الاثنين، 26 أكتوبر 2009

وجعلنا النطفة فيل أبو زلّومة

يتبجح علينا اليوم رجال الدين المسلمين بما يدعونه الإعجاز العلمي للقرآن الكريم , وتجدهم اليوم ينشئون معاهد ومواقع على الإنترنت لدعم هذا الاعتقاد , فتكرار الكذب على الناس سوف يجعلهم يصدقون ما يقال لهم , ومن أمثلة تلك الدعاوي الإعجازية التي يتحدثون عنها هي قصة نشأة الجنين , وبالفعل فقد تكلم القرآن في هذه المسألة واقرءوا الآية :
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [المؤمنون 14]
ويأتي بعدها أحد العلماء المسلمين ليتكلم عن أن الغرب الكافر قد أقر بهذه الحقيقة , بل وأن أحد علماء الغرب حينما سمع بهذا الكلام قد نطق الشهادتين وهلل وكبر وكاد أن يتبول على نفسه من فرط الإيمان .
إن سرد هذه الأمور بتلك الطريقة السطحية هي ليست إلا استخفافا واحتقارا لعقول الناس , ولا أنكر أني أنا شخصيا كنت مصدقا لهذه المقولة البلهاء , إلى أن تحررت من أوهام الخرافة, وبدأت البحث في كل الأمور , وحينما بدأت أبحث بهذا الموضوع وجدت العجب العجاب , لأكتشف كم كنت ساذجا حينما سلمت عقلي لمن هم دوني علما وثقافة , واليوم سأشرح بنوع من التفصيل لأفند مدى الفروق بين الآية الكريمة وبين الحقائق العلمية التي لا ينكرها إلا ذلك الذي يؤمن بالرقية الشرعية والحجامة وغيرها من الخرافات .
ولنبدأ أولا بتعريف النطفة , فالنطفة علميا هي السائل المنوي (Semen) وتعريفه : هو سائل غير متجانس يحتوي على إفرازات يتم أنتاجها من
الخصية، الموثة، غدة كوبر و الحويصلات المنوية.ويحوي مئات الملايين من الحيوانات المنوية(Sperm) في حالة كون الرجل غير عقيم , أما السوائل الموجودة في المني فهي للتغذية والمحافظة على قلوية السائل , ويقدر حجمه تقريبا حوالي من3 إلى 6 سم مكعب تقريبا في حالة الامتناع عن الجماع لفترة تزيد عن الثلاثة أيام.
وهكذا نكتشف أن النطفة هي مزيج مختلط من السوائل بما يحويه من حيوانات منوية , والآن دعونا نبدأ بتحليل الآية الكريمة على ضوء ما كشفه لنا العلم الحديث:
خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً هنا نجد تعويما لدور السائل المنوي واعتباره كيانا واحدا , فالآيات لم توضح أو لعلها لم تعرف أن هذا السائل ليس مطلوبا منه في النهاية إلاّ حيوانا منويا واحدا وليس عموم السائل كما تحدثت الآية ,وما سيحدث الآن هو عملية إخصاب للبويضة عن طريق هذا الحيوان المنوي, ونلاحظ هنا اختفاء كامل لدور البويضة الأنثوية في هذه العملية حسب الآية الكريمة , وهي شريك أساسي ولابد من وجوده في عملية الإخصاب , وهذا ما غفلت الآية الكريمة عن ذكره.
إذن فلن تكون هناك عملية تحول من نطفة إلى علقة , وما يحدث هو عملية إخصاب بين البويضة والحيوان المنوي , ولا علاقة لباقي السائل المنوي بتلك العملية وتموت بقية الحيوانات المنوية بعدها.
أما العلقة فهناك عدة تعريفات لها :
الأول :
وهو من تعريفات الدعاة الجدد : حيث العلقة هي ما يثبت بالرحم بعد الإخصاب , أي أنها تتثبت في الرحم وهذا ما أثبته العلم فعلا.
الثاني :
وهو من كتاب مختار الصحاح:
العَلَقُ الدم الغليظ والقطعة منه عَلَقةٌ و العَلَقةُ أيضا دودة في الماء تمص الدم والجمع عَلَقٌ و عَلِقَتِ المرأة حبلت و عَلِقَ الظبي في الحبالة وعلقت الدابة إذا شربت الماء فعلقت بها العَلَقةُ وباب الكل طرِب و عَلِقَ به بالكسر عُلُوقاً أي تعلق و عَلِق يفعل كذا مثل طفِق و العِلْقُ بالكسر النفيس من كل شيء وجمعه أعْلاقُ وفي الحديث {أرواح الشهداء في حواصل طير خُضر تَعْلَقُ من ثمر الجنة} بضم اللام أي تتناول و المِعْلاقُ و المُعْلُوقُ ما عُلق به من لحم أو عنب ونحوه وكل شيء عُلق به شيء فهو مِعْلاَقُهُ و العِلاقَةُ بالفتح علاقة الخُصومة و العُلَّيْقُ بوزن القُبيط نبت يتعلق بالشجر و أعْلَق أظفاره في الشيء أنشبها و الإعْلاقُ أيضا إرسال العلق على الموضع ليمص الدم وفي الحديث {اللدود أحب إلي من الإعلاق} و عَلَّقَ الشيء تَعْلِيقا و اعْتَلَقَهُ أحبه و المُعَلَّقةُ من النساء التي فُقد زوجها قال الله تعالى {فتذروها كالمُعلقة} و تَعَلَّقهُ و تَعَلَّق به بمعنى وتعلقه أيضا بمعنى علَّقه تعليقا
