , بل إن ما قاله قد جاء من وحي الشريعة الغرّاء , فقصة الرجل الصالح تعلمنا درساً آخر فحواه تطابق ما قاله شيخنا , فقد سار موسى مع الرجل الصالح فوجدوا أطفالاً يلعبون , فذهب ذلك الصالح إلى أحد الأطفال فاقتلع رأسه كما تقول إحدى الروايات , أو على الأقل فقد قتله كما ذكر القرآن , وهنا أعزائي فأنا لن أشك بأن أي واحدٍ منكم سوف يقشعر جسده من هكذا فعل , مثلما حدث مع نبي الله موسى الذي أنكر على صاحبه تلك الفعلة الشنعاء التي لا يقبلها من كان في دمه ذرّة من ضمير حي , ولكن الرجل الصالح برّر فعلته تلك بأن الطفل هو لأبوين مؤمنين , وسوف يكون في المستقبل كافراً يجلب الهم والحزن لأبويه فكان قتله رحمة بأبويه !!
أظنكم جميعاً قد انتبهتم للنقطة المهمة وهي أنه لأبوين مؤمنين , ورغم ذلك فقد قتله ذلك الصالح لأنه علم بأنه سوف يكون كافراً , وما ظنّكم أصدقائي بمن كان والديه كفاراً ؟؟!!
عندما نقرأ في القصص الديني عن تلك الشعوب التي أنزل الله عليها عقابه , فإننا نعلم بأنهم كان عندهم أطفال , ورغم ذلك فلم يتوانى الله عن قتلهم , ولا أظن بأن أحداً منكم لم يسمع بتلك الحجة الفارغة التي يسوقها المؤمنون عن رحمة نبيهم , عندما كان يوصي جيوشه الغازية بأن لا يقتلوا الأطفال في غزواتهم ,فما ظنكّم أصدقائي بطفلٍ يقتل أبوه , وتسبى أمه , ويصبح الطفل نفسه عبداً عند احد الأجلاف ؟؟ كم أنت قاسي القلب يا محمد أنت وربك !!!!!
الدرس الرابع : حتى نبي اليهود جشع !!!!
في الموقف الأخير لموسى مع صديقه يذهب الرجلان إلى قرية , ويطلبوا من أهلها الطعام فيرفض أهل القرية ضيافتهم , فيذهب الرجل الصالح إلى حائط يوشك أن يقع فيقوم بترميمه , وتكون علته في الأمر بأنه يوجد تحت الحائط مالٌ لأطفال يتامى فأشفق الرجل الصالح من أن يتهدم هذه الحائط فيذهب معه المال , وهنا ونحن أمام هذا الموقف لا نملك إلا أن نرفع القبعات احتراماً لهذا العمل النبيل , وهي المرة الأولى والأخيرة التي يقوم بها ذلك الرجل بعملٍ نافع , وإذ بموسى يخرج علينا بأنفه المعقوف , وطاقيته الصغيرة المثبتة فوق رأسه ( الصورة التقليدية لليهودي الجشع ) , فيلوم الرجل الصالح على أن يفعل معروفاً بأهل تلك القرية الذين رفضوا إطعامهم !!! ويسأله لو طلب من أهل القرية أجراً على ما فعل !! هل هكذا يفكر أنبياء الله ؟؟ هل هي مشاعر موسى الغاضبة , أم أن الله لم يحسن اختيار أنبيائه ؟؟؟


ليس مهماً أصدقائي أن تشغلوا بالكم بالبحث عن فائدة مرجوة من مثل هكذا قصة , فقد عوّدنا الدين على الطاعة العمياء , وعدم النقاش , وأتمنى ألاّ يقول لي أحد المؤمنين بأن الله قد غيّر أسلوبه عن أسلوب الرجل الصالح , وإلا لما سرد لنا تلك القصة أصلاً !!!
دمتم عقلاء



أخوكم سهران






الأحد، 2 مايو 2010

هل نرى أمواتنا يوماً ما ؟؟ هل يجتمع الشمل ؟




هذا السؤال أعزائي قد يكون سبباً أولاً للإيمان عند الكثير من الناس , ولا أبالغ في هذا أبداً , فحب البقاء كان دافعاً للإنسان كي يتخيل مسألة الخلود , وبما أن الإنسان قد علم باليقين بأن الإنسان ميت لا محالة , فاخترع مسألة الحياة الأخرى , والتي تطورت في مفهومها عند الأديان , وكانت السبب الأول لاستغلال مشاعر الناس , فكانت النتيجة أن انصرف الإنسان عن الاهتمام بحياته من أجل التحضير لحياته الأخرى بعد الموت , فانقلب الأمر للإهمال التام لأمور الحياة , ولعلكم تجدون أكثر الأمم تقدماً هي تلك التي أعطت اهتمامها لحياتها , ولم تعد تشغل بالهم فكرة الحياة الآخرة .
من الأمور التي طالما واجهتني في النقاش مع الأخوة المؤمنين هي في عدم قبولهم بالمطلق لفكرة الحياة الواحدة , وذلك ليس فقط لرغبتهم بالبقاء , ولكن هناك المسالة التي لطالما ركن إليها المؤمنين , وهي أن الحياة الآخرة سوف تجمعهم بأحباء فقدوهم في الحياة , ولن أكذب عليكم أبداً إن قلت لكم بأني أنا نفسي كنت ولا زلت بين خبايا نفسي أتمنى لو أنه كان بالإمكان أن نبتكر وسيلة لإطالة عمر الإنسان , أو حتى استنساخ أولئك الذين أحببناهم وفقدناهم وما أكثرهم وما أغلاهم على قلوبنا .
قد يرى البعض في كلامي هذا تعبيراً عن أزمة نفسية تجتاح الملحدين نتيجة عدم إيمانهم بالبعث والخلود الأبدي , ولكن فلتعلموا أحبائي بأن هذه الرغبة راودت الإنسان منذ القدم , فابتكرت عقليته من تلك الخرافات مثل إكسير الحياة , وشجرة الخلود , وأخيراً جاءت الأديان بأسطورة البعث والحياة الأبدية بعد الموت .
حسناً أعزائي دعونا نبسط المسالة بشكل أكثر تعمقاً , فإن كنت عزيزي تتخيل أنك بإيمانك بالدين سوف تضمن رؤية هؤلاء الذين أحببتهم وفقدتهم , فأنا مضطر وبكل أسف لكي أقول لك بأنك مخطئ , لماذا ؟
دعونا بداية نتفق سواء كنا مؤمنين أو ملحدين على حقيقة لن نختلف عليها ( وهذا من حسن الحظ ) بأن أولئك الأموات سوف لن نراهم في هذه الحياة , أو الحياة الدنيا كما يسميها المؤمنون , وبالتالي فإنه من المتفق عليه عندنا جميعاً بعدم إمكانية لقاءهم في هذه الحياة , ولكن ماذا عن الحياة الآخرة ؟
إن كنت عزيزي من أولئك الذين حظوا بالنعمة الإلهية التي تتيح لك الدخول لجناته ونعيمه , فقد يكون هناك أمل لك بلقاء حبيبك , ولكن لحظة ...........
وما أدراك بأن هذا الحبيب سوف يكون معك في الجنة ؟!! هل سوف يقوم الله بعمل نسخة ( Copy ) من هذا الحبيب المحترق بنار جهنم كي تراه في الجنة ؟ حتماً لا , فهذه النسخة سوف تكون بلا طعم لأنك تعلم بأنها مزيفة ( هذا على فرض قيام الله بهذا الأمر ) .
ولكن هل أمنت أنت أولاً مكر الله , ولم يأمنه من هم أكثر منك إيماناً , فسمحت لنفسك بأن تتخيل بأنك من أهل الجنة , وما أدراك لعلك ويا للأسف تكون من أهل السعير الإلهي , فلن تحظى بنعمة رؤية الأحباء !!!
وما رأيك عزيزي لو كنت أنت وهذا الحبيب معاً في جهنم دفعة واحدة ؟؟ وهنا حاول أن تسأل نفسك إن كان الدين قد ضمن لك فعلاً بأن تلقى الأحبة !!
حسناً دعوني أتأسف لكم على هذا السيناريو المرعب , وليكن أملنا في الله كبيراً فهو أرحم الراحمين كما نعلم و وسوف يصدر عفواً شاملاً عن جميع الناس ( ومن ضمنهم صاحب هذه المدونة ) , وها نحن الآن ندخل في جنة النعيم , وقبل أن تفكر أيها الحبيب في لقاء أحبائك و فسوف تتلقفك عاهرات الله الحسان (الحور العين ), والنظرة للواحدة منهن تستغرق منكم السنين الطوال , فما بالكم بممارسة الجنس معها و لعلها آلاف السنين قد تستغرق الواحد منكم قبل أن يفارق فراشه الرباني الوثير متخلياً عن حوريته الجميلة , كم أشعر بالملل من هكذا موقف , ولا أظن بأني سوف أرغب حينها برؤية من أحبت لبضع سنين في الدنيا , وأنا قد أمضيت السنين الطوال في أحضان الحور العين !!
إليكم هذا المشهد الكوميدي


دعونا نتخيل سلالة من عشرة أجيال فقط دخلت الجنة , وها أنا ذاهب بشغف لعناق والدي , والجلوس معه , وإذ بأبي ( الذي يماثلني في العمر ) سوف يبتعد عني لرؤية جدي الحبيب , وإذ بجدي الحبيب يبتعد عن والدي لكي يذهب ويقبل يد والده ( والد جدي ) , وإذ بوالد جدي يبتعد عنه كي يسلّم على والده ( جد جدي ) أفففففففف وماذا بعد ؟؟؟ أصبحت شبكة متداخلة من الأجيال , والكل يريد لقاء أحبائه , والأحباء لهم أحباءهم أيضاً , وسوف نستمر في الجري وراء بعضنا البعض .
لا أطلب منكم بكلامي هذا أن تكفروا بربكم الذي تعبدون , فليس الكلام الآن داخل في هذا السياق الفكري , ولكن لطالما أردت أن أعرف كي يضمن لنا الدين رؤية أحباءنا , وهي مسألة يصر عليها الكثيرون للإيمان بالله , وهي تعطيهم الاطمئنان النفسي , ولطالما تفاخر علينا المؤمنون بان إيمانهم بالله سوف يمكنهم من رؤية الأحبة , وكأن الله قد أعطاهم وعده بدخول الجنة , فتخيل الواحد منهم ما أراد تخيله .
عفواً أنا لا أهرطق , ولست ثرثار
هدفي من هذا الموضوع هو تنبيهكم أعزائي بعدم التخلي عن حياتكم هذه , وما أجملها من حياة , كي لا تركنوا إلى وعد مشكوك فيه بحياة أخرى , فيمسككم رجال الدين ليقنعوكم بترك هذه الحياة , من أجل قتل الآخرين , وتدمير الحضارة والعمران , فهنا حياتنا الآن , وليس في أي وقت آخر , فلا تدعوهم أعزائي يستغلون عواطفكم الجياشة من أجل فرض أجندتهم الرخيصة , وكم من شباب ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق مطامع بعض المتخلفين عقلياً , والذين لا يعترفون بقيمة حياة الإنسان , فصار الشباب يلقون بأنفسهم للموت الرخيص .
دمتم لأحبائكم , وداموا لكم .



