الأحد، 25 أبريل 2010

يوم تخرج الشمس من مغربها



تشيع بين المسلمين اليوم أقوال عن يوم القيامة , وعلاماته الدالة على قرب حدوثه , وغالباً ما يستخدم الحديث عنها لترهيب المؤمنين من اقتراب هذا اليوم المشهود , وتحذيرهم بضرورة الإسراع في التوبة , وعمل الصالحات قبل أن يدركهم يوم القيامة فلا ينفع نفس إيمانها حينئذ , ويتمادى أصحابنا في أوهامهم حتى يستخدمون كافة الوسائل , ومنها الإنترنت لنشر أخبار مغلوطة عن علامات قد اقترب موعدها , ومن هذه العلامات التي يتحدثون عنها هي حول اقتراب ذلك اليوم الذي تخرج فيه الشمس من الغرب .
بالبحث عن أصل هذه الأسطورة في القرآن , فأنا شخصياً لم أجد أي من آيات القرآن تتكلم عن هذا الأمر , ويكفي أن تبحثوا عن كلمة الشمس في القرآن , وتحاولوا أن تعثروا عن دليل من قرآنهم لهذا الزعم , ولن تجدوه !!!
إلا أن الأصل الحقيقي لهذا الزعم قد جاءنا من كتب السنّة , إذ يقول محمد في حديث منسوب له : روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً".
ومن هذا الحديث يستقي المسلمون فكرة خروج الشمس من المغرب , ولا مانع لديهم من اختلاق بحث علمي يؤكد بان الأرض على وشك التباطؤ , لحين التوقف ومن ثم تبدأ بالدوران بالعكس ؟؟
عموماً فليس أمامنا سوى مناقشة هذا الأمر بالعقل والمنطق ليس إلاّ , وكل ما هو مطلوب منك عزيزي المؤمن أن تصحح لنا الخطأ الذي قد ترانا وقعنا فيه , ولك منا كل الشكر .
نعرف جميعاً , وليس من باب التحذلق أن أذكركم بأن كرتنا الأرضية هي كروية الشكل , وهذا يعني ( وأيضاً لا أدعي التفلسف عليكم ) بأن رؤية سكان الأرض للشمس سوف تختلف من مكان لآخر , فقد تكون الشمس في منتصف السماء في إحدى المناطق , بينما تكون في الأفق في منطقة أخرى , وتغيب كلياً في منطقة أخرى , وهنا فإنه من الواضح لحضراتكم بأن رؤيتنا للشمس تختلف باختلاف المنطقة التي نتواجد بها , ولكن دعونا الآن نتكلم عن الشمس يوم القيامة , عندما يأذن لها الله بأن تخرج من مغربها ,
وها أنا الآن جالس على شاطئ غزة أراقب شمس الغروب بشغف وحب , وأرى الشمس تهبط رويداً رويداً حتى امتزجت بالبحر , وما هي إلا لحظات حتى اختفت الشمس عن ناظري , وبدأت في هذه اللحظة أستحضر خواطري الشعرية , وأتنهد بتنهيدة العاشق المحب , وفجأة ,,,,,,,,,,,,,,, حدث ما لم أتمناه يوماً
لقد خرجت الشمس مجدداً من البحر الذي غرقت فيه قبل ثوان معدودة , وبدلاً من أن تزيد الظلمة في السماء وإذ بالنور يرجع مجدداً وبدأت الشمس تتحرك نحو الشرق ,,,
يا لهول ما أرى ,, ها هو وعد الله قد تحقق و وخرجت الشمس من المغرب , وحان وقت الحساب فأين المفر , يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً !!!