الثالث :
وهو من كتب التفاسير,
وَهِيَ الْقِطْعَة مِنَ الدَّم ( الطبري)
عَلَقَة حَمْرَاء عَلَى شَكْل الْعَلَقَة مُسْتَطِيلَة قَالَ عِكْرِمَة وَهِيَ دَم ( ابن كثير )
دَمًا جَامِدًا ( تفسير الجلالين)
هُوَ الدَّم الْجَامِد. وَالْعَلَق الدَّم الْعَبِيط ; أَيْ الطَّرِيّ . وَقِيلَ : الشَّدِيد الْحُمْرَة. ( القرطبي )
وهنا أعزائي نلحظ الفرق الواضح بين التعريفات التي يسوق لها الدعاة الجدد, وبين ما تحدثت عنه كتب التفاسير والمعاجم اللغوية الأم, فالإعجازيون قاموا بتغيير المعنى القديم للعلقة , من دم غليظ , أو هو حبل المرأة , ولو فرضنا جدلا أن تعريفهم هو الأصدق , فالعلقة ستتحول بعد ذلك لمضغة , بينما غاب عنهم أن الجنين سيبقى معلقا في رحم أمه حتى ساعة الولادة.
ومن الناحية العلمية فإنه بعد حدوث الإخصاب تنقسم البويضة لقسمين أحدهما يلتصق بالرحم والآخر يبدأ في تكوين الجنين , لتبدأ الخلايا في الانقسام السريع ,و تبدأ الأعصاب في التكون عندما تبدأ شريحة من الخلايا في ظهر الجنين في تكوين قناة صغيرة والتي تكون بعد ذلك العمود الفقري للجنين. وينقسم إلي ثلاث طبقات تكون كل طبقة منهم الأعضاء والأنسجة فيما بعد.وفي مؤخرة الرأس لأسفل، هناك طبقتين نسيج تكون الأذن بعد ذلك.أما عن الأنبوب الذي تكون في الظهر في الأسبوع الرابع والذي تحدثنا عنه سابقاً والذي يخرج منه المخ، العمود الفقري، الأعصاب وتنشق منه أيضاً عظمة الظهر يبدأ في النمو في الطبقة العلوية للظهر.أما بالنسبة للقلب فهو يبدأ في الظهور في الطبقة الوسطى.والطبقة الثالثة فهي تحتوي علي الرئة، المعدة، وبداية الجهاز البولي.
فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً وهنا نذهب مباشرة للتعريف الإعجازي حيث يتحول الجنين إلى ما يشبه قطعة اللحم التي عليها آثار المضغ،
ولغويا لنبحث عن معنى الكلمة مَضَغَ الطَّعام من باب قطع ونصر و المُضْغَةُ قِطعة لحم وقلب الإنسان مُضغة من جسده ( مختار الصحاح )
وفي كتب التفاسير
وَهِيَ قِطْعَة كَالْبَضْعَةِ مِنْ اللَّحْم لَا شَكْل فِيهَا وَلَا تَخْطِيط ( ابن كثير )
لَحْمَة قَدْر مَا يُمْضَغ ( الجلالين )
فَجَعَلْنَا ذَلِكَ الدَّم مُضْغَة , وَهِيَ الْقِطْعَة مِنَ اللَّحْم ( الطبري )
وَهِيَ لَحْمَة قَلِيلَة قَدْر مَا يُمْضَغ ( القرطبي )
وهنا أيضا وكالعادة لاحظنا أولا الاختلاف بين المعنى اللغوي والتفسيري من جهة وبين تعريف الإعجازيين , وبينما تصف كتب التفاسير تلك المضغة بأنها قدر لحمة مما يأكله الإنسان , يحدثنا العلم أن الجنين في هذه الفترة يكون كائنا مجهريا , فلا أعلم كيف سيلوكها الفم وهي بهذا الصغر.
ومن الناحية العلمية : فإنه لا يوجد هكذا تصنيف ولو شكليا , فالجنين يكون في حالة التكون , ويتغير شكله يوميا , وبالتالي فليس من المتوقع أن نرى شكلا واحدا للجنين لأكثر من أسبوع , فعملية التكوين لا تزال مستمرة , وهذا الجنين سيواصل نموه ويتغير حجمه وشكله يوميا , حتى يبصر النور .
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً وهنا نرى أكثر الصور هزلية في تصوير نشأة الجنين , فالعظام سوف تستمر في النمو والتشكل إلى ما بعد الولادة بسنين , ومن الثابت علميا أن لب العظام يبدأ في التشكل في الأسبوع الثامن
والآية هنا لا تعترف بما أقره العلم من تشكل الأعضاء الحية للجنين منذ المراحل الأولى لنشأته , ولم يثبت العلم أن العظام تتشكل قبل الأنسجة الحيوية , وجذور العظام في هذه المرحلة سوف تكون هشة , عوضا عن أن العديد من الأنسجة الحية سوف تكون موجودة من قبل أن تتشكل العظام . وحتى نزيد من وضوح الصورة أكثر , فمن المعروف أن كرات الدم الحمراء تتشكل في العظام , ولكن قبل أن تتشكل العظام فإنها تتشكل في الكبد وبذلك يكون الكبد على الأقل سابقا لوجود العظام والتي ستتولى تلك العملية فيما بعد .
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً وهنا نكمل ما تحدثنا عنه قبل قليل , فإن من كتب تلك الآية لم يكن لديه قدرة على تمييز الجلد من الأعضاء الحية من العضلات واختصر الكل باسم لَحْماً.