أخوكم سهران

الأحد، 25 أبريل 2010

يوم تخرج الشمس من مغربها



تشيع بين المسلمين اليوم أقوال عن يوم القيامة , وعلاماته الدالة على قرب حدوثه , وغالباً ما يستخدم الحديث عنها لترهيب المؤمنين من اقتراب هذا اليوم المشهود , وتحذيرهم بضرورة الإسراع في التوبة , وعمل الصالحات قبل أن يدركهم يوم القيامة فلا ينفع نفس إيمانها حينئذ , ويتمادى أصحابنا في أوهامهم حتى يستخدمون كافة الوسائل , ومنها الإنترنت لنشر أخبار مغلوطة عن علامات قد اقترب موعدها , ومن هذه العلامات التي يتحدثون عنها هي حول اقتراب ذلك اليوم الذي تخرج فيه الشمس من الغرب .
بالبحث عن أصل هذه الأسطورة في القرآن , فأنا شخصياً لم أجد أي من آيات القرآن تتكلم عن هذا الأمر , ويكفي أن تبحثوا عن كلمة الشمس في القرآن , وتحاولوا أن تعثروا عن دليل من قرآنهم لهذا الزعم , ولن تجدوه !!!
إلا أن الأصل الحقيقي لهذا الزعم قد جاءنا من كتب السنّة , إذ يقول محمد في حديث منسوب له : روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً".
ومن هذا الحديث يستقي المسلمون فكرة خروج الشمس من المغرب , ولا مانع لديهم من اختلاق بحث علمي يؤكد بان الأرض على وشك التباطؤ , لحين التوقف ومن ثم تبدأ بالدوران بالعكس ؟؟
عموماً فليس أمامنا سوى مناقشة هذا الأمر بالعقل والمنطق ليس إلاّ , وكل ما هو مطلوب منك عزيزي المؤمن أن تصحح لنا الخطأ الذي قد ترانا وقعنا فيه , ولك منا كل الشكر .
نعرف جميعاً , وليس من باب التحذلق أن أذكركم بأن كرتنا الأرضية هي كروية الشكل , وهذا يعني ( وأيضاً لا أدعي التفلسف عليكم ) بأن رؤية سكان الأرض للشمس سوف تختلف من مكان لآخر , فقد تكون الشمس في منتصف السماء في إحدى المناطق , بينما تكون في الأفق في منطقة أخرى , وتغيب كلياً في منطقة أخرى , وهنا فإنه من الواضح لحضراتكم بأن رؤيتنا للشمس تختلف باختلاف المنطقة التي نتواجد بها , ولكن دعونا الآن نتكلم عن الشمس يوم القيامة , عندما يأذن لها الله بأن تخرج من مغربها ,
وها أنا الآن جالس على شاطئ غزة أراقب شمس الغروب بشغف وحب , وأرى الشمس تهبط رويداً رويداً حتى امتزجت بالبحر , وما هي إلا لحظات حتى اختفت الشمس عن ناظري , وبدأت في هذه اللحظة أستحضر خواطري الشعرية , وأتنهد بتنهيدة العاشق المحب , وفجأة ,,,,,,,,,,,,,,, حدث ما لم أتمناه يوماً
لقد خرجت الشمس مجدداً من البحر الذي غرقت فيه قبل ثوان معدودة , وبدلاً من أن تزيد الظلمة في السماء وإذ بالنور يرجع مجدداً وبدأت الشمس تتحرك نحو الشرق ,,,
يا لهول ما أرى ,, ها هو وعد الله قد تحقق و وخرجت الشمس من المغرب , وحان وقت الحساب فأين المفر , يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً !!!

وبينما أنا في حيرة من أمري , وإذ بصديقي الليبي لاديني يحادثني على الهاتف المحمول :
لاديني : مرحبا سهران
سهران : هل رأيت ما حصل ؟؟؟
لاديني : ماذا حصل ؟؟
سهران : لقد قامت القيامة ؟؟
لاديني : هل جننت ؟؟
سهران : لا لا أقسم لك إنها الحقيقة , لقد خرجت الشمس للتو من المغرب كما تنبأ رسولنا الذي كفرنا به واستهزأنا بدينه !!
لاديني : ولكن الشمس لم تغيب بعد !!
سهران : ما الذي تقوله ؟؟ لقد رأيت الشمس للتو تخرج من الغرب
لاديني : ولكن شمسنا لم تغب بعد , ولم تنزل من السماء , ولكن لحظة وراجع لك
سهران : أنتظرك ,,,
لاديني : يا للهول , لقد غيرت الشمس اتجاهها , وبعد أن كانت تسير نحو الغرب , أراها الآن تسير نحو الشرق , وبما أن الشمس لم تخرج من الغرب , فليس عندنا قيامة لغاية هذه اللحظة , وسوف يكون لدي متسع من الوقت للتوبة والاستغفار , ولن أنسى أن أوقظ صديقنا البابلي من نومه كي يسرع بالتوبة قبل أن تخرج عليه الشمس من مغربها ,أما أنت يا سهران فأتمنى لك حظاً سعيداً مع ملائكتك الغلاظ !!!

طبعاً هذه المكالمة الافتراضية هي لمجرد التوضيح لفكرة خروج الشمس من مغربها , فخروج الشمس من الغرب , سوف يكون لجزء بسيط من كرتنا الأرضية , بينما سوف تكون الصورة مختلفة جزئياً أو كلياً في مناطق أخرى , فهناك أناس سوف تقوم قيامتهم , بينما آخرون لا يزالون نائمون بهدوء , وعلى الأرجح فإن من اختلق قصة خروج الشمس من مغربها , لم يكن يتمنى أن يكون السيناريو بهذا الشكل , فهو قد تخيل بأن الشمس سوف تخرج من مغربها على كافة سكان المعمورة , وهذا راجع بالأصل لأنه لم يكن لديه علم بكروية الأرض , وعلى الأرجح فإنه قد مات دون أن يعلم بكروية أرضنا ,,
إذاً هل سوف يميز الله بين عباده حتى في موعد قيام الساعة ؟؟ أترك الإجابة على هذا السؤال لمن يدّعون عدالة الله !!


كذبوا فقالوا :
أن المريخ قد تباطأت حركته , حتى توقف تماماً عن الدوران , ومن ثم صار يدور بالاتجاه المعاكس , وصار الشمس تخرج فيه من مغربها !!!
هذا الخبر تجدونه منتشراً كالنار بين الهشيم في المواقع الإسلامية , أو المواقع التي تكون فيها الكلمة العليا لشباب مراهق , لا يعوزه من الدنيا شيء إلا المعرفة , ومن خلال تتبعي لأصل هذا الخبر , ولأنني لست ضليعاًَ بالعلوم الفلكية , فقد وجدت أثناء بحثي عن هذا الموضوع , موقعاً فلكياً ( عربي ومسلم ) ينفي هذا الأمر , ويعطي التعريف العلمي الحقيقي له , وتجدونه في هذا الرابط , أتمنى منكم أن تقرؤوه .



أخوكم سهران

الأحد، 28 مارس 2010

عندما قرر الله أن يخلق الكون



إنها اللحظة الحاسمة التي قرر فيها الله أن يخلق فيها هذا الكون , ما رأيكم أعزائي أن نحاول تخيل هذه اللحظة والظروف التي أدت إليها , ونحاول أن نفهم إن كان الله حقاً هو من أوجد هذا الكون , فهناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها , وليس بمستطاعنا تجاهلها أو التنكر لها , وقبل أن أبدأ في الحديث فدعني أطمئنك عزيزي المؤمن , فلست بصدد دعوتك لكي تكفر بإلهك هذا الذي تؤمن به , وما عليك الآن إلا أن تأخذ نفساً عميقاً , ولا مانع أن تذهب وتحضر لنفسك كوباً من الشاي , فأنا بانتظارك , ودعنا نناقش هذا الأمر بالمنطق .
1- عندما قرر الله أن يخلق الكون لم يكن هناك زمن , يعني لا يوجد وقت , وبمجرد أن بدأ الخلق بدأ الوقت , إلى هنا فإنه ليس من حقنا أن نفرض على الله فترة معينة كي يخلق فيها هذا الكون , يوم أو اثنين أو ستة أيام , كل هذا لا يعنينا كثيراً , ولكن المهم في الموضوع هو أن اللحظة التي بدأ فيها الخلق بدأ معها الزمان , ولكن هذه اللحظة نفسها هي لحظة الصفر , ولا زمن قبلها , وهذا يعني بالضرورة أن تلك اللحظة التي بدأ فيها الخلق هي أيضاً لحظة أزلية , إذ لا وقت يسبقها , والوقت كله يأتي بعدها ,, حسناً أعزائي فها نحن نكتشف بداية بأن الله ليس هو وحده الأزلي في هذا الكون , أليس هذا هو المنطق ؟؟؟
2- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد أن يكون خالقاً , هل يعقل أعزائي أن يسمي الله نفسه خالقاً وهو لم يخلق شيئاً بعد ؟؟ بالطبع لا , وهذا أدى إلى أن يقوم الله بعملية الخلق كي يكون خالقاً , هنا أعزائي صار من الواجب علينا أن نميز بين الله قبل الخلق , والله بعد الخلق , فإله قبل الخلق لم يكن خالقاً , وهي الصفة العظمى التي يتباهى بها الله علينا , إذاً فقد كان الله محتاجاً لكي يقوم بالخلق , ومن بعدها يكون من حقه أن يسمي نفسه بالخالق , وبما أن هذه الصفة أتت بعد بدأ الخلق , فإن صفة الخلق ليست أزلية هي الأخرى , فلا يكفي أن يبدأ الله بالخلق كي يكون خالقاً , بل عليه أن يخلق ويبدع في خلقه , وبعدها نسميه خالقاً .
3- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد أن يكون إلهاً ومعبوداً , وهل يعقل بأن نقول بأن الله معبود وليس من أحد يعبده ؟؟إذاً فالله مدين لنا كثيراً بأننا سوف نعبده , ولو لم يخلقنا لما كان إلهاً ولا معبوداً , وبما أن هؤلاء الذين سوف يعبدونه خاضعين لحساب الزمان والمكان , فإن صفة الألوهية نفسها هي غير أزلية , وبالتالي أعزائي فصار لزاماً علينا أيضاً و أن نميز بين الله الغير معبود قبل الخلق , والله المعبود بعد الخلق ,, يبدو أن الله نفسه يتطور أيها الأخوة .
4- عندما قرر الله أن يخلق الكون فإنه خلق هذا الكون من العدم , ولاحظوا أحبتي أنها كانت المرة الأولى والأخيرة التي يخلق الله فيها شيئاً من عدم , فقد خلق الإنسان من طين والجن من نار وملائكته من نور , المهم أنه سوف يستخدم دائماً ما خلقه كمواد خام لكي يخلق شيئاً آخر , وعلى ما يبدو فإن الله قد وضع للكون سنة لم يستطع حتى هو نفسه أن يخرج عليها .
5- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد أن ينهي وحدته , وهنا نقف أمام احتمالين , فإما أن الكون قد أخذ حيزاً من الله , وبالتالي فقد نقص الله بخلقه لهذا الكون , وإما أن الكون والله كيانان منفصلان لا يتداخلان , حسناً أعزائي يبدو أن الله قد بنى بيتاً ولن يستطيع الدخول إليه , كم أشعر بالأسف حيال ذلك !!!
6- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد لنفسه الملك , فكان لابد له أن يخلق هذا الكون , وهذا معناه بأن الله مالك الملك لم يكن له ليستأثر بهذه الصفة لولا أنه خلق الكون ,,, أرى أعزائي أن حاجة الله إلينا تزيد .