وبينما أنا في حيرة من أمري , وإذ بصديقي الليبي لاديني يحادثني على الهاتف المحمول :
لاديني : مرحبا سهران
سهران : هل رأيت ما حصل ؟؟؟
لاديني : ماذا حصل ؟؟
سهران : لقد قامت القيامة ؟؟
لاديني : هل جننت ؟؟
سهران : لا لا أقسم لك إنها الحقيقة , لقد خرجت الشمس للتو من المغرب كما تنبأ رسولنا الذي كفرنا به واستهزأنا بدينه !!
لاديني : ولكن الشمس لم تغيب بعد !!
سهران : ما الذي تقوله ؟؟ لقد رأيت الشمس للتو تخرج من الغرب
لاديني : ولكن شمسنا لم تغب بعد , ولم تنزل من السماء , ولكن لحظة وراجع لك
سهران : أنتظرك ,,,
لاديني : يا للهول , لقد غيرت الشمس اتجاهها , وبعد أن كانت تسير نحو الغرب , أراها الآن تسير نحو الشرق , وبما أن الشمس لم تخرج من الغرب , فليس عندنا قيامة لغاية هذه اللحظة , وسوف يكون لدي متسع من الوقت للتوبة والاستغفار , ولن أنسى أن أوقظ صديقنا البابلي من نومه كي يسرع بالتوبة قبل أن تخرج عليه الشمس من مغربها ,أما أنت يا سهران فأتمنى لك حظاً سعيداً مع ملائكتك الغلاظ !!!

طبعاً هذه المكالمة الافتراضية هي لمجرد التوضيح لفكرة خروج الشمس من مغربها , فخروج الشمس من الغرب , سوف يكون لجزء بسيط من كرتنا الأرضية , بينما سوف تكون الصورة مختلفة جزئياً أو كلياً في مناطق أخرى , فهناك أناس سوف تقوم قيامتهم , بينما آخرون لا يزالون نائمون بهدوء , وعلى الأرجح فإن من اختلق قصة خروج الشمس من مغربها , لم يكن يتمنى أن يكون السيناريو بهذا الشكل , فهو قد تخيل بأن الشمس سوف تخرج من مغربها على كافة سكان المعمورة , وهذا راجع بالأصل لأنه لم يكن لديه علم بكروية الأرض , وعلى الأرجح فإنه قد مات دون أن يعلم بكروية أرضنا ,,
إذاً هل سوف يميز الله بين عباده حتى في موعد قيام الساعة ؟؟ أترك الإجابة على هذا السؤال لمن يدّعون عدالة الله !!


كذبوا فقالوا :
أن المريخ قد تباطأت حركته , حتى توقف تماماً عن الدوران , ومن ثم صار يدور بالاتجاه المعاكس , وصار الشمس تخرج فيه من مغربها !!!
هذا الخبر تجدونه منتشراً كالنار بين الهشيم في المواقع الإسلامية , أو المواقع التي تكون فيها الكلمة العليا لشباب مراهق , لا يعوزه من الدنيا شيء إلا المعرفة , ومن خلال تتبعي لأصل هذا الخبر , ولأنني لست ضليعاًَ بالعلوم الفلكية , فقد وجدت أثناء بحثي عن هذا الموضوع , موقعاً فلكياً ( عربي ومسلم ) ينفي هذا الأمر , ويعطي التعريف العلمي الحقيقي له , وتجدونه في هذا الرابط , أتمنى منكم أن تقرؤوه .