ختاما أعزائي : فإنه من الواضح تماما أن الآية الكريمة قد وصفت عملية التشكل بصورة بدائية وسطحية ومنافية تماما لما أثبته العلم , فالقرآن يختصر علم الأجنة كله بأن النطفة وهي السائل المنوي للرجل سوف تدخل الرحم لتصبح دما جامدا, وهذا الدم الجامد سيصبح مثل قطعة اللحم من مقدار ما يلوكه الفم , لتصبح بعدها عظاما , وهذه العظام سوف يتم كسوتها باللحم فيما بعد, ليقوم الله بعدها بنفخ الروح فيها ,,,,,,
فتبارك الله أحسن الخالقين.
وهكذا وبكل بساطة يريد منا الإعجاز يون أن نضرب بعرض الحائط علما كبيرا وواسعا هو علم الأجنة , واستبداله بهذه الآية .

أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم ولكني شرحت الأمر بصورة مبسطة جدا , ومن أراد أن يستزيد فعليه بالبحث, وستجدوا الحقيقة واضحة تماما كالشمس.

أخوكم سهران


السبت، 24 أكتوبر 2009

سلمنا الأمر إليك



أصبحت هناك الكثير من المصطلحات في حياتنا من وحي الدين ,وصارت تشكل جزءا مهما من وعينا الاجتماعي ,بل وتعبر عن مستوى التفكير الذي نتبعه, فمثلا إن شاء الله ,بإذن الله , إن الله راد , بمشيئة الله , وكثير من الألفاظ الأخرى التي تؤدي لنفس المعنى وهو أننا دمى يحركها الإله كيفما شاء.
وبالواقع فإن نظرة لواقع المسلمين اليوم يجعلنا نقارن وببساطة بين التخلف الموجود ومدى الاقتناع بالتبعية لله , فكلما ازداد اعتقادنا بالتبعية الهزلية لله فقدنا إحساسنا بالمسئولية , فكثير من الأحيان أسمع عن حادث سير أو قتل فيتدخل رجال الإصلاح التابعين لحماس لحلها عن طريق إيهام أهل الضحية بأن ابنهم ما كان له أن يصاب بمكروه لولا إرادة الله , وبالطبع فإن أهل الضحية مجبرون وقتها على التسليم والخضوع لمشيئة الإله والرضوخ لرغباته السادية بإدخال الحزن والأسى إلى قلوب الناس .
أما الجزء الأكثر مأساوية في هذا الأمر فيتمثل في الاعتقاد الجازم والأكيد بأن الله قد قدر الأرزاق للخلق من قبل أن يولدوا , وبالتالي فليس مطلوبا من الإنسان أن يتمنى أكثر مما عنده , ولاحظوا كم ستكون هذه الكلمة بردا وسلاما على قلوب الأنظمة القامعة لشعوبها , والناهبة لخيراتها , فقد استخدمت هذه المقولة وعلى المدى التاريخي الطويل لتتلازم مع الإسلام طيلة مراحله .
إن الاعتقاد بتحديد الأرزاق هو أيضا خرافة ,ولمن لا يعرف فقد تكلمت كتب السنة عن وظيفة ملاك يدعى ميكائيل وظيفته أن يقسم الأرزاق للناس, وكأنه موظف إغاثة ويوزع أكياس الطحين على الناس , بل وما يثير الضحك هو الإشارة إلى أن ميكائيل يقوم بسكب الإمطار في الغيوم ليأتي الملائكة بعدها ويجروا الغيمة ويضربوها بالسياط من أجل أن تمطر.
إن مجرد اعتقاد الإنسان بهذه الأمور سوف يقتل فيه الطموح والرغبة في التحدي فهو سيمشي في الشارع لينتظر المنحة الإلهية كي تأتي له.
وسيقول قائل : ولكن لو كان كلامك صحيحا لمات المسلمون جوعا منذ القدم !!!!
وهنا نقول : ولكن المسلم غالبا ما يخرج على نصوص دينه أو بالأحرى تراثه الديني , ويتحلل منه إلى حد ما ولكن ليس بالمجمل , وهذا بالضبط ما يجعل مشايخ المسلمين يتحدثون عن ترك الأمة لدينها , فالمسلم اليوم يتعامل مع البنوك , ويشتري ويمارس التجارة ولم ينتظر أن يأتيه رزقه من الله أو من ميكائيل (موظف التموين ) فبالتالي لن تجد شيخا مسلما يقول بأن معيشة المسلمين هي على الشريعة , بل إنهم أمة خرجت عن دينها ( وهذا من ألطاف القدر بالطبع ).

وفي الواقع فإن هذه المقولة غالبا ما تستخدم لتخدير عقول الفقراء والعاطلين عن العمل , وبالتالي فإن عليهم أن يصبروا حتى يأتيهم رزقهم , فلن تجد ثورة في العالم الإسلامي ضد الجوع والفقر ,طالما بقيت العقلية الدينية هي المتحكمة في العقول , أليس هو أفيون الشعوب .

أخوكم سهران

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

حور عين وقضيب لا ينثني




ترتكز العقيدة الإسلامية في وجودها على مبدأ الحساب والعقاب , دنيا تليها الآخرة , وكان أن وضع التراث الإسلامي تصوراته لذلك الموضوع بما يتماشى بل ويتطابق في أغلب الأحيان مع ما درجت الحضارات والأديان السابقة عليه من تصور لحياة أبدية تتلو الحياة الفانية.
إن مبدأ البعث بعد الموت يشكل حلا مرضيا للنفس البشرية التي لم تستطع أن تتخيل الفناء الأبدي , فقامت الأديان بإيجاد العزاء لها في حياة جديدة بعد الموت , يستكمل الإنسان فيها حياته وللأبد.
وفي الواقع لو كان الأمر قد توقف عند هذا الحد لهان الأمر وتقبلناه على مضض , ولكن تمادت الأديان في وضع شروط لتلك الحياة الأبدية , فهي تختلف عن الحياة الفانية , فقد وضعت شروطا وحوافز للفوز بتلك الحياة الأبدية , فمن استوفى الشروط نال المكافأة الكبرى , أما من لم يستطع تلبيتها فما له إلا جهنم وبئس المصير, وما له إلاّ الأفاعي والنيران والصديد ليبقى معذبا للأبد .


ولعل ما يلفت الانتباه في ذلك الموضوع , وبالتحديد تلك الجنة الموعودة هو ذلك الإصرار على تحديد تلك النعم التي سوف يتنعم بها الإنسان , وهي جميعها جاءت من وحي القرن السابع بامتياز , ومن بينها تلك الفتيات الحسناوات ممتلئات الصدور والعذراوات للأبد .
إن من ذهب يوما للغرب ومشى في أحد الشوارع الجانبية حيث بيوت الدعارة فمنظرها يدل عليها ولا تخطئه عين , فعلى الباب تجد مجموعة من الفتيات الحسناوات بلباسهن الذي ينزع العفة من قلوب الملائكة والرهبان , أو قد تجد لافتة مضيئة كتب عليها Girls Girls وهنا سيعرف الإنسان حقيقة ذلك المكان , فلولا تلك الدعاية لما دخل تلك البيوت أحد وما اقترب منها رجل .