أخوكم سهران

الثلاثاء، 23 مارس 2010

الله , وملابسه البالية



دخلت سوق البالة , حيث تباع الملابس القديمة , كنت احسب أني سوف أجد بائعاً أو اثنين بالأكثر , ولكن كانت المفاجأة أن وجدت العشرات , لا بل مئات , لا ,,,هم ألوف من الباعة يعرضون ملابس قديمة انتهت حاجة أصحابها إليها ,فصارت مبتغى الفقراء ممن لا يستطيعون شراء جديد الثياب , صرت أتجول بناظري بين أولئك الباعة تارة وأولئك الذين جاءوا يشترون تلك الملابس , فوجدت ما حيرني وجعلني اضطرب كثيراً , فقد وجدت الباعة يتفننون في وصف بضاعتهم وكأنها قد خرجت للتو من المصنع , بينما انهمك الفقراء بالإقبال على تلك الملابس البالية , عجبت لأناس يتقاتلون فيما بينهم للفوز بقميص قد تمزقت ياقته , أو بنطال قد تلفت إحدى قدميه , وبينما أنا سارح وتائه في تأمل هذا المنظر , وإذ بأحد الباعة يستوقفني طالباً مني أن أعاين بضاعته الرخيصة وأختار منها ما أشاء , فنظرت إلى ما عنده من الملابس فوجدتها جميعها قذرة منتنة , وقد تمزقت وأكل منها الدهر وشرب , فهممت بالابتعاد عنه إلا أنه استوقفني ودار بيني وبينه هذا الحوار .
البائع : لماذا تريد الانصراف ؟؟ ألم تعجبك بضاعتي ؟
سهران : طبعاً لم تعجبني بضاعتك , وكيف تعجبني وهي بهذا المنظر !!!
البائع : مهلا ً أيها السيد , أرجوك لا تذم بضاعتي فهي أفضل ما في السوق جميعاً , ولن تجد مثلها مهما بحثت .
سهران : يعني هل يعقل أيها الأخ الكريم أن لا أجد ضالتي من هذا السوق الممتلئ بالباعة إلا عندك أنت ؟؟
البائع : طبعاً ولا شك ’ وكل ما عليك هو أن تلقي نظرة بين بضاعتي وبضاعتهم , فهذا جاري البائع موسى جميع قمصانه بدون أزرار , وجاري الآخر صالح سوف يعطيك جوارب ممزقة , أما جارنا الآخر عيسى فسوف تجد لديه قمصاناً قد لعبت فيها أعقاب السجائر ورسمت عليها لوحات مقرفة , وجارنا هارون لديه ملابس داخلية لم تنظف من بعد جنابة ورائحتها تفوح منياً وشبقاً , فلا تتعب نفسك بينهم , واشتري مني أنا .
سهران : أممممممم , بصراحة كلامك عزيزي مقنع جداً , وأشهد الله بأنك قد دخلت قلبي لأنك وفرت عليّ عناء اكتشاف عيوب بضائعهم , ولكن هناك مشكلة واحدة بقيت أمامي , وهي بضاعتك أنت !!!
البائع : ( وهو يصرخ بصوت عالي ) لا لا لا لا أرجوك احترم نفسك يا هذا , ما الذي تقوله ؟؟ ألم تعجبك بضاعتي بعد أن وضحت لك عيوب بضائع الباعة الآخرين ؟؟
سهران : حسناً عزيزي دعني أشكرك على موضوعيتك الشديدة في ذكر عيوب الآخرين , ولكن ما كان ينقصك هو أن تنظر إلى بضاعتك التي أمامك فهي أشد قذارة من بضائع جيرانك , وقد قررت أن لا أشتري من أي واحد منكم , فلدي من المال ما يكفي لأشتري الجديد من الثياب , دون الحاجة لشراء بضاعتكم السيئة ,,
الباعة جميعا ً : همممممممممم هااااااااااااا
أطلق سهران قدمه للرياح ليهرب من السوق ولن يعود إليه بعد هذا أبداً .


حسناً أصدقائي لكم الآن أن تطمئنوا عليّ فقد نجوت من أولئك الباعة , وصرت في مأمن من شر مكرهم , وعدت الآن للحديث عن الأديان , ولا شيء آخر نتحدث عنه أكثر إيلاماً للنفس من الحديث عن الدين , فالباحث عن الله ودينه الصحيح, هو تماماً مثل هذا الذي دخل سوق الملابس القديمة , فقلة ما في اليد دفعته للبحث بين الباعة ممن يبيعوا البضاعة القديمة علّه يستطيع أن يجد فيها ضالته , والباحث عن الله هو من لم يعرف علة هذا الكون وماهيته , فقاده فقره الفكري إلى البحث عن الأفكار القديمة , والقوالب الجاهزة ليجد فيها ضالته ومبتغاه .
لا أعرف سبباً واحداً يجعل الواحد منا يتمسك بإسلامه أو مسيحيته أو يهوديته , فالأديان جميعاً هي أشبه بتلك الملابس الممزقة , وكل تاجر يحاول إظهار محاسن بضاعته عن طريق التشهير ببضائع الآخر .
المسيحي سوف يسخر من المسلم , بل وقد يقع على ظهره ضاحكاً من هذا المسلم الذي أنفق ما في جيبه كي يأتي من آخر العالم كي يطوف حول مجموعة من الأحجار , ليمسك بعدها مجموعة من الأحجار ويقذف بها حجراً آخر , ويذهب بعدها لتقبيل حجر آخر !!! فعلا أنه أمر مضحك , ولكن نسي صديقنا المسيحي أنه من حقي أن أسخر منه عندما يقدس صليباً هو ذاته الذي تعذب عليه إلهه !! أليس هذا مضحكاً ؟؟
المسلم سوف يطلق ضحكاته إلى أعالي السماء وهو يسمع أساطير الإغريق والإلهة التي تنجب آلهة أخرى , وفي الوقت نفسه يردني أن أحترم خرافات دينه ( النجوم التي تطارد الشياطين مثلاً ) .
المسيحي واليهودي لن يتركا مقاماً إلا ويذكرونا فيها بغزوات محمد و وإبادته لبني قريظة , وهي فعلاً جريمة بشعة يندى لها الجبين , ولكن هل نسي اليهود والمسيحيين أيضاً أن ربهم هو من أطلق يدي بني إسرائيل على أجدادي الكنعانيين قتلا وسبياً وتدميراً !!!!
ما ألاحظه عند المؤمنين عامة هو أنهم يكونوا منطقيين جداً عندما يناقشوا الأديان الأخرى , فعندما نقرأ كمسلمين السفر الأول من الكتاب المقدس لليهود والمسيحيين , سوف نسخر من الوصف التوراتي البدائي لنشأة الكون , وكيف أن الله استراح بعد أن أنهى مهمته (وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل.فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل ) سفر التكوين –الإصحاح 2 , لاشك بأن هذا القول هو مدعاة للسخرية بلا ريب , ولكن هاهو إله الإسلام يكمل المهمة (﴿ الرحمن على العرش استوى﴾[5 سورة طه] . ) , وطبعاً سوف ينبري كلاً من المسلم والمسيحي لمحاولة إيجاد المهرب اللغوي لهذه الغلطة المنطقية , وتحميل الكلام ما لا يحتمل .

قد يكون من المفيد أن ننظر للأديان من الخارج , فساكن البيت المهجور لن يرى أعشاش العنكبوت خارجه , ويلزمه الخروج من البيت كي يرى حقيقة بيته .
عندما نجد خرافة في أديان الآخرين فلا مكان حينها فلا للسخرية , وفي ذات الوقت نتعامى عن خرافات ديننا وهي بالجملة , وصدقاً فأنا لا أجد فرقاً بين هذا وذاك , فكلهم كاذبون دجالون , ولن أحترم إنساناً يحاول أن يقنعني بدينه عن طريق التشهير بأديان الآخرين ونسيان أخطاء دينه .
دعون اصرخ في وجوههم يا شيوخي وكهنتي وحاخاماتي لقد كفرت بكم جميعاً وما ندعون و كفرت بأديانكم ورسالاتكم وآلهتكم التي علمتكم ان تقتلوا الإنسان لأنه إنسان.