أخوكم سهران

الأربعاء، 21 أبريل 2010

الأحد، 18 أبريل 2010

إن الله يحب القوم المنافقين


استقيموا يرحمني ويرحمكم الله ,, الله أكبر , هكذا بدأ شيخنا صلاته وبدأ يتلو سورة الفاتحة وبانسيابية تامة وكأنه يشرب كوباً من الماء محاولاً إظهار مهاراته الصوتية علينا في صلاة التراويح , حتى إذا ما انتهى من قراءتها , وبدأ في قراءة مقطع من أحد السور حتى بدأ صوته يتغير , وبدأت أحباله الصوتية بالتحشرج , وبدأ يحاول اجترار البكاء اجتراراً وكاد شيخنا أن يبكي لولا أن بكيته تعثرت قليلاً , فحاول مرة أخرى , فانفجر بالبكاء الهستيري , الذي أصابنا نحن جموع المصلين بحالة من الهلع , ومن صار يحوقل ويستغفر , وآخر تخرج منه همهمة لا أعرف إن كنت محاولة للبكاء , أم ضحكة مكتومة , فليس بالمستطاع أن أتبين منه ذلك , ولم أعرف سبباً مقنعاً لبكائه فالآيات تتكلم عن الميراث في سورة النساء , ولكن على كل حال فقد كانت سبباً لبكاء شيخنا الحبيب إلى درجة الإغماء , وقد يتبول على نفسه من فرط الإيمان لو تطلب الأمر , ولكن ما أبكاه لم يكن روعة تأثير تلك الآيات على نفسه , بل كانت أمراً نبوياً التزم به شيخنا , وهو (اقرءوا القرآن وابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا) , ولا أستطيع أن أتفهم هذه الدعوة للتباكي , ولمن هي موجهة أصلاً هذه الدموع التي سوف تسيل , هل هي لله نقول له بأنه إن لم يستطع قرآنك التأثير في نفوسنا ( وهذا ما يحصل في الواقع ) فدعنا نستغفلك يا إلهنا ونوهمك بأن كلامك هذا قد أصابنا بالجنون والخشوع , فاسمح لنا بأن نطيب خاطرك , ونكذب عليك بادعاء أن كلامك قد أثر فينا , أم أن هذه الدموع هدفها إقناع الآخرين بالحالة الإيمانية العظيمة التي تختلج صدورنا إلى درجة البكاء من كلام الله الذي لا يستطيع أغلبنا حتى أن يفهمه , أو ربما للمتاجرة بمشاعر المؤمنين الأتقياء , واستغلال مشاعرهم الطيبة!!!.
ولكن دعوة النفاق هذه لم تكن مجرد دعوة نبوية فقط , بل هي امتثال لأمر الله نفسه , الذي يغضب من جدالنا ونقاشنا , ويطلب منا أن نؤمن دون تفكير ( ويؤمنون بالغيب ) , ومجرد النقاش في الدين هو كفر يوجب قطع الرقاب .
نعم أصدقائي , إن الله يريدنا منافقين ولا يطلب منا إيماناً حقيقياً , فالإيمان يحتاج إلى مقومات كثيرة لا يستطيع الدين تلبيتها أبداً , أولها إعطاء الدليل المقنع , فلم يكن أمام آلهة الأديان إلا أن تطلب من أتباعها قليلاً من المظاهر الشكلية كالعماد عند المسيحيين , والتباكي عند شيوخنا , فيكون الإنسان قد دخل إلى حظيرة الرب من أوسع أبوابها , ونال الحظوة الإلهية .
لا أظن أن أحدكم قد مر على مسألة حكم الردة والمرتد دون أن تثير فيه العديد من التساؤلات والريبة في الموضوع , فحكم المرتد في الإسلام هو أن يستتاب فإما أن يعود إلى حظيرة الدين أو أن يقتل , وهنا يبدأ الواحد منا بطرح هذا السؤال الذي لا مفر من الإجابة عنه وهو : أي أحمق هذا الذي سوف يقبل بالموت , ويصر على ردته , والواحد منا أمام هكذا موقف لن يجد في نفسه غضاضة من أن ينطق لهم بالشهادة على أن لا إله إلا إلههم , وان نبيهم هو النبي المصطفى , وتنتهي القصة , ويتركونك عزيزي تستغفلهم , أو بالأحرى كما يقول أخواننا المصريون ( تلبسهم العمّة ) , وتوهمهم بأنك معهم , حتى إذا ما عدت إلى نفسك كفرت بربهم ونبيهم , فكان حد الردة كفيلاً منطقياً بأن لا يخرج أحد المسلمين من دين الإسلام , فالمسألة ليست مسألة اقتناع أو إيمان مبني على شواهد ملموسة , بل هو الخوف الذي حفظ لأمة المسلمين بقائها لغاية اليوم و ولن يختلف الأمر كثيراً مع الأديان الأخرى .
حكم الردة بالطبع لن يتعارض مع ( لا إكراه في الدين ) فهذه الآية لأهل الكتاب الذين سوف يكون الإسلام متسامحاً معهم في مسالة الدخول بالدين , ولكن الويل لهم إن أسلموا وارتدوا , وهكذا فإنه في الإسلام فالداخل مولود والخارج مفقود !!!!