وجاء الإسلام ليرغب عباده بالجنة من خلال استغلال الشهوة الجنسية التي تتقد في العروق , فقام الدين بشرح مثير لما في الجنة من فتيات ينتظرن الحبيب المؤمن , والذي سيكافئه الله على ما فعله من أجل الدعوة إليه , فالجائزة الكبرى هي الجنس , ولست مضطرا لتذكيركم بأن تلك المتعة الجنسية الموعودة جاءت للرجال فقط , وإن أردنا أن نعرف السبب فهو بكل بساطة , لأن الرجل هو من سيغزو وينهب ويسبي النساء ويقتل أسراه ومخالفيه , أي أنه وببساطة هو من سينشر هذا الدين, أما المرأة فكما احتقرها الإسلام في الدنيا , فلها نصيب من الاحتقار في الآخرة , فأغلب أهل النار من النساء برغم كل ذلك الذل الذي عاشوه في الدنيا فهن يكفرن بالعشير , بل أنه لو رفضت المرأة أن تستجيب لمطالب زوجها الجنسية فهي من أهل النار , وحينها ليس مطلوبا بالطبع أن نتفهم أسباب المرأة لذلك الرفض , فهي لم تخلق إلاّ لتكون مطية لزوجها المسلم الذي ينكحها وقتما شاء وكيفما يشاء ,


أما من رضي الله عنها وأدخلها جنته فسوف تلحق بزوجها في الدنيا ( ولاحظوا هنا أن زوجها في كل الأحوال سيكون في الجنة ) فسوف تكون واحدة من طابور طويل من النساء اللواتي ليس لهن من وظيفة إلاّ تلبية الرغبات الجنسية للمؤمن , ويتحدث التراث الديني عن الحور العين بأن نظرة الرجل للواحدة منهن بمئات الأعوام , فما بالكم لو أكمل معها المشوار ومضى في تلبية رغباته منها ؟؟ فذلك قد يستغرق على الأقل ألف عام , لتأتي له بعدها حورية أخرى ويتكرر نفس السيناريو الممتع , أما زوجته التي تكرم الله عليها باللحاق بزوجها المؤمن فربما تنتظر آلاف السنين بعد أن يمل زوجها من حورياته الفاتنات , ليأتي بعدها ويعطي زوجته حقها!!!!
وحقيقة لطالما أردت معرفة مصير تلك النسوة اللواتي يقمن بتفجير أجسادهن بين الأبرياء والأعداء على حد سواء , فكيف سيكافئها رب السماء على ما فعلت , وهل ستنال متعة الجنس الأبدي مع الغلمان المخلدون ؟؟ أم ترى أنها ستواجه ذات المصير الذي تواجهه غيرها من النساء؟؟؟؟


في سنيني الأولى كنت حينما أسمع عن الحور العين أتخيل منظر إمام مسجد الحارة وهو جالس بين حورياته عاريا من ملابسه وبذقنه الطويلة
يتنقل من فتاة لأخرى , وقد ذهب عنه الوقار الذي ادعاه في الدنيا , ليصبح عابدا للجنس والشهوات في الآخرة, فأصابتني تلك التخيلات بالتقزز من هذه الفكرة التي لا يأتي بها إلا قواد , وبالفعل فإن كتب التراث الديني قد جعلت من محمد أكبر قواد في تاريخ البشرية , فهو من يبشر أتباعه بالجواري والسبايا في الدنيا , والحور العين في الآخرة.





إن دينا يحرض أتباعه على القتل والنهب وسبي النساء لهو دين يجدر إعادة النظر فيه , وإن كنا سنقبل به فلن يكون ذلك إلاّ بمحو كل تلك الإشارات الدموية التي تخللت تعاليمه الهمجية ,بل ويجب إعادة محاكمة كل من تسبب في هذه المأساة الإنسانية الكبرى.
أذكر أثناء حرب العراق الأخيرة وفي محاضرة دينية في الجامعة لم يكن هناك من شاغل في عقول الطلاب إلاّ سؤال واحد: هل يحق لنا أن نسبي الجنديات الأميركيات؟؟ فهذه العقول أدمنت الجنس وإن ادعت خلاف ذلك , فكل الدعوات الجهادية ركزت على قصة الحور العين والمتع الجنسية التي لا حصر لها وذلك من خلال سوق أدلة من التراث الديني ومنها
(ما من أحد يدخله الله الجنة ، إلا زوجه الله عز وجل ثنتين وسبعين زوجة ثنتين من الحور العين ، وسبعين من ميراثه من أهل النار ، ما منهن واحدة ، إلا ولها قبل شهي ، وله ذكر لا ينثني)
(ما من أحد دخل الجنة إلا زوج ثنتين وسبعين امرأة : ثنتين من الحور العين وسبعين من ميراثه من أهل الجنة ، ما واحدة إلا ولها قبل شهي وله ذكر شهي . فسأله رجل عن النكاح فقال : دحاما دحاما ، لا مني ولا منية)
(أخرجها من عندك وارمها بالحصباء فإن الله سيؤدي عنك أمانتك ، ففعل ، فرجعت الغنم إلى صاحبها ، فعلم اليهودي أن غلامه أسلم ، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تهيأ الناس للقتال فوعظهم وحضهم على الجهاد ، والتحم الفريقان ، فقتل العبد الأسود بين من قتل من المسلمين وحملت جثته إلى المعسكر ، فرو و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع في الفسطاط الذي ضم جثمان الشهيد ، ثم أقبل على أصحابه يقول : لقد أكرم الله هذا العبد وساقه إلى خير ، رأيت عند رأسه ثنتين من الحور العين ولم يصل لله سجدة قط .)
(وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أمامة قال "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم تتناك أهل الجنة؟ فقال: نعم. بفرج لا يمل، وذكر لا ينثني، وشهوة لا تنقطع، دحما دحما".)




والملاحظ في تلك الأحاديث عند السؤال عنها ثبوت ضعفها عند المسلمين , وبالرغم من ذلك فإنهم لا يتوانون عن ذكرها لتهييج الشاب المؤمن ليترك أهله وزوجته الشابة كي يظفر بحورياته الجميلات , فكم من بيت دخله الخراب والدمار بعد فقدان أبنائهم في هكذا عمليات , وليس مسئولا عنها إلا ذلك الملتحي المتخلف الذي أقنع الشباب بالموت في سبيل الجنس.


إن هكذا عقليات عشقت الموت وفضلته على الحياة لهي أضعف من أن تبني وطنا وتعيد للشعوب كرامتها التي استبيحت, ولو كان الأمر بيدي لقلت لأولئك المهووسين بالجنس : اذهبوا إلى الصحاري أو المحيطات وفجروا أنفسكم كيفما شئتم ولتنعموا بعدها بعاهرات السماء واتركوا لنا الأرض نعيش فيها ونحيى , ويكفينا أن نرى الحور في الأرض فجمالهن قد جعلنا نعشق الحياة .