أخوكم سهران

السبت، 13 مارس 2010

أخي لا تخش عذاب القبر


تنتشر في مواقع الإنترنت و اليوتيوب صور وفيديوهات ومقالات كثيرة تتحدث عن عذاب القبر , وهو كما نعرف عقيدة يؤمن بها أغلب المسلمون , وتتمحور حول عذاب يناله الكفار أمثالي بمجرد نزولهم إلى القبر , حيث يأتيه ملكان ويقومان باستجوابه عن ربه ورسوله ودينه , وبعدها يبدأ العذاب الأليم الذي سوف يناله كل من قصر في أداء تعاليم دين محمد , وطبعاً فلن أشرح لكم عن ما يقولونه من أسباب لهذا العذاب أو طريقته كثيراً , فأصحابنا المدعوذين قد أتخموا الشبكة العنكبوتية بآلاف المقالات التي تتحدث عنه , وتحذر المسلم من مغبة التعرض له , ولكن سأحاول وإياكم اليوم أن نقوم بقراءة تشريحية مفصلة لهذه الخرافة الدينية , والتي بات رجال الدين يستخدمونها وبكثرة لترهيب المسلمين وإنكار ما يقوم به المسلمين من بدع لا يقبلها رب محمد مثل مشاهدة الأفلام أو الكليبات الغنائية أو حتى فتيات سترايك , فهذه الأمور كفيلة بإغضاب رب الرمال كي يسلط على عباده الأموات ثعابينه القرعان , وسياطه الحامية لتنهش في الأجساد المهترئة أصلاً .
بداية البحث عن هذه الخرافة سوف تكون بالطبع من خلال التوجه إلى القرآن للبحث عن هذه القصة , والمفاجأة أني لم أجد في القرآن أي ذكر لهذا الأمر ( على الأقل هذا ما توصلت إليه ) , وعند البحث عنها في كتب الحديث النبوي نجد بعض الأحاديث والتي هي عبارة عن أدعية لمحمد يتعوذ فيها من عذاب القبر , ولكن من الممكن أن يشحذ أحد الأخوة المؤمنين همته ليخرج علينا بدليل من القرآن , وطبعاً هذا يستلزم لي عنق الآيات حتى تتوافق مع هذه الخرافة المحمدية , وهنا دعونا نسلم جدلاً بأن عذاب القبر قد تم ذكره في القرآن , فإن هذا سوف يكون بداية للتشكيك في صحة القوى العقلية لرب الرمال الذي ينسى ما يقوله , ويضرب آياته بعضها ببعض .
إن الإيمان بعذاب القبر يستدعي وبشكل حتمي تكذيب آيات أخرى من القرآن , جاءت بمعاني مختلفة بل ومتناقضة كلية مع عذاب القبر , يقول محمد في قرآنه : وإذا القبور بعثرت * علمت نفس ما قدمت وأخرت ( الانفطار 4 ) , و عندما نتمعن في هذه الآية جيداً فهي تقول بأن النفس سوف تعلم مصيرها عند بعثرة القبور , وهو يوم القيامة , وهنا يكون من حقنا أن نتساءل : أي عذاب هذا الذي سوف يلقاه الإنسان في قبره , وأي مقعد في النار هذا الذي سوف يراه الكافر بقبره إن كان ربكم ( وبعظمة لسانه ) يقول بأن الإنسان سوف يعرف مصيره عندما تقوم القيامة ؟؟!! أممممم حسناً سوف يقول المؤمن بأن هذه الآية هي من الآيات المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله , ولكن عفواً عزيزي فهي ليست الآية الوحيدة في القرآن التي حسمت أمر العذاب بيوم القيامة , ففي سورة الزلزلة نجده يقول : يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم ( الزلزلة 6 ) , وفي سورة التكوير نجده يبدأ بذكر علامات الساعة يوم تقوم القيامة , فإذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا وإذا وإذا حتى ينتهي للقول : علمت نفس ما أحضرت ( التكوير 14 ) , ومن يقرأ القرآن فسوف يجده متخماً بالحديث عن العذاب الذي سوف يراه الإنسان فقط في يوم القيامة , ولو كان هناك عذاباً داخل القبر , وجاء الله ليخبر الإنسان بعمله , فما على الكافر حينها إلا أن يقول لله : عليك واحد , ما أنا عارف من زمان , قديمة ,,,,,,, .
إذن فإن التصديق بوجود هذا العذاب داخل القبر , سوف يجعلنا نسخر من الله , عندما يأتينا يوم القيامة ليخبرنا عن مصيرنا , فهاهم شيوخ الإسلام قد وعدونا بأن نعرف مصيرنا فوراً بمجرد إغلاق القبر علينا , ولعلي الآن أرى ابتسامة ساخرة على وجوهكم من هذا الخطأ الإلهي الشنيع !!! .


يقولون بأن العذاب هو للجسد والروح معاً !!!!
نعم أعزائي , لأنهم لم يجدوا إثباتاً واقعياً لتعذيب أجساد الموتى , فخرجوا علينا بكذبة أخرى , وهي أن الأرواح أيضاً سوف ينالها قسط من العذاب , وهنا وللوهلة الأولى فإن المؤمن سوف يظن بأنه قد خرج من المأزق , ولكن هيهات هيهات ,,, وطبعاً سوف تسألوني لماذا ؟؟
طبعاً كلنا سمع عن الإعجاز الذي يتباهى به المتدينون في الآية التي تقول : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء:56] , حيث يخرج علينا أحد المدعوذين ليعلنها وبكل فخر , بأن علماء الغرب الكافر قد أثبتوا بأن الجلد هو عضو الإحساس في الإنسان , وبالتالي فإن نضوج هذا اللحم على نار القدر الإلهي , سوف يفقدها حاسة اللمس , ويصبح الكافر مجرد شاهد عيان على العذاب الذي يحيق به , دون ان يشعر به , فاستلزم هذا أن يواظب الله على تبديل جلودهم , كي يضمن يقاءهم معذبين أبد الدهر ,وهنا دعوني أسمع منكم تصفيق شديد لهذا الاكتشاف الخطير الذي أخبرنا به نبي العرب , ولكن لحظة .......
إن كان وجود الجلد الحي هو ضرورة حتمية لا يستغني عنها الله لتعذيب الكفار , فدعوني أسألكم كيف سيعذب الله الأجساد الميتة الخالية من أي شعور أو إحساس ؟؟ بل وكيف سوف بعذب الروح والتي هي ليست بجهاز عصبي ولا تنفسي ولا ما يحزنون ؟؟؟
حسناً فيبدو أن الأخ المسلم سوف يدخل في متاهة أخرى , تدل على سذاجة إلهه , وحبه للبروباجندا , فلو كان الله قادراً على تعذيب الأجساد الميتة , لفقد البعث سحره وبريقه , بل وفقد غايته من الأصل , ومن ثم فدعوني أخرج عن الموضوع قليلاً لأسأل ما سبب حاجة الله لتبديل الجلود , وهو القادر على كل شيء ؟؟؟ أجيبوني يرحمكم الله .
إذن أعزائي فمحصلة القول بأن المسلم يؤمن بعذاب داخل القبر , لا هو مذكور في القرآن ويتناقض مع عدد كبير من آياته , ويقولوا بأن الجسد الميت سوف ينال العذاب , ورغم ذلك فإن ربهم بحاجة ماسة للجلد الحي كي يعذبنا بناره !!


هل يبقى أحد من المسلمين مؤمن بهذه العقيدة السيئة الإخراج ؟؟؟ ربما , عندما يحرر الإنسان عقليته من وهم الخرافة , يصبح بمقدوره أن يكون أميناً مع نفسه , وصريحاً مع ذاته كي يستطيع التمييز بين ما هو عقلاني وما هو غير معقول أصلاً .
على فكرة .... سؤال أخير قبل ما أنهي المقال : ماذا سيحدث لملائكة العذاب عندما ينبش الناس القبر ويرموا العظام ؟؟ سؤال غبي طبعاً , ولكن هو للتسلية , وليت المسلم بعد أن يحدد لنا ماهية العذاب وكيفيته , أن يقوم بحل هذا اللغز الغامض وله الشكر
تحياتي للعقلاء



أخوكم سهران

الثلاثاء، 2 مارس 2010

ونفخ في الصور





كنت أتصفح الشبكة العنكبوتية , وكالعادة وجدت نفسي قد دخلت أحد المواقع الدينية , وكانت تتكلم عن قوم صالح , ومخالفتهم لأمر الله عندما قتلوا الناقة المباركة , فبعث الله لهم الصرخة القوية المدوية التي قتلتهم جميعاً , (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [هود: 67]. ولم أجد في نفسي كثيراً من الدهشة من أن يكون صوتاً قوياً قد دمر بلداً بأكملها , واسألوا أي فلسطيني عن الأصوات وتعرفون قصدي جيداً , حيث جربنا كل أنواع الأصوات من الصواريخ والقذائف المدفعية , وقد يتسبب الصوت العالي في تشقق المباني , ولكن ولأني أحب دائماً التفكير في الأمور جيداً , فقد توقفت عند مسألة أخرى تناقض هذا القول في القرآن , حيث أن الله بصرخته المدوية يدمر بلداً ويقتل أهلها , بينما نجده يوم القيامة يأمر إسرافيل بالنفخ في البوق كي يستيقظ الناس من رقدتهم !!! (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) [الزمر: 68].
يعني لما مات الناس من قوة الصوت فهمناها , ولكن بنفس الوسيلة يوقظهم الله من موتهم , فهذه لم أستوعبها !!! لماذا ؟؟؟
لقد نسي محمد أن الله سوف يبعث الناس من موتهم , والبعث يعني إعادة خلق الجسد مرة أخرى , و لاحظوا أولاً أن النفخ في البوق سوف يكون على مرحلتين , في الأولى سوف يكون الصعق (إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) ويأتي بعدها البعث .
إذا فكما قضى الله على قوم صالح بالصرخة القوية , فسوف تقضي نفخة الصور على البشرية بأكملها يوم القيامة , إلى هنا لا تزال القصة معقولة بعض الشيء , ولكن تأتي الصرخة الثانية وتبعث الناس من جديد , ولا يستطيع أكبر فقيه مسلم تفسير كيفية استجابة الجسد الميت للصوت , والإجابة كما هي العادة بأنها من علم الله ,

وعند التفكير بالموضوع بعقلية علمية , فإن الله قد وافق الصواب عندما اتخذ من الصوت العالي وسيلة لقتل البشر , ولكن إن كان الله معجزاً في تصرفاته وقادر على إيقاظهم بذات الصوت , فقد خرج عن سنته , والسؤال هنا هل يحتاج الله إلى سنة الكون مرة ويخالفها مرة أخرى ؟؟؟؟
عندما تسأل أحد الإعجازيين عن صعقة الموت فسوف يمطرك بالبحوث والاكتشافات العلمية التي أثبتت قدرة الصوت على التدمير , ولكن بما أنهم وجدوا في العلم وسيلة يروجوا بها لمنتوجهم الديني , فالأجدر بهم أن يأتوا لنا بالتصور العلمي الذي من خلاله نفهم كيف سوف يستيقظ الناس من رقدتهم , أليس طلبي هذا عادلاً ؟!
حسناً دعوني أرجع بكم قليلاً إلى قصة صالح , وقبلها أريد أن أضرب لكم مثلاً بسيطاً , حيث في فترة الانتفاضة , لم تترك قوات الاحتلال منطقة إلا وقصفتها , وأذكر تماماً أني كنت اسمع صوت القصف في بلدة جباليا شمال غزة , وهي بعيدة عن بيتي تقريباً بمسافة خمسة كيلومترات , وهي طبعاً من تدبير البشر ,وكانت تلك الأصوات نتيجة قصف يدمر بيتاً بالأكثر مع بعض الأضرار في البيوت المجاورة , ولكن كم كان حجم الصوت الذي دمر قوم ثمود ؟؟؟
كي نستطيع تخيل ذلك الصوت الذي يدمر بلدة بأكملها فإن ذلك يقتضي صوتاً يصل مداه إلى أرجاء الأرض جميعاً , وليس ذلك فحسب , بل إن الضرر سوف لن يرحم المناطق المجاورة لها , وهنا طبعاً سوف يقفز الإعجازيون للقول بأن الله قد جعل ذلك الصوت خاصاً في مجال قوم ثمود ولم يتعداه , وبالتالي سوف نحصل على صوت غير كافي لمنع الدجاجة من أن تبيض , فما بالكم بتدمير بلد بأكملها .
عندما أفكر يوماً ما بقتل إنسان , فمن الطبيعي أن أحتاج لأداة ما كي أنفذ بها تلك الفعلة , ولكن ما حاجة الله لذلك الصوت الذي لن يسمعه أحد إلا قوم صالح !!! أليس الله بيده أرواح الناس ويستطيع قبضها بسهولة دون الحاجة لذلك الصوت ؟؟
يتفاعل الله مع قوانين المادة ويقتل الناس بها , ويخرج بعدها عن سنته في إحيائهم , ولاحظوا جيداً أننا لم نرى الأولى , وبالتأكيد فلن نرى الثانية , فأي حجة يقيمها الله علينا بأمور لم نراها , وإن كان عقاب الله لهم بتلك الطريقة هو للعظة , فلماذا لم يجعلنا نراها طالما هو مولع بإظهار قوته وإبراز عضلاته علينا !!!
حسناً دعوني أرجع مرة أخرى للبعث والنفخة العظيمة التي سوف تعيدهم إلى الحياة , فالخلط الدائم بين سنة الكون والإعجاز تلتحم دائماً لتخرج لنا معجزة يراد منا أن نصدقها , فلا أستطيع أن أفهم استخدام الله لأداة مادية لتكون جزءاً من معجزة , والله ليس بحاجة للمادة طالما أنه الخالق المبدع .
سلامي للعقلاء


