منذ فترة لم أتكلم عن أكاذيب الإعجاز العلمي المدَّعاة , والتي يلاحقنا بها المتدينون عند كل حالة حوار , وفي كل مكان نجتمع فيه , وقد نجدها عند مفترقات الطرق أيضاً !!!
طبعاً أنا أشك ألف مرة , إن كان الواحد منهم قد قرأ فعلاً تلك الأكاذيب , بل يكفيه قراءة العنوان , ونبدأ بعدها باستلام صيحات التكبير والتهليل , وها هو الله قد نصر الإسلام بهدف في الوقت الضائع , وها هم علماء الغرب الكافر قد شهدوا لديننا بأنه الحق , ولكنهم يكابرون , ويحاولوا نفي تلك الحقائق بعد أن علموا بها , بل أن أحدهم قد ادعى بأن الماسونية العالمية تتعمد التعتيم على هذه الاكتشافات العظيمة , والتي من شأنها إعلاء راية الإسلام .
حسناً , دعونا نتكلم عن واحدة من أكثر السخافات المدّعاة , وهنا أتكلم اليوم , عن هذا البرزخ الذي من بعده لا يبغيان .
يقول محمد في قرآنه في سورة الرحمن : مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان*( الرحمن:20,19)
وفي موضع آخر يقول : (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) [الفرقان: 53].
حسناً أصدقائي دعوني أبدأ , بالبداية الغير متوقعة لنعطي تعريفاً مهماً غاب عن الإعجازيين .
نقلاً عن الويكيبيديا : اليابسة ترمز إلى الجزء الخارجي من القشرة الأرضية الذي لا يغطيه الماء حيث تبلغ مساحة سطح الأرض إلى 510,1 مليون كيلومتر مربع، وتبلغ مساحة اليابسة فيها 148,9 مليون كيلومتر مربع، بينما تصل مساحة البحار فيها إلى 361,2 مليون كيلومتر مربع.
حسناً فهذه اليابسة لن تغطيها المياه , لأنها وبكل بساطة أعلى من مستوى ماء البحر ,, هل تراني ألفق هذه المعلومة مثلاً ؟؟
حسناً أصدقائي دعوني أبدأ , بالبداية الغير متوقعة لنعطي تعريفاً مهماً غاب عن الإعجازيين .
نقلاً عن الويكيبيديا : اليابسة ترمز إلى الجزء الخارجي من القشرة الأرضية الذي لا يغطيه الماء حيث تبلغ مساحة سطح الأرض إلى 510,1 مليون كيلومتر مربع، وتبلغ مساحة اليابسة فيها 148,9 مليون كيلومتر مربع، بينما تصل مساحة البحار فيها إلى 361,2 مليون كيلومتر مربع.
حسناً فهذه اليابسة لن تغطيها المياه , لأنها وبكل بساطة أعلى من مستوى ماء البحر ,, هل تراني ألفق هذه المعلومة مثلاً ؟؟
وماذا بعد ؟؟
دعونا نتكلم عن التقاء النهر بالبحر , وهو المادة الأكثر استخداما في الدجل الإعجازي , حيث يلوحون بدراسات يقوم بها العلماء حول المصبات , تحدثت عن وجود برزخ ( كما يقول الإعجازيون ) بين البحر والنهر , مشابه تماماً لذلك الذي ذكره رب محمد ,,
لنتكلم بالمنطق لو سمحتم ,,,
النهر يأتي من منطقة اسمها اليابسة , وهي أعلى من مستوى البحر , وعندما يصل هذه الماء إلى البحر سوف يكون مدفوعاً بقوتين مهمتين ,الأولى هي قوة جريان الماء , والثانية هي سرعة الاندفاع للماء المحكومة بكونها تأتي من منطقة أعلى إلى منطقة بالأسفل ,,
عند التقاء ماء النهر بالبحر ستؤدي قوة دفع مياه النهر , لدخول الماء بقوة إلى عرض البحر ,,,,
هذا يعني ... أن قوة الدفع هذه ستكون في أوجها عند نقطة الالتقاء , ولن يلبث ماء البحر أن يقاوم هذه الهجمة كلما ابتعد عن المصب ,,
هذا يعني ... بأننا كلما ابتعدنا عن المصب , فإن ضغط الماء النهري سوف يخف تدريجياً .
هذا يعني ... بأننا كلما اقتربنا من المصب , فالساحة ملك لماء النهر , وكلما ابتعدنا عنه سوف تكون الحظوة لماء البحر .