مع تحيات
أخوكم سهران

الأحد، 18 أكتوبر 2009

يسألونك عن الروح



اعتمدت الأديان في الماضي على جهل الناس بالظواهر الطبيعية لتقدم تفسيراتها الخاصة للكون والوجود , وربما كان من الممكن أن تبقى تلك النظرة للكون هي المسيطرة على العقل البشري , لولا عقول رفضت الخنوع لغيبيات ليس لها من دليل فقامت وفندت وشرحت تلك الظواهر الطبيعية وبينت أسبابها وآلية حدوثها, وليس غريبا أن نجد أن جميع تلك التفسيرات العلمية خالفت المعتقد الديني فيها , بل وذهبت في اتجاه معاكس لتلك النظريات الإلهية.
ومن تلك الظواهر نتكلم اليوم عن ظاهرة الموت , واعذروني على التكلم في هذا الموضوع , فأنا أعرف كم من الرعب والخوف يسيطران على الإنسان من الحديث عن الموت , ولكني أريد أن أفسر لكم ظاهرة طبيعية تحدث كل يوم في عالمنا الفسيح , وهي أيضا للمقارنة بين التفسير الديني لتلك الظاهرة والتفسير العلمي لها .
فالموت من الناحية العلمية هو حالة توقف الكائنات (الحية) نهائيا عن النمو و الأيض والنشاطات الوظيفية الحيوية (مثل التنفس و الأكل والشرب والتفكر والحركة والخ) ولا يمكن للأجساد الميتة أن ترجع لمزاولة النشاطات والوظائف الآنفة الذكر , وهذا التعريف يلزم أن نزيد عليه أن عملية الموت هي عملية دائمة ومستمرة ويشهدها الكائن الحي داخل جسده من المهد إلى اللحد , فهناك يوميا آلاف الخلايا التي تموت ويأتي البديل عنها , في حالة مستمرة ودائمة لتعويض الجسد بخلايا جديدة وشابة بدلا عن تلك الخلايا التي استنزفتها العمليات الفسيولوجية .
ولزيادة التوضيح فيجب علينا أولا أن نتكلم عن ماهية الجسد , فالجسم يتكون من مليارات الخلايا الحية والتي تتشارك مع بعضها البعض في العمل لإنتاج هذا الكائن الحي , وتعتمد الخلايا في عملها على المواد اللازمة للأيض والتمثيل الغذائي , فالجسم هو عبارة عن مليارات التفاعلات الكيميائية , وتختلف أسباب الموت دوما حسب الحالة التي واجهها الكائن الحي قبل موته , فلنأخذ مثالا بعملية الغرق حيث يؤدي لمنع الجسم من تناول الأكسيجين اللازم لعمل الدماغ فيتوقف الدماغ عن العمل بعد خمس دقائق على الأكثر , وبالتالي تبدأ عملية الموت الجماعي للخلايا , لتكتمل تلك العملية بجسد لا إحساس فيه ولا أي من العمليات الفسيولوجية ليبدأ الجسم بعدها بالتحلل حتى تعود مكونات الجسم لدورة الحياة مرة أخرى.
أما من الناحية الدينية فالموت هو عبارة عن خروج الروح من الجسد بأمر إلهي موجه لملاكه عزرائيل ودعونا نستمع لشهادة عزرائيل من خلال ما رواه لنبي الإسلام :

عندما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج إلى السماء، ومن بين ما رآه صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة قال: رأيت ملكا عظيم الخلقه والمنظر قد بلغت قدماه تخوم الأرض السابعة ورأسه تحت العرش وهو جالس على كرسي من نور والملائكة بين يديه وعن يمينه وعن شماله ينتظرون أمر الله تعالى عز وجل وعن يمينه لوح وعن شماله شجرة عظيمة إلا انه لم يضحك أبدا.

فقلت يا آخي يا جبريل من هذا ؟ قال جبريل: هذا هادم اللذات ومفرق الجماعات ومخرب البيوت والدور ومعمر القبور وميتم الأطفال ومرمل النساء ومفجع الأحباب ومغلق الأبواب ومسود الأعتاب وخاطف الشباب هذا ملك الموت عزرائيل فهو ومالك الخازن النار لا يضحكان ابدأ ادن منه وسلم عليه.

فدنوت منه وسلمت عليه فلم يرد السلام فقال له لم ترد السلام على سيد الخلق وحبيب الحق فلما سمع كلام جبريل وثب قائما ورد السلام وهنأني بالكرامة من ربي وقال ابشر يا محمد فان الخير فيك وفي أمتك إلى يوم القيامة فقلت يا أخي يا عزرائيل هذا مقامك ؟ قال نعم منذ خلقني ربي إلى قيام الساعة، فقلت كيف تقبض الأرواح وأنت في مكانك هذا ؟

قال إن الله أمكنى من ذلك وسخر لي من الملائكة خمسة ألاف أفرقهم في الأرض فإذا بلغ العبد اجله واستوفي رزقه وانقضت مدة حياته أرسلت له أربعين ملكا يعالجون روحه فينزعوها من العروق والعصب واللحم والدم ويقبضونها من رؤؤس أظافره حتى تصل إلى الركب ثم يريحون الميت ساعة ثم يجذبونها إلى السرة ثم يريحونه ساعة ثم يجذبونها إلى الحلقوم فتقع في الغرغرة فأتنا وها وأسلها كما نسل الشعرة من العجين فإذا انفصلت من الجسد جمدت العينان وشخصتا لانهما يتبعان الروح فأقبضها بإحدى حربتي هاتين وإذا بيده حربة من النور وحربة سخط فالروح الطيبة يقبضها بحربة النور ويرسلها إلى عليين والروح الخبيثة يقبضها بحربة السخط ويرسلها إلى سجين وهي صخرة سوداء مدلهمة تحت الأرض السابعة السفلي فيها أرواح الكفار والفجار.