أخوكم سهران

الخميس، 25 فبراير 2010

العقل زينة


وقف الأستاذ الملحد أمام تلاميذه وقال لهم , هل تروني ؟ قالوا له نعم نراك , قال لهم إذن فأنا موجود , ثم سألهم هل ترون السبورة ؟ فأجابوه : نعم , فقال لهم إذن فالسبورة موجودة !! ثم سألهم هل ترون الله ؟ فقالوا له : كلا نحن لا نرى الله , فقال لهم الأستاذ : إذن فالله غير موجود !!
هنا قام أحد التلامذة وسأل الطلاب هل ترون عقل الأستاذ ؟ فأجاب التلاميذ : كلا نحن لا نرى عقله , فقال التلميذ : إذن فعقل الأستاذ غير موجود , فبهت الذي كفر , وفرح المؤمنون بنصر الله لهم من خلال هذا التلميذ الصغير , ويستمر المتدينون بترويج هذه القصة الغبية , وفي أكثر من موقع , ويستشهدون بها على سطحية تفكيرهم ومحدوديته , إذ ليس هناك شيء في هذه الدنيا أسهل من أن تصنع لك عدواً , فسوف تقلم أظافره وتفرض عليه كل أسباب العجز حتى تنتصر عليه , وتقنع نفسك بأنك بديع زمانك , وهنا في هذه القصة يستوقفني أمر مهم و وهو تعريف العقل وماهيته , ومن أين يأتي تفكير الإنسان وأحاسيسه .
من منا لم يخفق قلبه يوماً لرؤية الحبيبة , أو فتاة جميلة على التلفاز , أو تسارعت نبضات قلبه من أمر مخيف أو شيء آلمه , لقد ظن الإنسان القديم بأن القلب هو من يتولى عملية التفكير استناداً لخفقات قلبه عند حدوث أمر معين , وهنا لم يكن بالإمكان أن يدرك الإنسان حقيقة حواسه في ظل عدم توافر العلوم , والتي قطعت بأن المخ هو مركز التفكير والإحساس في الجسم .
المهم في الموضوع هو الربط الخاطئ بين المخ كعضو في جسم الإنسان وبين العقل , إذ ليس بالإمكان ولا بأي شكل من الأشكال أن نعتبر وجود المخ وحده كافياً لأن نعتبر هذا الكائن الحي عاقلاً , فالقردة مثلاً وحتى البط العوّام لديهم مخ , ولكن هذا لم يكن وحده كافياً لأن يعقلوا , فالعقل لو أردنا أن نعطيه تعريفاً , فهو تفكير الإنسان وقدرته على السيطرة على هذا العالم , والذي ميزه عن باقي الكائنات الحية , وذلك سببه بالطبع ليس لأن الله قد استخلف الإنسان على الأرض كما تقول الميثولوجيا الدينية , بل لأن تاريخ الجنس البشري عبر ملايين السنين شهد مراحل عدة من التطور قادت إلى الجنس البشري الحالي .


ولكن حتى لا نكتفي بالقيام بدور الدفاع , فلعلي لا أكون متجنياً على المؤمنين عندما أجد أنهم يروجون لفكرة أن القلب هو الذي يفكر وليس العقل , وبالطبع فإن هذه الفكرة لم تأتي من فراغ , يقول محمد في قرآنه : وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (الأعراف 100 ) , وهنا فإن الواحد منا يحق له أن يتخيل ( خاصة لو كان مسلماً ) بأن الآية لا تعني بأن القلب هو الذي يفكر , بل إن كلمة قلوبهم تعني ما في داخلهم , ولو ارتضى المؤمنون هذا المعنى لرضينا نحن معهم أيضاً , ولكن يأبى دعاة الجهل إلا بالتمسك بحرفيات النصوص , ليزيدوا فينا الرغبة بنقدهم وتفنيد أكاذيبهم وخيالاتهم .
غير أننا عندما نبحث في القرآن أكثر وأكثر نجد أن القرآن في مواضع أخرى يكاد يقترب من الإقرار بالقول بأن القلب هو الذي يفقه . (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف: 179]. ولو تمعنّا في هذه الآية بالذات فإن الله قد حسم أمر الحواس عند الإنسان حيث :
1- قلوب لا يفقهون بها
2- أعين لا يبصرون بها
3- آذان لا يسمعون بها
إذن فكما العين تبصر والأذن تسمع , فالقلب أيضاً له مهمة وهي أن يفقه , ويا لعظم ورطتك يا محمد بهذا القول , ويا لغباء الإعجازيين عندما يصرون على التمسك بهذا القول , وطبعاً سوف تسألوني لماذا ؟؟؟؟
يروج المؤمنون لقصص تتحدث عن أناس غيّروا قلوبهم فتغير سلوكهم , ومنهم من كان مؤمناً بالله وشاءت الصدف أن يأخذ قلب آخر لملحد فأصبح من أخذ القلب هو أيضاً ملحداً , وهذه القصص تجدونها وبكثرة على الإنترنت , ويكفي أن تدخل إلى موقع Google وتكتب كلمة القلب يفكر وما أكثر ما سوف تجده من هذه المقالات , والتي يغلب عليها بالطبع طابع النسخ واللصق ( كعادتهم ) فتعالوا نناقش وبعقلانية تامة فكرة أو احتمال أن يكون القلب فعلاً له دور في التفكير .

أولاً : لن يختلف المؤمنون والملحدون على أن مهمة التفكير والإدراك سوف تكون من نصيب الجهاز العصبي , وعند المؤمنين فإنهم يصرون على أن الغرب الكافر قد أثبت بأن القلب يحتوي آلاف الخلايا العصبية , وبالتالي فإن القلب هو من يفكر , بينما نعرف نحن أن المخ هو الحاضن للإدراك والتفكير , فدور الخلية العصبية لا يقتصر فقط على مجرد التفكير , فلها مهام أخرى مثل الحركة والسمع والبصر والتذوق , وبالتالي فإن مجرد وجود خلايا عصبية في القلب ليس كافياً للزعم بأن القلب هو من سيتولى التفكير , فنحن نعرف بأن عضلة القلب سوف تبقى تنبض حتى آخر نفس في حياة الإنسان .وهذه الأعصاب سوف تتولى مهمة تحريك العضلة .
ثانياً : عندما يشعر أحدنا بالألم فإن هذا الشعور سوف يكون إما في يده أو رجله أو في عضو آخر , وهنا يجدر أن أنبهكم جيداً بأن الشعور بالألم ما هو إلا إشارة عصبية من المخ إلى العضو الذي أصابه الضير كي يتجنب سبب الإيلام , وليس لأن اليد هي نفسها التي حللت ذلك الشعور
يعني للتوضيح : فلنفرض أن يد رجل قد وقعت على إناء ساخن , عندها سوف تتولى المستقبلات العصبية نقل هذه الشارة إلى المخ , وسوف يقوم المخ بفك شيفرة هذه الشارة ليقوم بإرسال أمر لليد بالابتعاد عن الإناء الساخن , وفي هذه الحالة فإن الألم مصدره المخ , وما هو إلا وسيلة وقائية سخرتها الطبيعة لنا كي نحمي أنفسنا من غدر الظروف السيئة , وجربوا أن تسألوا رجلاً مشلولاً إن كان يشعر بالألم في رجله عند التعرض للنار , فالجواب سوف يكون ب لا وذلك عندما تكون الأعصاب مقطوعة تماماً .

ثالثاً : على فرض أن القلب هو المسئول عن التفكير والإدراك , فهنا يحق لنا التساؤل : وهل تتأثر حالة الإدراك بمشاكل القلب , وهنا سيقفز المؤمن ليجيب وبكل ثقة : نعم ولهذا فإن ضعف القلب مع الزمن سوف يؤدي للخرف عند العجائز , ولكن يبدو أن الأخ المسلم قد نسي بأن أمراض القلب تصيب حتى صغار السن , ولم أعرف يوماً بأن طفلا مصاباً بالقلب قد اشتكى من سوء الإدراك أو التفكير .
رابعاً : وكعادته فإن الله يتمسك بالصغيرة ويترك الكبيرة , فحتى المؤمنون يعترفون بالقدرة الكبيرة للمخ , وبأن القلب له وظائف بسيطة إذا ما قورن بالمخ , فهل كان الله على صواب عندما ذكر القلب بوظائفه البسيطة , ونسي المخ بوظائفه المتعددة ؟؟ تلك سقطة لن نغفرها له وحق العلم .
خامساً : كلنا نعرف بأن العلم قد وضح دور المخ في الإدراك والتفكير , وبأن هناك مناطق للتفكير في الدماغ , وكذلك فإن حواس الإنسان لها مناطق خاصة بها , فهل يتفضل أولئك الناسخون اللاصقون بشرح الميكانيكية التي يقوم بها القلب بالتفكير كما يزعمون , أم أنها مجرد تلفيق فقط ؟؟!!
سادساً : ليس هناك من إثبات علمي لفكرة تغير أمزجة أولئك الذين غيروا قلوبهم , فما بالكم بتفكيرهم وإدراكهم , فأين ذهب دور القلب في التفكير إذاً ؟؟؟؟
سابعاً : نعرف أن الضربة على الرأس قد تسبب للإنسان فقداً للذاكرة , بل أن هناك حالات الموت السريري حيث يبقى القلب ينبض ويكون المخ معطلاً , فأين ذهب دور القلب في التفكير ؟؟؟ أترك إجابة هذا السؤال للعقلاء