هذا يعني ... أن الماء العذب سوف يكون موجود وبقوة عند المصب مباشرة , بينما يبدأ الماء بالتملح كلما خف ضغط النهر ...
هذا يعني ... أنه لا توجد منطقة عذبة تماماً , ومالحة تماماً في منطقة المصب , وسوف تزداد ملوحة الماء شيئاً فشيئاً كلما توغل ماء النهر في البحر ..
فعن أي برزخ يتحدث هؤلاء العاجزون ؟؟؟؟
ملاحظة مهمة ,,,
عندما يخف ضغط ماء النهر , أو بالأحرى نضوب مائه , فسوف يعتدي البحر على الشاطئ , وتحدث عملية تآكل للشاطئ ,, وقد حدث هذا لدلتا النيل بعد بناء السد العالي , حيث كانت مياه النيل قبل بناء السد تندفع وبقوة إلى البحر , فأبقت أمواج البحر بعيدة نسبياً عن التأثير على شواطئ الدلتا , وما لبث بعد بناء السد أن انخفض هذا الضغط و وبصورة كبيرة فحدث التآكل ,,, انظر الرابط هنا .
خلاصة القول في ما ذكرته سابقاً . بأنه لا يوجد شيء اسمه البرزخ المائي كما يدعي كهنة الإعجاز , وبتجربة بسيطة , لو ذهبنا إلى منطقة مصب نهري , وأخذنا عينة من الماء من كل متر بعيداً عن المصب , فإن العينات التي سنأخذها بالقرب من المصب سوف تكون أكثر عذوبة من تلك العينات التي نأخذها من مناطق أبعد منها . أتمنى أن تكون الفكرة قد اتضحت .
وكذبوا الكذبة الأكبر , عندما تكلموا عن آبار المياه العذبة الموجودة داخل البحار ,,
نعم أصدقائي , بالفعل يوجد آبار لمياه عذبة صالحة للشرب في أعماق البحار , والمحيطات , ولكن هل هذا بسبب البرزخ المزعوم ؟؟
الجواب : لا
وتسألوني لماذا ؟؟
الجواب : لأن الآية الإعجازية التي تكلم عنها الإعجازيون تحدثت عن بحرين يلتقيان , وهذا ما لا يحدث في حالة الآبار الجوفية , حيث بالرغم من وجودها في عمق الحار , إلا أنها تحافظ على وجودها لأنها تفصلها عن مياه البحر صخور و ورمال و وقوى ضغط داخل البئر نفسه ,,
يعني : لو انخفض ضغط الماء داخل البئر الجوفي هذا فسوف يبدأ تسرب ماء البحر إليها رويداً رويداً , وهذا حصل مع الآبار الجوفية الموجودة في قطاع غزة ,,, انظر هنا
تعالوا إلى غزة , واشربوا ماءها واحكموا ,,
قبل عدة سنين كنا نشرب المياه التي تقدمها البلدية ,دون الحاجة على نظام الفلتر , وبعد ازدياد أعداد السكان المهولة في قطاع غزة , وازدياد السحب من آبار المياه الجوفية , بدأت مياه البحر بالتسرب إلى مياه الآبار , واليوم لا يستطيع الكثيرون من أهل غزة أن يتمضمض بماء الحنفية لشدة ملوحتها , فأين هو هذه البرزخ الذي به تزعمون ؟؟؟
في أحد المواقع التي تتحدث عن ملوحة مياه غزة , وجدت هذه الفقرة التي تنسف ادعاءات كهنة الأعجاز :
ما هي أسباب تلوث وملوحة المياه ؟؟
مسببات التلوث كثيرة، منها زيادة سحب المياه الجوفية " الصالحة للشرب " مما يؤدي إلي صعود المياه المالحة من باطن الأرض لتختلط بالمياه الصالحة للشرب فتصبح غير صالحة, أيضا تداخل مياه البحر نتيجة السحب المائي في الخزان الجوفي، حيث أصبحت مياه الآبار على مسافة كيلو متر شرق شاطئ البحر في غزة, البحر أصبح يغزو الخزان الجوفي, كذلك استخدام المبيدات والأسمدة الزراعية يؤدي عادة إلي تملح التربة والمياه, بالإضافة إلي التصحر وتجريف الأراضي الزراعية.
هنا يكون من حقي أن أقول : ويبغيان ,,, نعم يبغيان !!!
أخوكم سهران