نعرف جميعاً أنه قد كان في زمن النبي فئة من الناس تمت تسميتهم بالمنافقين , وهؤلاء الناس كانوا يظهرون الإسلام أمام الناس , ويكفرون به في خلواتهم , وقد ادعى النبي بأنه كان يعرفهم جميعاًُ, وأن الله قد نبأه بخبرهم , ورغم ذلك فلم يقوم محمد باستتابتهم , وتركهم يسرحون ويمرحون , وهذا سوف يؤدي بالضرورة لأن نسأل : من هو المرتد من وجهة نظر الإسلام ؟؟ هل هو من لم يؤمن بحقيقة الدين ؟؟
الإجابة بالطبع لا , فيكفي المسلم أن يجاهر بانقياده للتعاليم المحمدية كي يدخل في حظيرة الدين , ويكفي نفسه شر شيوخ الإسلام وغلظتهم على كل من جاهر بمخالفته لدين الله , وهنا لابد لنا أن لا نتجاهل أبداً , أن رب الإسلام قد فرّق وبشكل واضح لا لبس فيه بين المسلم والمؤمن في آية من قرآنه حيرت جهابذة الإسلام , وأصابتهم بالحيرة إذ يقول : {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (14) سورة الحجرات , ففي هذه الآية ميّز رب الإسلام بين حالتين هما الإسلام والإيمان , فهو وإن أقر للأعراب بإسلامهم , إلا أنه وفي ذات الوقت ينكر عليهم الإيمان به , ورغم ذلك فلم يأمر الله نبيه الكريم بمحاربة هؤلاء الأعراب , أو إقامة حد الردة عليهم , فهو قد اكتفى بإذعانهم الخارجي للإسلام , فكان هذا سبيلاً لحقن دمائهم على مذبح الرب , إذن فها نحن نكتشف حقيقة لا يستطيع أحد تجاهلها وهي أن المسلم ليس بالضرورة ان يكون مؤمناً , وفي نفس الآية نجد الله يقول بأنهم إن أطاعوا نبيه ( انتبهوا لهذه المسألة جيداً ) فإنه لن ينقص من أعمالهم شيئاً , وربما تفتح علينا هذه النقطة ذكر العديد من المسائل التي لطالما أثارت فيّ الشك والريبة , مثل إيمان أبو سفيان المفاجئ عندما رأى جيوش المسلمين تقتحم مكة , ولا أظن أن أبا سفيان كان يؤمن بمحمد حتى وفاته , ولكنه امتثل لمحمد , فكان كفيلاً هذا بأن يحابيه الله ونبيه , بالمكرمة المعروفة عند فتح مكة .
أعرف كثيراً من الأصدقاء ممن يجدون أنفسهم أحياناً مضطرين للإذعان لدعوات البعض لهم بالذهاب للصلاة في المسجد , وأنا شخصياً تعرضت قبل فترة لظرف أجبرني على هذا الأمر , كنت مع أصدقائي متجهين إلى خانيونس , وفي الطريق أذن العصر فاتجهوا بالسيارة إلى مسجد في قرية القرارة , وأمام الضغوط التي مارسوها علي اضطررت لقبول دعوتهم بالدخول إلى المسجد , وليس مهماً أن تعرفوا إن كنت قد وقفت بينهم بوضوء أو خلافه , وما الذي كنت أقوله أثناء الصلاة ( حاولوا تحزروا ) ولكن المهم هو أن أكون معهم بجسدي لأكثر من سواد المسلمين , ونزيد عدد الصفوف في الصلاة .
إن ديناً يحتوي على (‏من بدل دينه فاقتلوه‏) لن يكون بمأمن من وجود الآلاف بل واكثر من ذلك ممن يظهرون الدين , ويخفون في نفوسهم غير ذلك .
سؤال بسيط : لو كان محمد يؤمن بأن الله سوف ينتقم من الكفار فعلاً , فهل كان سوف يقول ما قاله ؟؟؟؟


تحياتي للعقلاء



أخوكم سهران