أخوكم سهران

الأحد، 7 فبراير 2010

مع السماء مرة أخرى




كنت في
موضوع سابق , قد تناولت ما يسميه المؤمنون بالسماء , ووضحت لكم حينها , كم هي مسألة مشينة أن يبقى المسلم معتقدا بوجود تلك السماء التي ليس لها من وجود إلا في أساطيرهم التي عفا عليها الزمن وشرب .
ما يدعوني للكتابة مجددا في هذا الموضوع , هو أني وبكل بساطة , أريد أن أقدم لكم أدلة أخرى على بطلان هذا الادعاء ونسفه من جذوره, وغالباً فقد صار المؤمنون يلجئون لتزييف معاني الكلمات , وإضافة البهارات الإعجازية , حتى يقنعوا أنفسهم بوجود هذه السماء , ومقالي اليوم هو فقط تعليق على آية موجودة في القرآن , وتستحق الدراسة جيداً .
يقول محمد في قرآنه :
أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا ومالها من فروج ( ق الآية 6 )
حسنا أعزائي , دعوني اقول لكم الآن بأن هذا الأسد الموجود أسفل الصفحة هو دليل على صدق كلامي , طبعاً سوف تسألوني عن أي أسد تتكلم يا محترم ؟؟؟ وأرجع وأقول لكم انظروا إليه جيداً , فهو دليل على صدقي فيما أقول ,طبعاً سوف تبحثوا في المدونة كلها ولن تجدوا أسداً ولا خرتيت , والنتيجة هي أنكم سوف تحكمون عليّ فإما أنا كاذب وإما مجنون , فكيف أقيم عليكم الحجة بأن أدعوكم للنظر إلى شيء غير موجود أصلاً .
حسناً أعزائي لا ترهقوا أنفسكم بالبحث فلن تجدوا هذا الأسد , ولكن دعونا نرجع إلى الآية السابقة , ولعل أغلبكم ( العقلاء طبعاً ) سوف يفهموا قصدي حتى من قبل أن أبدأ بالشرح , ولكن هناك من يجب أن نقيم عليهم الحجة , فدعونا ننظر ونحكم .
فعندما يقول لنا الله ( انظروا ) فالمفروض أن يطلب منا النظر لشيء نستطيع رؤيته , هل أنا مخطئ أعزائي ؟؟؟؟
إذا فعندما يقول الله لنا ( انظروا ) فهذا يعني أن سماؤه موجودة في إطار نظري ورؤيتي , ونجد آية أخرى تؤكد هذا المعنى : وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (الحجر الآية 15) .
إذا فلن يجدي المؤمنون نفعاً أن يدعوا بأن السماء هي من علم الغيب , وإلا فإن هذا يعني وبكل بساطة إما أن ربهم قد كذب عليهم , أو أنه جاهل ولا يعرف شيئاً .
فمحمد نظر فوقه في الصباح فوجد سماءً زرقاء , وبالكاد يرى الشمس فيها ,ويرى القمر فيها في بضعة أيام من الشهر , ونظر لها ليلاً فرآها ممتلئة بالنجوم فظن أنها هي نفس ما رآه صباحاً , ولعل غياب ضوء الشمس قد حجب عنه زرقتها , ولم يعلم محمد بأن ما يراه في الليل هو أبعد بكثير , وكثيرٍ جداً عما يراه في النهار , فما يراه بالنهار ليس إلا طبقات الغلاف الجوي , وكلكم تعرفون عن انعكاس الضوء وكيف نراها زرقاء , وهي بالكاد لا تبعد عنا 64400 كم ,أما ما يراه بالليل فهو بعيد عنا بملايين السنين الضوئية , فأي سماء تلك التي يدعونا محمد كي نراها ؟؟؟؟

ولعل ما يفضح ذلك الادعاء أكثر , هو زعم محمد بأن السماء ينزل منها المطر , وبالتالي فإن سماء محمد لا تتعدى غلافنا الجوي , بل ويوجد من طبقات الغلاف الجوي ما يعلو السحاب بكثير , ولو بحثتم عن كلمة
السماء في القرآن , فسوف تجدوا وفي أكثر من موضع تأكيداً لتلك الخرافة .
النقطة الأخرى والتي غالباً ما يتجاهلها المؤمنون , هو أننا كي نرى تلك السماء البعيدة عنا فذلك يقتضي طبعاً أن تكون تلك السماء ذات ضوء قوي ومشع , فبدون ذلك لن نستطيع أن نرى السماء , ولعل أبسط مثال على ذلك هو القمر , فالقمر هو أقرب الأجرام السماوية لنا قاطبة , وبالكاد نستطيع رؤيته كاملا مرة واحدة بالشهر , وهذا طبعا سببه الضوء المنعكس منه , والذي بدونه لن نستطيع أن نرى القمر , وهو كما قلت لكم الأقرب لنا من بقية الأجرام ,وسماء رب محمد لن تكون بحاجة للإشعاع , وإلا لما احتاج لتعليق الفوانيس عليها, فهل كان الله يجهل القوانين الفيزيائية أيضاً ؟؟؟

تحياتي للعقلاء


أخوكم سهران

الخميس، 4 فبراير 2010

أسماء الله تنفي وجوده


عند مطالعتنا لكتاب القرآن , فإن الواحد منا يلفت انتباهه وبشدة كثرة الحديث عن الله , بأسماء وصفات كثيرة ومتعددة , وتكاد تكون شاملة لكل الصفات التي قد تكون موجودة لدى البشر , بل وحتى الحيوانات ( السمع والبصر مثلاً ), ولو تفكرنا قليلا في معاني ودلالات تلك الأسماء , فسوف نكتشف أن الله قد ارتكب غلطة حياته وورط نفسه عندما ألصق بنفسه تلك الصفات .
السؤال المتوقع منكم هو لماذا أيها المتفلسف ؟؟؟؟ نعم كلامكم صحيح , وسؤالكم مشروع , ولن أجحد حقكم في السؤال والاستفسار , ولكن حتى أوضح لكم وجهة نظري , فقبل البدء بالحديث عن صفات الله , فدعوني أسوق لكم المثال الآتي , كمقدمة للموضوع و به نستطيع أن نشرح الموضوع بصفة أفضل , حيث أنه لابد أولا من توضيح بعض المفاهيم الأساسية لمناقشة هذه القضية الهامة .
لنفرض أني سألتكم هذا السؤال : من يبيض أكثر ,,, الدجاجة أم القطة ؟؟!!!
أما الأحمق فسوف يسارع بالإجابة بأن الدجاجة هي التي تبيض أكثر , وأما العاقل الذي يحترم نفسه فسوف يرفض السؤال من الأصل , لماذا يا ترى ؟؟!!
الجواب وبكل بساطة هي أن السؤال غير منطقي , إذ أننا عندما طرحنا هذا السؤال , فالمقارنة بين الدجاجة والقطة , ومن يبيض أكثر سوف تكون متجاهلة لحقيقة أن القطة لا تبيض أصلا , وبالتالي فإن المقارنة الكمية مرفوضة , لأنه لا يوجد تشابه كيفي أصلاً .
أما لو سألنا من يبيض أكثر الدجاجة أم الحمامة , فالسؤال مشروع , فالدجاجة والحمامة يتفقان كيفياً في أنهما تبيضان , أم مقدار ما تبيضه كل واحدة منهم فهي ما نسميه بالمقارنة الكمية.
من خلال المثال السابق نستنتج أنه من أجل إجراء مقارنة كمية ( من يبيض أكثر ) , فإنه لابد من وجود تشابه كيفي بينهما ( الإثنان يبيضان ) , وبالتالي فإنه لا يجوز المقارنة كميا بين اثنين مختلفان كيفيا .
إذن فالتشابه الكيفي , هو تشابه في وجود ذات الصفة بين اثنين على الأقل أو أكثر .
أما التشابه الكمي , فهو التشابه في مقدار وجود هذه الصفة للطرفين ذاتهم , أو أكثر من طرف .
يعني الدجاجة والحمامة متشابهتان كيفاً في أنهما تبيضان , أما القطة فهي تختلف عنهما كيفاً بأنها تلد ولا تبيض , وبالتالي فإن سؤال من تبيض أكثر , يصح وجوده عند المقارنة بين الدجاجة والحمامة , ولا يصح أبدا أن يوجد هذا السؤال في وجود القطة ,,,, هل وضحت الرؤية أعزائي ؟؟
دعونا نذهب لمثال آخر :
ونرجع إلى الدجاجة مرة أخرى , ونعتذر لدجاجتنا العزيزة على الإزعاج , ولكن لماذا هي دجاجة ؟؟؟ لماذا هذا الاسم بالذات ؟؟؟ وهل له معنى ؟؟

من داخل جنس الدجاج , هناك اسم آخر وهو الديك ,, هذا الديك هو العضو المذكر لهذا الجنس من الطيور , وسميناه ديكاً لأنه ليس دجاجة , أي أن الديك هو الصفة المضادة للدجاجة , وبالتالي فإنه لولا وجود الدجاجة , لما كان للديك صفة أصلاً .
إذن فالصفة التي يحملها الديك جاءت كونه مختلفاً عن الدجاجة , رغم أنهم من نفس الجنس .
حسنا .... لم يتضح قصدي بعد , إذن فلنترك دجاجتنا في حالها , ولنضرب مثالاً بإنسان قد فقد بصره , سوف نقول عنه أعمى , لماذا يا ترى ؟؟؟ لأنه ليس مبصراً , هكذا وبكل بساطة , لأنه لو لم يكن أعمى لكان مبصراً , وإن اختلفت درجة إبصاره لو كان مبصراً , فيبقى ذلك اختلافاً كميا , مع بقاء الأصل الكيفي موجوداً .
نترك الآن الأمثلة المملة , ونعود إلى صاحب القداسة والجلالة إلهنا العظيم الذي هو لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ , ونأتي الآن لننظر في صفات الله , وسوف أكتفي بصفة واحدة , وأترك لعقولكم النيرة أن تتفكروا في بقية الصفات قياساً على ما سوف نضربه من مثل بعد قليل.
البصير : هل سألتم أنفسكم قبل اليوم عن صفة الإبصار لله , وكيف هو إبصار الله ؟؟؟
ما هو البصر أولاً ؟؟
الرؤية أو البصر هي قدرة الدماغ والعين على كشف الموجة الكهرومغناطيسية للضوء لتفسير صورة الأفق المنظور.العين ترى الموجودات لتميز الألوان والأشكال وتكشف النور عن الظلام، لذا عندما يمر الضوء من عدسة العين يؤدي ذلك إلى انعكاس الصور المنظورة على شبكية العين التي تقوم بدورها بنقل الصورة للدماغ القادر على إدراكها. حاسة البصر هي المعيار بين القدرة على الرؤية والعمى ( نقلاً عن الويكبيديا )
إذن فالبصر هي خاصية تعتمد على وجود عدة عوامل :
1- الضوء , وقد خلقه الله كما يظن المؤمنون
2- العين , وهي التي سوف تستقبل هذا الضوء بطبيعة الحال
3- المخ , وهو الذي سوف يترجم الإشارات العصبية الآتية من العين , فيكون الإبصار