قلت وكيف تعرف حضر اجل العبد أم لم يحضر قال يا محمد ما من عبد إلا وله في السماء بابان باب ينزل منه رزقه و باب يصعد إليه عمله وهذه الشجرة التي عن يساري ما عليها ورقة إلا عليها اسم واحد من بني ادم ذكور وإناثا فإذا قرب أجل الشخص اصفرت الورقة التي كتب عليها اسمه وتسقط على الباب الذي ينزل منه رزقه ويسود اسمه في اللوح فأعلم أنه مقبوض فأنظر إليه نظرة يرتعد منها جسده ويتوعك قلبه من هيبتي فيقع في الفراش فأرسل إليه أربعين من الملائكة يعالجون روحه وذلك قوله تعالي: ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )


إذن أعزائي فكما ترون فإن الإسلام قد استغل جهل الناس بظاهرة الموت ليجعل لها سببا غيبيا وليس له من دليل أو إثبات , فنظرية الموت عند المسلمين ترتكز على عدة نقاط:
1- الروح
2- انقضاء الأجل
3- ملك الموت ورجاله الأشداء
ودعونا نفند بالمنطق العقلي تلك الأسس :
فالروح هي على ما يبدو من الحديث عبارة عن شبح غامض يستقر في جسد الإنسان , ولعل هذا كان هو تفسيرهم للحياة قبل أن يعلم البشر عن ماهية العمليات الفسيولوجية وكيفية إدارتها للكائن الحي , فتخيلوا روحا تسكن جسد الإنسان وتقوم بتحريكه كيفما شاءت , وهذا المبدأ سقط تحت أقدام العلم الذي بين كيفية الحياة وكيف أن الجسد هو مجموع لا متناهي من التفاعلات الكيميائية, ومن ثم نجد أنفسنا أمام سؤال يطرح نفسه وهو ماذا سيحدث لتلك الجزئية من الروح التي توجد في خلية حية وماتت بعدها دونا عن بقية الجسد , أو تلك اليد التي بترت أو العين التي فقئت.
هذا وتجد في كلامهم شرحا لعملية نزع تلك الروح وتفصيلها فحسب شرحهم الذي نقلته لكم أعلاه فهو يتناسب مع إنسان يموت على سريره ببطء , أما لو سألتهم عن كيفية موت ذلك المجرم الذي يفجر نفسه بين الأبرياء ليموت في أقل من ثانية فالجواب لديهم دائما ( الله ورسوله أعلم )


أما الشق الثاني من ادعاءاتهم فهو انقضاء الأجل , وهنا ينبغي أن ننوه أنهم يعتقدون بأن كل إنسان قد كتب له عمره وأجله من قبل أن يولد , حتى إذا انتهى الأجل فعزرائيل يشوف شغله , وهنا لابد من طرح سؤال بسيط للمؤمنين بهذه الخرافة , ولنفرض أني قد قتلت أحد مشايخهم الأغبياء فمن الذي قتله حقا هل هو أنا أم هو الله وصبيه عمّو عزرائيل , وإن كان الله قد علم منذ الأزل أني سأقتل ذلك الأبله فقد تواطأ هو أيضا معي , حينما دفع بعزرائيل لقبض روحه , فلو طعنت ذلك الشيخ مليون مرة فلن يموت حتى يشرّف ملك الموت وينفذ مهمته المقرفة , فعلى ذلك وجب على المحاكم أن تفرج عن جميع القتلة الذين استباحوا الدم البشري , فهم لم يكونوا إلا جنودا مسيرين من الإله لتنفيذ قضائه الذي لا يرد .
أما الشق الثالث فهو هادم الملذات ومفرق الجماعات السيد عزرائيل والشباب اللي بيشتغلوا معه , فالدين يقدم لنا سببا للوفاة عكس ما نراه من الواقع , فلا السكري ولا الإيدز ولا أي مرض من أمراض الدنيا قادر على قتل كائن حي واحد , فالنص الديني يتجاهل كل تلك الحيثيات ويتوجه مباشرة إلى ملك الموت الذي تصله رسالة أس أم أس من الله ليقوم بإدخال حزن والأسى في قلوب الناس , وليس بعيدا أن نذكر أن الدين قد جعل لكل ظاهرة في الطبيعة ملكا يقوم بتنفيذها , في ظل غياب التفسير العلمي لتلك الظواهر فكان أن استأثر الخطاب الديني بتفسيراته الساذجة لكل تلك الظواهر.
خلاصة القول إن التفسير الديني لحالة الموت جاء متجاهلا لكل الحيثيات التي تسبب الموت ويختصر المسألة بكل بساطة بنزوع الشبح من أجسادنا , وليذهب العلم في ستين داهية

أخوكم سهران

الأحد، 11 أكتوبر 2009

ملكات جمال تربعن في القلوب




ربما لو حاولنا أن نأخذ رأي أحد المتدينين في موضوع مسابقات الجمال فصدقا أقول لكم فإنكم لن تجدوا اختلافا بينهم في رفض هذا الأمر واعتباره من الموبقات التي لا تليق بمجتمع الفضيلة الإسلامية , وقد تجدهم يسترسلون في الحديث ليوضحوا أسباب نفورهم من هذا الأمر فمجرد ظهور الفتاة بملابس السهرة والبكيني هي لوحدها سبب أكثر من كاف لجعلهم يتحدثون بحرمتها , وحرمة مشاهدتها
أنا لي سؤال بسيط لطالما تمنيت من أحد الأخوة المؤمنين أن يجيبني عليها واليوم أجد نفسي قادرا على البوح بما كان يجول في خاطري.

