إنها اللحظة الحاسمة التي قرر فيها الله أن يخلق فيها هذا الكون , ما رأيكم أعزائي أن نحاول تخيل هذه اللحظة والظروف التي أدت إليها , ونحاول أن نفهم إن كان الله حقاً هو من أوجد هذا الكون , فهناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها , وليس بمستطاعنا تجاهلها أو التنكر لها , وقبل أن أبدأ في الحديث فدعني أطمئنك عزيزي المؤمن , فلست بصدد دعوتك لكي تكفر بإلهك هذا الذي تؤمن به , وما عليك الآن إلا أن تأخذ نفساً عميقاً , ولا مانع أن تذهب وتحضر لنفسك كوباً من الشاي , فأنا بانتظارك , ودعنا نناقش هذا الأمر بالمنطق .
1- عندما قرر الله أن يخلق الكون لم يكن هناك زمن , يعني لا يوجد وقت , وبمجرد أن بدأ الخلق بدأ الوقت , إلى هنا فإنه ليس من حقنا أن نفرض على الله فترة معينة كي يخلق فيها هذا الكون , يوم أو اثنين أو ستة أيام , كل هذا لا يعنينا كثيراً , ولكن المهم في الموضوع هو أن اللحظة التي بدأ فيها الخلق بدأ معها الزمان , ولكن هذه اللحظة نفسها هي لحظة الصفر , ولا زمن قبلها , وهذا يعني بالضرورة أن تلك اللحظة التي بدأ فيها الخلق هي أيضاً لحظة أزلية , إذ لا وقت يسبقها , والوقت كله يأتي بعدها ,, حسناً أعزائي فها نحن نكتشف بداية بأن الله ليس هو وحده الأزلي في هذا الكون , أليس هذا هو المنطق ؟؟؟
2- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد أن يكون خالقاً , هل يعقل أعزائي أن يسمي الله نفسه خالقاً وهو لم يخلق شيئاً بعد ؟؟ بالطبع لا , وهذا أدى إلى أن يقوم الله بعملية الخلق كي يكون خالقاً , هنا أعزائي صار من الواجب علينا أن نميز بين الله قبل الخلق , والله بعد الخلق , فإله قبل الخلق لم يكن خالقاً , وهي الصفة العظمى التي يتباهى بها الله علينا , إذاً فقد كان الله محتاجاً لكي يقوم بالخلق , ومن بعدها يكون من حقه أن يسمي نفسه بالخالق , وبما أن هذه الصفة أتت بعد بدأ الخلق , فإن صفة الخلق ليست أزلية هي الأخرى , فلا يكفي أن يبدأ الله بالخلق كي يكون خالقاً , بل عليه أن يخلق ويبدع في خلقه , وبعدها نسميه خالقاً .
3- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد أن يكون إلهاً ومعبوداً , وهل يعقل بأن نقول بأن الله معبود وليس من أحد يعبده ؟؟إذاً فالله مدين لنا كثيراً بأننا سوف نعبده , ولو لم يخلقنا لما كان إلهاً ولا معبوداً , وبما أن هؤلاء الذين سوف يعبدونه خاضعين لحساب الزمان والمكان , فإن صفة الألوهية نفسها هي غير أزلية , وبالتالي أعزائي فصار لزاماً علينا أيضاً و أن نميز بين الله الغير معبود قبل الخلق , والله المعبود بعد الخلق ,, يبدو أن الله نفسه يتطور أيها الأخوة .
4- عندما قرر الله أن يخلق الكون فإنه خلق هذا الكون من العدم , ولاحظوا أحبتي أنها كانت المرة الأولى والأخيرة التي يخلق الله فيها شيئاً من عدم , فقد خلق الإنسان من طين والجن من نار وملائكته من نور , المهم أنه سوف يستخدم دائماً ما خلقه كمواد خام لكي يخلق شيئاً آخر , وعلى ما يبدو فإن الله قد وضع للكون سنة لم يستطع حتى هو نفسه أن يخرج عليها .
5- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد أن ينهي وحدته , وهنا نقف أمام احتمالين , فإما أن الكون قد أخذ حيزاً من الله , وبالتالي فقد نقص الله بخلقه لهذا الكون , وإما أن الكون والله كيانان منفصلان لا يتداخلان , حسناً أعزائي يبدو أن الله قد بنى بيتاً ولن يستطيع الدخول إليه , كم أشعر بالأسف حيال ذلك !!!
6- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد لنفسه الملك , فكان لابد له أن يخلق هذا الكون , وهذا معناه بأن الله مالك الملك لم يكن له ليستأثر بهذه الصفة لولا أنه خلق الكون ,,, أرى أعزائي أن حاجة الله إلينا تزيد .
أخوكم سهران
4- عندما قرر الله أن يخلق الكون فإنه خلق هذا الكون من العدم , ولاحظوا أحبتي أنها كانت المرة الأولى والأخيرة التي يخلق الله فيها شيئاً من عدم , فقد خلق الإنسان من طين والجن من نار وملائكته من نور , المهم أنه سوف يستخدم دائماً ما خلقه كمواد خام لكي يخلق شيئاً آخر , وعلى ما يبدو فإن الله قد وضع للكون سنة لم يستطع حتى هو نفسه أن يخرج عليها .
5- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد أن ينهي وحدته , وهنا نقف أمام احتمالين , فإما أن الكون قد أخذ حيزاً من الله , وبالتالي فقد نقص الله بخلقه لهذا الكون , وإما أن الكون والله كيانان منفصلان لا يتداخلان , حسناً أعزائي يبدو أن الله قد بنى بيتاً ولن يستطيع الدخول إليه , كم أشعر بالأسف حيال ذلك !!!
6- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد لنفسه الملك , فكان لابد له أن يخلق هذا الكون , وهذا معناه بأن الله مالك الملك لم يكن له ليستأثر بهذه الصفة لولا أنه خلق الكون ,,, أرى أعزائي أن حاجة الله إلينا تزيد .
أخوكم سهران