إذا أعزائي فالبصر هو خاصية تعتمد على عدة أمور , وهي جميعها قد خلقها الله كما يزعم المؤمنون , وبالتالي فقد خضع الله نفسه للسنة التي فرضها على خلقه , وهذا سوف يطرح سؤالاً قد يبدو ساذجاً من وجهة نظر المؤمنين , ولكني أعتبره سؤالاً مشروعاً , فإن كان بصر الله يعتمد على المادة , فهل كان الله أعمى قبل أن يخلق هذه المواد اللازمة للإبصار ؟؟؟ أم أن هذه المواد هي أزلية من أزلية الله , وبالتالي لم يعد الله وحده أزلياً .
حسناًًً ,,,, ربما كلامنا لم يعجب المؤمنين , ولكن بالعودة لمثالنا السابق عن الدجاجة والحمامة ومن تبيض أكثر , فلماذا سمى الله نفسه بصيراً , والإنسان أيضا يبصر , إذن فصفة الله كونه بصيراً , هي مقارنة كمية بين بصر الله وبصر عبده , ومن ثم فهذا يتطلب وجود تشابه كيفي أولا , إذ لا يعقل المقارنة بين بصر الله , وبصر عبده لولا التشابه الكيفي بينهما أولاً , مما استدعى أن يلجأ الله للمقارنة الكمية بينه وبين عبده , ليثبت له بأنه متفوق عليه .
أيضاً فإن صفة الإبصار لله , هي لتنزيهه عن الصفة المعاكسة وهي العمى , وبالتالي فإن الله قد وضع نفسه في ناحية معاكسة لأخينا الذي فقد بصره , أي أن الله لأنه ليس أعمى فهو إذن بصير , وكون الله قد رضي لنفسه أن يضع نفسه في مكان الصفة التي لها ما يضادها , فهو خاضع أيضاً لحسابات المادة , والحواس التي يتنعم بها الكائن الحي , فلو كنت أنا أعمى فتلك صفة تميزني عن أمثالي من البشر ممن لم يحرموا صفة الإبصار , وهذا يتطلب أولا أن يكون هناك تشابهاً كيفيا في حمل تلك الصفة , وهي الإبصار , فأما من تمتع بهذه الصفة فهو مبصر , ومن خسرها فهو أعمى .
حسناً أعزائي , هناك من المسلمين من سوف يلجأ لقول المعتزلة بتنزيه الإله عن الصفات البشرية , وبالتالي سوف نعتبر أن أسماء الله , هي فقط أسماء , وليست صفات , أي أنهم سوف ينفون عن إلههم صفات البشر , وهذه أيضاً سقطة كبيرة بحقهم , فعندما نقول عن إنسان بأنه شرير , فذلك لننفي عنه أن يكون طيباً , وعندما نقول عن إنسان بأنه غني , فذلك بالضرورة لعلمنا بأنه فقير .
إذا فنفي الصفة عن شيء يستدعي أن نأتي بصفة أخرى مضادة له , فإن لم يكن الله سامعا مبصرا وقادرا , فهم مطالبون وبإلحاح بأن يأتوا بالشيء المضاد لما نفوه , فعندما نقول عن إنسان بأنه غبي , فهذا يتطلب منا أن نقول عنه بأنه ذكي , أما أن ننفي عنه صفتي الذكاء والغباء , فقد أصبح غير موجود .

ألم أقل لكم بأن الله قد ورط نفسه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أخوكم سهران

الثلاثاء، 19 يناير 2010

رمسيس ..... أيها الفرعون الشهيد


يتناقل المسلمون , أو بالأحرى أولئك المدعوذون الجدد , عبر المواقع الإلكترونية , قصة إسلام الطبيب الفرنسي موريس بوكاي ( 1920- 1998) , وذلك من خلال اكتشافه لما يقولون بأنه سر موت الفرعون المصري رمسيس الثاني , وتبدأ القصة بأن فرنسا قد طلبت من مصر في أواخر الثمانينات ,استضافة مومياء رمسيس الثاني , وذلك من أجل إجراء الفحوصات عليه , وترميمه , وتمضي القصة باتجاه اكتشاف ذلك الطبيب الفرنسي بأن هذا الفرعون قد مات غرقاً , وحين يأتي هذا الطبيب لإعلان اكتشافه هذا , وإذ بأحد زملائه يهمس في أذنه لا تتعجل مسيو موريس ..... فإن المسلمين يعرفون بالفعل (( غرق هذه المومياء )) !!!!!!... فقرآنهم منذ 14 قرنا يخبرهم بذلك . فالقرآن يقول : (فاليوم ننجيك ببدنك ... لتكون لمن خلفك آية ) سورة يو نس 92 , ليتوصل بعدها بوكاي إلى أن الفرعون الذي أمامه , هو نفسه الفرعون الذي طارد موسى في قصة الخروج .
قبل أن أبدأ بتفنيد ذلك الادعاء , فاسمحوا لي أن أعرفكم بشخصيات مقالنا اليوم .وطبعاً فقد استعنت بموقع الويكبيديا لتعريفكم بشخصياتنا .
رمسيس الثاني : هو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر، وكان والده الملك سيتي الأول. و ُلد رمسيس الثاني عام 1303 قبل الميلاد و حكم مصر لمدة 67 سنة من 1279 ق.م. حتى 1213 ق.م . صعد إلى الحكم وهو في أوائل العشرينات من العمر. ظُن من قبل أنه عاش حتى أصبح عمره 99 عاماً، إلا أنه على الأغلب توفي في أوائل تسعيناته. الكتاب الإغريق القدامى (مثل هيرودوت) نسبوا إنجازاته إلى الملك شبه الأسطوري سيزوستريس.



مرنبتاح : هو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر وهو ابن الملك رمسيس الثاني من زوجته الثانية إيزيس نوفرت وترتيبه الرابع عشر بين أبناء رمسيس إذ كل إخوته الأكبر منه قد ماتوا في حياة والدهم. وقد استمرت مدة حكم مرنبتاح حوالي عشر سنوات من عام 1213 ق.م إلى عام 1203 ق.م



موريس بوكاي : طبيب فرنسي نشأ في الكاثوليكية، وكان الطبيب الشخصي للملك فيصل آل سعود ومع عمله في المملكة العربية السعودية وبعد دراسة للكتب المقدسة عند اليهود والمسلمين ومقارنة قصة فرعون، أسلم وألف كتاب الإنجيل والقرآن والعلم الحديث الذي ترجم لسبع عشرة لغة تقريبا منها العربية.



والآن نبدأ قصتنا بلفت انتباهكم بأن قصة موريس بوكاي ومومياء رمسيس تجدونها منتشرة وبشكل كبير عبر صفحات الإنترنت , وعندما بحثت في الشبكة العنكبوتية حول هذا الموضوع , هالني كثرة المقالات التي تتحدث في هذا الأمر , وانظروا لهذا الرابط أو هذا أو هذا أو هذا أو هذا أو هذا, ويكفي أن تقرؤوا مقالاً واحدا منهم , فبقية المقالات هي ليست أكثر من عملية قص ولصق من مدعوذ إلى مدعوذ آخر , وكل واحد منهم يعتقد بأنه قد نال الأجر والثواب لنسخ هذا الموضوع , ولكن ما أثار حزني وأسفي هو أن أولئك المدعوذون جميعا لم يكلفوا أنفسهم عناء التفكير فيما كتبوا أو بالأحرى ما نسخوه , ولن نطلب منهم بالطبع أن يرجعوا للمراجع المختصة بهذا الموضوع فلا أظنهم فاعلون , وجميع أولئك المدعوذون لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة كتاب القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم , لمؤلفه موريس بوكاي, وتستطيعوا تحميله من هذا الرابط , وليتكم تفعلون , ودعونا نقارن بين ما ذكره بوكاي في كتابه , مع ما يروجه المضللون . وأنصحكم بشدة بعد أن تقوموا بتنزيل الكتاب , بأن تقرؤوا من الصفحات 265 لغاية صفحة 276 , ودعونا نفند بالترتيب بين ما ذكره المدعوذون الصغار هواة النسخ واللصق , وما قاله موريس بوكاي .



1- يقول المدعوذون بأن فرنسا قد طلبت من مصر تسليمها مومياء الفرعون في أواخر الثمانينات , وأن ذلك قد تم وسط احتفالات مهيبة , لا يحظى بها إلا الزعماء , بينما بوكاي نفسه يقول في صفحة 274و275 بأنه قد سمحت له السلطات المصرية بدراسة المومياء في يونيو 1975 , إذا فأول القصيدة كفر , ولم يعرف مدعوذونا الصغار حتى أن يضبطوا روزنامة دجلهم وكذبهم .والقصة لم يكن فيها لا احتفال ولا تشريف كما يدعون , وإن كان ذلك قد حدث , فهو غير مرتبط إطلاقاً بموريس بوكاي وما قاله .



2- يدعي المدعوذون بأن رمسيس الثاني هو من طارد موسى , وينسبون ذاك الخبر إلى بوكاي , ومرة أخرى نرجع للمصدر لنجد أن بوكاي في صفحة 267 يؤكد بأن رمسيس هو الفرعون الذي اضطهد بني إسرائيل , أما فرعون الخروج فهو خليفته مرنبتاح , أو منبتاح .أي أن المومياء المتهمة والتي تدور حولها القصة كلها ليست هي جثة فرعون موسى , وهذه النقطة لوحدها كافية لنقض ادعائهم المشبوه , ولكن أحبائي دعونا نكمل دراسة الأخطاء الشنيعة التي لم ينتبه إليها أبطال النسخ واللصق .

3- المومياء التي قام بوكاي بدراستها هي مومياء الفرعون مرنبتاح , وليست مومياء رمسيس الثاني , وهو نفسه يقر بذلك في صفحة 273 – 274 , وفي هامش الصفحة 276 يقول بوكاي بأن مومياء رمسيس الثاني قد خضعت أيضا للدراسة , إلا أنه لم يذكر علاقته بحادثة العبور لا من قريب ولا من بعيد , وهنا أيضاً يكون لدينا سبب كافي لنقض قصتهم الهزيلة من جذورها , ولكن طولوا بالكم علينا , وخلونا نفند بقية القصة الهزيلة .