إن مجرد ظهور الفتاة متحررة من لباسها جعل أولئك الناس يكفرون ويلعنون كل من تشارك في تلك المسابقات , بل واعتبارهم فاسقات ماجنات داعرات ( حاشاهن والله ) ولكن ما فاتهم أن يعلموه أن هذا المنظر الذي يعجزون عن تقبله بمظهره الحضاري اليوم , كان موجودا في زمانهم الأول ( وهو بالطبع منذ بداية الإسلام ) فقد اشتملت التعاليم الدينية الإسلامية على ما يسمى بفقه الرقيق , ولم تكن مهمة هذا الفقه أن تبتكر الطرق الكفيلة لتحربر الإنسان من ظلم أخيه الإنسان , بل قاموا بوضع قوانين تحافظ على المسافة بين العبد وسيده , ورسخت حملاتهم الحربية على بلاد الحضارة هذه الظاهرة الحقيرة , ولكم أن تتخيلوا الآن المشهد الذي كان يدور في أسواق النخاسة الإسلامية , ودعونا نفترض وجود فتاة فارسية اسمها ياسمين وانظروا ماذا حصل لها:
كان يا ما كان في قديم الزمان في إحدى مدن بلاد فارس أمير قوي وله من الجاه والعز ما لم يؤتى لغيره , وكان لهذا الأمير ابنة فاتنة تسمى ياسمين , وكانت من أجمل فتيات قومها وأكثرهن جمالا وأدبا وثقافة , وفي يوم أسود من تاريخ الحضارة , أقبلت جحافل العربان الهمجية وهاجمت البلد المترسخ في الحضارة فهزموا جيوش الفرس واستباحوا المدن والقرى , وأعملوا السبي في بنات الفرس , وكانت المصيبة الكبرى حينما وقعت ياسمين في أيدي أولئك الأجلاف فساقوها من ضمن ما حملوه من الغنائم إلى المدينة المنورة ( المظلمة ) وعرضوا ما غنموه على أمير المؤمنين , فكبر المسلمون وهللوا وحمدوا الله وأثنوا عليه بما أنعم عليهم من كنوز كسرى وبنات الفرس , وكانت ياسمين بنت النسب الرفيع بين العبيد الذين وقفوا في وسط الساحة , بينما الأعراب من حولهم , وأمر أمير المؤمنين بأن يتم بيع الجواري في سوق النخاسة , فكان أن حشرت الفتيات الجميلات في اليوم التالي في سوق النخاسة وبدأ الدلالون بعرض ما لديهم من الجواري الحسان , حتى إذا جاء دور ياسمين , وقفت أمام الحشود وقام الدلال بتعريتها من ملابسها فوقفت أمامهم عارية كسيرة العينين , فتقدم عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) ووقف يحدق في جمالها وأمسك ثدييها ليتأكد أنهم حقيقي مش سليكون , ووضع يده الشريفة على مؤخرتها ( أردافها) ولما عاينها وبعد التوكل على الله قرر شراءها وأعطى الدلال ثمن الفتاة....................
.

استيقظت ياسمين من النوم ,,,, عفوا يبدو أني نسيت أن أذكر لكم بأن ياسمين هي فتاة في القرن الواحد والعشرين , ولكنها من كثرة ما سمعت عن حضارات الشرق حلمت بذلك الحلم المزعج ,,,
المهم بعد أن استيقظت ياسمين من هذا الحلم المرعب وبعد أن بصقت على جانبها الأيسر حمدت الله على أنها لم تكن من الفرس يوما, ذهبت ياسمين إلى الحمام واستمتعت بالصابون في البانيو , ومشطت شعرها وتزينت ولبست التيشيرت الضيق الذي يكشف خاصرتها النحيلة وبنطلون السترتش الضيق , وذهبت ,,, ليس إلى سوق النخاسة , بل لكي تنضم لمسابقة ملكة جمال الوطن , وفي اليوم المشهود وقفت ياسمين مع زميلاتها الفاتنات في زهو واعتزاز , وكان الجمهور المتحضر يصفق لكل واحدة منهن , وحينما مرت ياسمين أما الجمهور بالمايوه البكيني وهي تتمخطر بنعومة ودلال صفق الجمهور لها ,,, في آخر الليلة فازت ياسمين بلقب الملكة وعادت مع أهلها لبيتها لتكمل حياتها مزهوة وللأبد بهذا اللقب

.
والآن أتمنى أن أكون قد وفقت مبدئيا في عرض مشهدين حدثا فعلا , الأول في زمن الخلافة الراشدة وما تلاه من عهود الحكم الديني , والمشهد الثاني من العصر الحديث حيث تمكنت العلمانية المتنورة من فرض نفسها وقيمها النبيلة على المجتمع , فياسمين القديمة دفعت ثمن جمالها وتم بيعها كأي حيوان أليف , وبينما مشهد العري الكامل مع الإستعباد كان هو سيد الموقف فإنك لن تجد واحدا منهم يتنكر لذلك الموقف , أو يتنكر لما حدث لصفية بنت حيي , بينما يصبون جام غضبهم ولعناتهم على مسابقات الجمال , والتي يكون الهدف فيها تكريم الفتاة لجمالها وعلمها وأخلاقها ,, وليس بيعها.


أتمنى من جميع الأخوات أن تحدد لنفسها اختيارا لو طلب منها أن تكون ياسمين الماضي التي تم بيعها على سنة الله ورسوله وأحكام الشريعة الغراء


أو أن تكون ياسمين الحاضر التي تعيش في ظل العلمانية التي احترمت إنسانيتها وكرامتها لتكون ملكة جمال يحسدها الجميع على ما وصلت إليه ,



أتمنى أن ينال مقالي إعجابكم


مع تحيات : عاشق الجمال
أخوكم سهران

الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

نحن قوم أذلنا الله بالإسلام




تحدثت مرة مع أحد أصدقائي المتدينين عن تركيا وما وصلت إليه من تطور كبير نسبيا إن قورنت مع الدول الإسلامية فنظر إليّ هذا