4- طبعاً وبما أن الغاية من الموضوع هي إثبات صدق قرآنهم عندما قال : (فاليوم ننجيك ببدنك ... لتكون لمن خلفك آية ) , فنظرة إلى كتاب موريس بوكاي نجده في صفحة 275 يتأسف على الوضع الذي آلت إليه مومياء الفرعون المقصود , فهو يعترف بأن المومياء ما كان لها أن تبقى بتلك الجودة لولا الظروف التي أحاطت بها طيلة آلاف السنين , وتفتقدها اليوم , فالمومياء المذكورة عانت وخلال السنوات الماضية , من تلف كبير داخلها , وهنا يحق لنا أن نسأل أولئك الجهلة : لو كان ربكم قد ترك جثة الفرعون آية لمن بعده , فلماذا أخفاها في مقابر الفراعنة لآلاف السنين , وكيف يكون آية علينا لو لم يكتشفه العلماء ؟؟؟؟

ومن ثم نتساءل : ولماذا لا يحفظ ربكم تلك الجثة الآن من عوامل التحلل التي تهدد باندثار ذلك المعلم التاريخي , فهل يتفضل ربكم بالحفاظ عليها , وإنقاذ هذا الرمز التاريخي المهم , ونكون له من الشاكرين !!!!!
وبالتالي فإن بوكاي قد ناقض مقولة القرآن بأن جثة فرعون سوف تحفظ لتكون آية , فهاهي تتعرض لعوامل التلف, وسوف يكون مصيرها الاندثار , فأين هو وعد ربكم !!!!
والآن وبعد أن انتهيت من المقارنة بين أقاويل الإعجازيين , وبين ما قاله بوكاي في كتابه , فأنتم الآن بالتأكيد قد صرتم واثقين تماماً من كذب ذلك الادعاء , والأسلوب اللاأخلاقي في تدليس المواضيع , وتزييفها , وليس مطلوباً منك عزيزي إلا أن تكون مؤمناً بالله ورسوله حتى تصدق تلك الأكاذيب , والتي لا يقبلها العقل السليم .



ولكن ما الذي قاله بوكاي نفسه عن هذا الموضوع ؟؟؟
في صفحة 275 من كتابه يقول بوكاي باحتمالية أن يكون الفرعون قد مات غريقاً , أو بسبب رضوض أصابته , أو للسببين معاً , وبالتالي فإن بوكاي لم يحسم شكوكه قط بهذا الموضوع , وربط ملاحظاته الأولية مع معتقده الإيماني ليس إلا , فكيف يقول الإعجازيين بأن بوكاي قد أكد موت ذلك الفرعون غرقاً !!!


وبعيداً عن بوكاي وإخوانه الإعجازيين , فقد شددت الرحال إلى أحد المواقع التي تدعي العلم واسمه ملتقى الفيزيائيين العرب , ووجدت عندهم موضوع مشابه إلى حد ما , مع الموضوع المتناول في الصفحات الإعجازية , ولكنهم هذه المرة قد زادونا بنفحاتهم العلمية , وتكلموا عن نقطة أخرى , يحسبونها إعجازا , وهي في الواقع دليل آخر على جهلهم حتى بقرآنهم , وما يقوله ربهم , حيث يتحدث عبقري الإعجاز عن أن مومياء رمسيس الثاني بعد رفع الأربطة عنها , قد قفزت يده اليسرى إلى صدره , ويبرر ذلك بأن الفرعون لحظة أن اندفعت المياه نحوه قام برفع درعه ليتقي الماء , فبقيت يداه على تلك الوضعية , ولم يتعدى قوله ذلك فحسب , بل برر ذلك بأن هذا لا يحصل في حالات الوفاة العادية , بل يحدث عندما ينتحر الإنسان , أو عندما يموت غرقاً , وللأسف فإن هذا المدعوذ قد خانه تفكيره , إذ أن التشنج عموماً يحدث لكل الأموات , ولكن عندما يموت الإنسان بطريقة سريعة فإنه يبقى على الوضعية التي كان عليها لحظة موته , وهذا يتجلى بشكل كبير في حالات الانتحار , إذ من يطلق النار على رأسه تبقى يده ممسكة بالسلاح القاتل , وموجهة لرأسه , وهنا وبالعودة إلى فرعوننا المسكين , فإن موته وبشهادة القرآن لم تكن سريعة , إذ بعد أن تلاطمته الأمواج صار يستصرخ موسى , ويعلن أنه قد آمن بربه , فقولوا لي بحق العقل , كيف يعقل لرجل تتقاذفه الأمواج أن يبقى ممسكاً بدرعه , وكان جديراً به حينها أن يفعل مثل ذلك المسكين في الصورة بالأسفل , وكأني بفرعون لحظة غرقه يقول : لقد عشت جنتلمان , وسأموت جنتلمان .


مسكين أنت أيها الفرعون , فأولئك الذين بنوا الحضارات الكبيرة والعظيمة في السابق أصبحوا اليوم موضعا للسب والتجريح من أحفادهم البلداء ممن تخلوا عن عقولهم ,وانقادوا وراء حفنة من الأغبياء
أرجوكم اتركوا الفرعون يرقد في متحفه بسلام , ولا تشوهوا هذا المعلم الأثري , من أجل إثبات خيالاتكم المريضة , والتي ليس لها من دليل علمي واحد.


أخوكم سهران




الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

يسألونا من الخالق , ونسألهم أين المخلوق


في نقاشاتنا مع المؤمنين , هناك دائماً محاولة لإنهاء الحوار منهم بسؤال يبدو للوهلة الأولى منطقياً , وهو إن كنتم لا تؤمنون بوجود الله فمن خلقكم ؟؟؟ إذ المخلوق لابد له من خالق , والموجود لابد له من موجد , ولكن حتى يكون السؤال منطقياً فيجب عليهم أولاً أن يجيبونا على سؤالنا وهو : أين هذا المخلوق الذي خلقه إلهكم ؟؟؟وحتى نضع النقاط على الحروف , فإنه لابد لنا أولاً أن نذكركم بأن مفهوم الخلق قد جاءنا من خلال الأديان , وبالتالي فإننا حتى نفهم هذا المصطلح فلن نعود إلا لكتب الدين , وشروحه التي تصف الخلق :
يقول محمد في قرآنه :
( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )يس 82
وفي المنتخب : إنما شأنه فى الخلق إذا أراد إيجاد شىء أن يقول له: كن، فيكون فى الحال وكما يقول بعض العلماء: إن أمره سبحانه بين الكاف والنون
وفي تفسير الطبري : قَالَ : هَذَا مَثَل إِنَّمَا أَمْرُه إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون , قَالَ : لَيْسَ مِنْ كَلَام الْعَرَب شَيْء هُوَ أَخَفّ مِنْ ذَلِكَ , وَلَا أَهْوَن , فَأَمْر اللَّه كَذَلِكَ
وهنا يجب أن نلفت بأن الخلق سوف يسبقه الإرادة الإلهية , وهي كما قال علماء الإسلام بين الكاف والنون , وكن هي من الكلمات الصغرى في العربية , وإرادة الله أخف منها , كما يقول شيوخهم ,وعندما يريد إلههم شيئا فإنه يكون في التو والحال .
ويقول ابن كثير :أَيْ إِنَّمَا يَأْمُر بِالشَّيْءِ أَمْرًا وَاحِدًا لَا يَحْتَاج إِلَى تَكْرَار وَتَأْكِيد
أي أن أمر الله بالخلق سوف يكون واحدا , ولمرة واحدة فقط , ولن يحتاج الله لإعادة أمره قط
, ولكن هل كانت هذه الإرادة الإلهية بمثل ما ادعوه ؟؟؟
يقول محمد في قرآنه : {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} (59) سورة الفرقان
وهنا يحق لنا أن نسأل وبمنطقية شديدة : أين ذهبت هذه الإرادة التي هي كن فيكون ؟؟؟ وهل خلق الكون في ستة أيام هو بين الكاف والنون يا مسلمين ؟؟؟
وطبعا لست بحاجة للتذكير بتناقض هذه الآية مع ما أثبتته العلوم من أن تشكل هذا الكون قد بدأ من 13 مليار سنة ولا يزال الكون يتمدد , فإن كان الله بإرادته الموجودة بين الكاف والنون هو من خلق هذا الكون , فما بال هذا الكون يتمدد إلى يومنا هذا , وهل أفلت زمام الأمر من إلههم ؟؟؟
هل ما نراه يوميا من أناس تولد وآخرون يموتون هو تلك الإرادة الواحدة التي لن تتكرر ؟؟؟ وإن كان الله قد خلق الكون كله بين كافه ونونه فلماذا لم ينشئ الكون كله مرة واحدة ؟؟؟
لا تنتظروا من المؤمن جوابا منطقياً , وانتظروا التلاعب اللفظي بالكلمات , وليذهب المنطق والعلوم إلى الجحيم .
وفي
صحيح البخاري / كتاب الطب ,حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شُعبة، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال: (اسقه عسلاً). فسقاه فقال: إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال: (صدق الله وكذب بطن أخيك). تابعه النضر، عن شُعبة.

هكذا يعلم محمد أتباعه كيف يتملصون من الإجابة , فالله صادق مهما تبين لنا من تناقضه مع الواقع , فلست أخي المسلم مطالباً بتصديق نظريات التطور , ولا علوم الفيزياء والفضاء , ولكن سلم عقلك لكلام إلهك الطائر .
إن القول بالخلق يعني أن إلههم قد صنع الشيء بذاته دون تدخل من أي قوة خارجية , فإلههم لن يخلق إنساناً واحداً إلا بليلة حمراء بين الرجل وزوجته او معشوقته , فلماذا يعجز إلههم عن خلق الإنسان دون الحاجة للبس اللنجري والثياب الشفافة ؟؟؟ هل يحتاج إلههم لمساعدتنا حتى ينجز خلقه ؟؟؟

الإنسان موجود وليس مخلوق , والطبيعة هي التي أوجدتنا بغير إدراك ولا وعي , كيف ؟؟؟؟ عبر ملايين السنين من التجارب الطويلة التي أدتها الطبيعة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن.





هل خلق إلهكم المطر ؟؟؟ ولماذا لا نرى مطراً ينزل علينا إلا في أوقات معينة من السنة ؟ وفي ظروف جوية معينة ؟
وعلى ما يبدو فإن إلهكم متابع جيد للنشرات الجوية , ولن ينزل علينا الغيث إلا إن تجمعت السحب والكتل الهوائية الباردة فوق سماء غزة ؟ وبعدها فلتغرق غزة من صنيعة هذا الإله العابث..
من الآن , سوف يكون لنا في النقاش مجرىً آخر , فقبل أن تسألونا من الخالق , فعليكم أن تقولوا لنا أين هو هذا المخلوق , ولن نصدق أنه مخلوق حتى تثبتوا لنا بأن إلهكم قال له كن فيكون .
إلهكم خلق السماء وقال لنا انظروا إليها , فأين هي هذه السماء ؟؟؟


أشهد أن لا إله ولا الله
وأشهد أن العقل قد غلب الله


أخوكم سهران