الصديق بنظرات تدعي الحكمة والعلم وقال لي : لأنهم تركوا الدين فالله يمتعهم بالدنيا حتى يكون هذا النعيم نارا عليهم في الآخرة , أما
الغرب الكافر فهو مثلهم وكل ما وصلوا إليه من تقدم إنما هو ابتلاء من الإله , وهكذا باختصار شديد فسر لي الأخ سر الخلطة
ولأكتشف سر تقدم الشعوب والأمم , وللأمانة فقد وجدت في كلامه كثيرا من الصدق وليس الصدق كله بالطبع فنحن لو نظرنا للدول
المتقدمة فلن نجد بينهم دولة إسلامية واحدة , ولطالما ردد علينا مشايخ الإسلام مقولة عمر بن الخطاب نحن قوم أعزنا الله بالإسلام
فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله وأصبحت هذه المقولة دينا واجب الإتباع , وبدراسة هذا الموضوع وجدت أن سر تخلف المسلمين هو
كونهم أكثر الناس تمسكا بدينهم , فالدين يعدك بالشقاء في الدنيا لتتنعم بالآخرة بكل أسباب الراحة والسعادة .
إن الدارس للدين الإسلامي يجده قد رحّل كل ما هو جميل ورائع إلى الآخرة , فالخمر التي منعوا من شربها في الدنيا , سيجدونها في
الآخرة أنهارا ( ولا أعلم كيف تكون الخمر رجسا من عمل الشيطان ورغم ذلك نجدها في الجنة )
أما النساء فحدث ولا حرج , فالإسلام الذي جعل من المرأة عورة وناقصة عقل ودين وحرم عليها التعطر وحتى نتف الحواجب
سيستبدلها الله في الجنة بالحور العين والتي ستروي عطش المسلم للنساء الذين افتقدهم في الدنيا , ولاحظوا معي أن كل ما وعد الله
به المؤمنين في الجنة هو من الأشياء التي حرموا منها في الدنيا فالخمر والنساء رجس من عمل الشيطان ولهذا كان لزاما على الإله
الكريم أن يعوض عباده المؤمنين بكل ما حرمهم منه في الدنيا .
فهل أعز الله العرب بالإسلام ؟؟؟؟
الجواب نجده في طي صفحات التاريخ وهو يخبرنا كيف كان العرب يقتتلون فيما بينهم على المراعي والمياه فجاء الإسلام ووحد
سيوفهم ووجهها للعالم المتحضر في ذلك الوقت , فكان لهم أن أفنوا حضارة فارس للأبد , وقوضوا ملك بيزنطة , فهي إذن عزة سيف
يقطع الرقاب وينهب خيرات الدول , فالعرب لم تقم لهم دولة إلا تحت السيوف , ولا معنى للعزة عندهم إن لم يحمها السيف .
إن العقلية الدينية دأبت دائما على تبرير الجهل الذي نعيشه بأنه اختبار إلهي ليمتحن قلوبنا به , وكلما ازداد إيماننا زاد بلاؤنا ( أليس
المؤمنون أشد بلوة ) فما الذي ننتظره من أناس جعلوا التخلف والانحطاط مقياسا لرضا الله فكلما زاد إيماننا زاد تخلفنا , أما إن أردنا
العزة فبالسيف وحده لا شريك له .
وكلما عرض على مشايخ الإسلام أن يتحدثوا عن العلم فإنهم يشترطون ذلك العلم الذي ينتفع به الإسلام , أما ما عداه فيجب الاهتمام
بدلا عنه بالعلوم الشرعية الحيضية الجاهلة . بل إن هناك منهم من يرى في الحضارة الغربية خادما لنا ومأواهم جهنم فتصوروا بأن
المخترع الأمريكي " توماس أديسون " (1847 – 1931م) مخترع المصباح الكهربائي الذي أضاء لهم مدينتهم المنورة ومكتهم ..
سيدخل النار لأنه مسيحي كافر ..!!
إننا نجد اليوم طائفة من مدعي العلم والحداثة يريدون التوفيق بين الهذيان القرآني وبين الحقائق العلمية التي دحضت ما يدعون .
انتظروا أيها العرب مجدكم التليد الذي لن يعود , واعتكفوا في مساجدكم , ولا تدعوا فرصة لتذكير إلهكم بكم فما أكثر ما نسيكم وجعلكم فريسة سهلة لأعدائه , ولا أقول لكم إلا نحن قوم أذلنا الله بالإسلام .



أخوكم سهران


الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

للبيت رب يحميه


تناقل المسلمون عبر تراثهم الديني قصة أبرهة الحبشي وعزمه على هدم الكعبة وما تلاه من أحداث , ومن المعلوم أنه قد شهد هذا العام ولادة النبي محمد, وبغض النظر عن ثبوت هذه القصة في المراجع الإسلامية فإننا نجد فيها بعض نقاط الالتباس والتي تطرح نفسها بإلحاح مزعج للبعض , ومريب للبعض الآخر.
فمن خلال هذه القصة نجد واحدة من أكثر التناقضات في التراث الإسلامي , فأبرهة كان مسيحيا يؤمن بالله , أما الكعبة فكانت محاطة بمئات الأصنام , ورغم ذلك فقد أهلكه الله لمجرد تفكيره في هدم الكعبة..... فهل كان ذنب أبرهة أنه قد صدق إلهه الذي يعبده , وإذا كانت الكعبة على هذا القدر من الأهمية بحيث أن الله يهلك إنسانا مؤمنا حاول هدمها وهي محاطة بالأصنام , فكان الأولى بالله أن يبعث بهذه الطير الأبابيل لتقصف جيش الحجاج الذي رمى الكعبة بالمنجنيق وأحرقها .فماذا سيكون رد المتدينين؟؟؟ أريد جوابا.........


القصة تتلخص بأن أبرهة لما شارف مكة خرج إليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ليسترد ماشيته , فغضب أبرهة من سؤاله وكان يظنه قد جاء من أجل نيل شفاعة أبرهة فقال له عبد المطلب للبيت رب يحميه !!!!
والآن دعونا نضع النقاط على الحروف وبالأسلوب المنطقي نريد تحليل هذه القضية وطبعا سوف أستعير هنا المصطلحات الإسلامية لتقمص الدور وإعادة تمثيل الحدث :
1- الكعبة هي بيت الله
2- كفر الناس بإلههم وأحاطوا الكعبة بالأصنام
3- لم يتدخل الله وبقيت الأصنام في مكانها
4- أبرهة كان مسيحيا ( وهو الدين الصحيح حتى مجيء الإسلام )
5- بنى أبرهة كنيسة القليس ولم يأتها أحد
6- جاء أبرهة لهدم الكعبة وما حولها من أصنام حتى يتوجه الناس لكنيسته حيث يعبد الله بالحق
7- كان رد عبد المطلب أن للبيت رب يحميه عند مواجهة أبرهة
8- تدخل الله لمصلحة قريش وأباد جيش أبرهة وانتهت القصة وبقيت الأصنام في مكانها
9- كانت النتيجة أن نصر الله المشركين بجنده وهزم عباده الموحدين

هل الله متناقض كما أتباعه؟؟؟
لماذا لا يتدخل الله لإنقاذ الأطفال من المجاعات والزلازل والبراكين والحروب المدمرة؟؟؟؟
هل كان عبد المطلب أكثر إيمانا من كل المسلمين لينفذ رجاءه بينما لم تنفع كل الأدعية من أجل أطفال فلسطين في رفع الغبن عنهم؟؟؟
لماذا لا ينقذ الله مسجده في القدس وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ؟؟؟